أثار موضوع تأخر انطلاق دورة فبراير لمجلس الجماعة الترابية القصر الكبير جدلا سياسيا وإعلاميا..، وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني عند الساعة العاشرة والنصف الذي وضع موعدا لانطلاق أشغال الدورة، حيث تأخر في الحضور عدد من مستشاري الأغلبية..، وتماطل في الحضور فريق مستشاري البيجيدي الذي لم يعلم منه قرار بعدم حضور الدورة..! و بغض النظر عن الصورة وخفاياها..، فإن المتتبع السياسي والاعلامي..يعلم جيدا أن الحدث لا يشكل استثناءا حصريا على هذا المجلس المحترم..، فكثير من المجالس لا تعقد دوراتها وتتعطل لمدد مختلفة وبذرائع مختلفة..، والأمر يكاد يكون عاديا أمام خريطة سياسية مبلقنة..وتحالفات هشة، حيث الحاجة الزائدة لإعمال مبدأ التوافقات بدل ميزان الرئيس..، فمن لا يستطيع التأثير بقوة رأيه، يلتجئ لميزانه في الأغلبية انسحابا وحضورا… لم يكن رهان المعارضة على تخلخل أغلبية الحاج السيمو مرتبطا بحلول 7 فبراير، بل كان ذلك هو خلاصة سياسية أنبتت في أدمغة مستشاريها إنباتا، واتخذ هذا الموقف الذهني صورا كاريكاتورية مضحكة وقاصرة في فهم الخصم السياسي..، هذا التحليل الذي حاول تقزيم قدرات الرئيس في تسيير قلعتهم ل 12 سنة من تدبير الشأن المحلي..، إنه في نظرهم أمي لا يعلم أكثر من النكت التي تضحكهم..والتي أغضبتهم في ما بعد..! لهذا كانت فرصة 7 فبراير محبطة لهم، ظهر ذلك على وجوههم بشكل واضح خلال الدورة، رغم محاولة زعيمهم الظهور بمظهر الناصح الماكر..، إلا أني رغم عدم اقتناعي بقدرة المعارضة على تقديم مقترحات جدية في مجال تنمية محلتنا، لا أملك إلا الاعتراف بأن لعبهم كان (مزيان) هذه المرة، إلا أنه لعب مشروط بتفاعل زعيمهم في الإعداد للدورة، ربما لأنه يملك مفاتيح الأرشيف (المسجل في الذاكرة الالكترونية المجيدة)..، فمالك المعلومة يتوج سلطانا أينما حل وارتحل، وهو يعلم أهمية ذلك، وما سجال المستشفى المتعدد الاختصاصات عنا ببعيد.. وعن الأغلبية أقول: بغض النظر عن صحة أوكذب التهديد بعدم حضور الدورة، فإن الخلاصة التي ينبغي استحضارها، أن الأغلبية الحالية لا يمكن أن لا يحدث في بطنها أي مغص، وذلك لسببين رئيسيين: أولا) _ ضعف هيكلة التنظيمات الحزبية التي ينتمي إليها هؤلاء المستشارين، فإذا استثنينا حزب الحركة الشعبية المهيكلة بشكل لا بأس به، فإن التنظيمين الآخرين لا نكاد نجد لهما أثر إلا في الانتخابات..، وهذا ضعف ينبغي الاعتراف به وعدم تجاوزه.. ثانيا) _ ربما غياب نسق منظم لاجتماعات تحالف الأغلبية، يذوب أي خلافات ويقرب المسافة بين ربان المجلس وبقية مستشاري الأغلبية، والإشارة لهذه النقطة ليس إلا نصيحة متابع مجرب..، حتى لا يشعر المستشار أنه رقم عددي فقط..!