الشعيرة هي كل هدي خالص لله ؛ و هو تعبير صادق على تمثل قلبي و عقلي يضع الله في مقام جلالة مطلقة و المبتغي فضله في مقام العارف بربوبيته؛ بعظمته؛ و بقدرته على كشف خبايا نفسه…! قال الحق سبحانه : "و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" إنها إشارة واضحة إلى دلالة السلوك و ليس إلى شكله ، فروح الإيمان قلبي خالص، عميق و متصل بسريرة لا تعرف الإدعاء ، هنا تجدر الإشارة إلى أن الإنسان فعل دال على فهمه و إدراكه و مدى بلوغه، فمثلا أم تحب أولادها حبا عظيما هل لنا أن نحدد مطلق تعبيرها و تفانيها في رباط الأمومة الذي يمتها بهم ؟ طبعا لا… ! الشعائر هي كل ما صدر عن قلب مخلص لربوبية من أوجده ؛ و على قدر درجة التأليه و التعظيم لمن "ليس كمثله شيء" في الأرض و لا في السماء تكون الشعيرة…! كل شعيرة من المفروض أن تعبر عن تقوى صاحبها ؛ عن مدى حضور الالوهة في غياهب روحه…. ! ما معنى أن تصدح المآذن بأن الله أكبر في آذان تستصغره و تهب لصلاة طقسية لا جدوى منها سوى أنها عادة سيئة…..! تعظيم الشعيرة لا يتأتى إلا لمن طوت جوانحه قلبا مخلصا لنعمة الوجود…..