اختارت مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والآداب أن تعطي افتتاح المقهى الثقافي بقراءات في شعر الراحل محمد الخمار الكنوني، صاحب ديوان "رماد هسبريس"، والشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش. وحلقت روح الشاعر الخمار الكنوني في سماء مدينة سلا، وذلك بحضور العديد من الشخصيات الأدبية والعلمية المغربية، والتي أجمعت على كون الراحل الكنوني يعد واحدا من أعمدة الشعر المغربي، بالرغم من أن ما خلفه لا يعدو أن يكون ديوانا واحدا يحمل اسم "رماد هسبريس". مؤسسة الفقيه التطواني لم تترك الفرصة تمر، بهذا الاحتفاء الأدبي الكبير بشاعر كبير، دون أن تصدر على لسان رئيسها، أبوبكر التطواني، توصية بضرورة إطلاق اسم محمد الخمار الكنوني على أحد مدرجات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، مبررا ذلك "لأنه ذاكرة يجب أن تبقى حية، لذلك لا بد أن يتم الاعتناء بالشعراء عن طريق إطلاق أسمائهم على الأقل على مدرجات الكليات". وضمن قراءة في ديوان الشاعر الكنوني، وصف الناقد المغربي نجيب العوفي الراحل إلى جانب محمود درويش بالشاعرين الكبيرين اللذين رفعا الشعر العربي من المحيط إلى الخليج، وشدد على أن المبدع محمد الخمار الكنوني "جمرة شعرية تحت رماد هسبريس". وأشاد العوفي بقدرة الشاعر الكنوني على التكثيف الشعري وتجنب هدر الكلام؛ لأنه كان يغربل في كلماته، مضيفا: "ليس في أيدينا سوى ديوان واحد لكون الموت، هازم الذات ومفرق الجماعات، كان له بالمرصاد". وبعدما اعتبر العوفي أن "قصيدته لم تكتمل، تاركا في نفسية مريديه جرحا لم يندمل، لأن الموت خطفه منهم"، قال بلغة شاعرية إن "الكنوني جمرة شعرية متقدة تحت رماد هسبريس، لأن الشاعر احترق بنار الشعر واغتسل بنوره". "رماد هسبريس مرثية لواقع الحال، وموت الشاعر بسبب الانتقال من الرماد إلى النار، ومن النار إلى الرماد، وكأن الموت كان دواء لهذه الرحلة"، يقول العوفي الذي أشار إلى أنه "يرحل الشعراء ويبقى الشعر. وبالرغم من أن ما تركه الكنوني هو ديوان واحد، فإن هذا القليل يغني عن الكثير"، خاتما كلامه بالقول "أجل يا شاعرنا الجليل، ما زلت حيا بيننا، وعليك وعلى درويش السلام". إلى ذلك أبدى أحمد التطواني عن مؤسسة الفقيه التطواني، في كلمة له، سعادته بالأمسية الأدبية؛ وذلك في ظل تنويع المؤسسة للاشتعال، واهتمامها بالشعر والأدب، معتبرا أن هذه العادة مأخوذة من المشارقة، وخصوصا مصر. من جانبه، سجل نور الدين أقشاني، رئيس المقاهي الثقافية في المغرب، أن المقاهي الثقافية في المغرب انطلقت أواخر الثمانينيات؛ لكنها لم تعمر طويلا، مشيرا إلى أن هذه الثقافة انتشرت خلال التسعينيات من القرن الماضي، ما أدى إلى إنشاء إطار وطني.