في حشد جماهري غفير شهد القصر الكبير يوم الخميس 21 يوليوز 2016 مسيرة تنديدية عارمة،بلغ عدد متظاهريها في موكب مزمجر رقما فاق التوقعات بمقدار كبير،بحيث سجلت مساهمة هائلة لكل الفعاليات الاجتماعية والحقوقية والإعلامية بعاصمة اللوكوس، انضمت إليها القصراويات والقصراويون من كل الفئات العمرية، وشرائح المدينة على اختلاف مستوياتها الثقافية والاقتصادية. وكان من المقرر في هذا اليوم إجراء وقفة احتجاجية فقط، ولكنها سرعان ما تحولت إلى تظاهرة استعراضية، واحتفالية قصرية أرقى من باقي الاحتفاليات، ظهرت من خلالها مدينة القصر الكبير متألقة وفي أروع صورة ، مجسدة بشكل تلقائي لافت مقدار ما يؤلف بين مواطناتها ومواطنيها من تضامن وتفاعل، اشتد عودهما بعد ما تذوقوا مرارة مشاكلها المؤرقة على المستوى الأمني، وتفاقم الإجرام بكل تجلياته، وأخطاره المادية والمعنوية. فجثمت قضية الأمن والجريمة على عقولهم وقلوبهم بقوة ضاربة،الشيء الذي دفعهم إلى الإقبال بكثافة منقطعة النظير على هذه التظاهرة القصرية الفريدة من نوعها،والمساهمة فيها بشغف وحماس لما تكتسيه من أهمية قصوى في حياتهم اليومية،على اعتبار أن العمل الأمني هو سكينة النفوس ووهج العقول،واستقرار أوضاع أية نهضة اجتماعية واقتصادية… وقد كان لهذه المسيرة الاستنكارية صدى طيب ورائع،أبان بدرجة عالية عن وعي الكيان القصري رجالا ونساءًا،أطفالا وشبابا وشيوخا ومن جميع الأصعدة،وإصرار هؤلاء كلهم على التحسيس بمدى حرصهم على أمن مدينتهم،وسلامة سكانها من أخطار الجرائم التي تحاك ضد راحتهم ونفوسهم وأموالهم واستقرار ظروفهم الحياتية. أما المثير للإعجاب أكثر في هذا الموكب الاحتجاجي الصاخب فهو أنه تميز بحسن التنظيم ودقة التأطير،وكان أشد انضباطًا من باقي المسيرات التنديدية المرخص لها رسميا والمؤطرة من قبل أجهزة الدولة.فجميع المحتجين وبدون استثناء أسهموا في تكريس وعي القصريين والقصريات وعمق نضجهم الاجتماعي،ورغبتهم الأكيدة والجازمة في إحاطة مدينتهم بتغطية أمنية ناجعة شاملة ودائمة،تحفظهم من شر الممارسات الإجرامية المخربة،ومن شبح الهلع والتوتر النفسي وغياب الدعة والاستقرار. فما أجمل تلك الصفوف الاستعراضية؟فكم كانت بديعة مثيرة في نظامها وانتظامها،يرافقها وقع الأهازيج والتصفيقات المتناغمة،بدون فوضى ولا شغب بل بحناجر تصدح بالهتافات المنادية بإيلاء القصريات والقصريين ما يستحقونه من اهتمام بأمنهم،والاعتراف بقيمهم وكراماتهم الإنسانية،والكل يردد أبلغ الشعارات والعبارات المنمقة من قبيل الشعار الرنان: " عاش الشعب عاش عاش،وقصراوة مشي أوباش "