عرفت مدينة القصر الكبير في السنين الأخيرة وكباقي مدن المغرب ظاهرة إحتلال الملك العمومي. ومن هنا فنحن مع تحرير الملك العمومي من طرف الفراشة والباعة المتجولين، إلا أنه هناك إحتلال من نوع آخر، ألا وهو إحتلال المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية للأرصفة بحيث لم يعد هناك مكان للراجلين والراجلات، كما أن هذا التحرير يجب أن يشمل الكل. وليس فئة معينة بطرق إنتقائية. فالسؤال الذي يتبادر للذهن : لماذا لم تشمل هاته الحملة المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية؟! كل هذا يجب أن يظهر على أرض الواقع بإرادة ومسؤولية من طرف السلطات العمومية والمنتخبون. حتى تستعيد مدينتنا طابعها الحضاري ورونقها العمراني وجماليتها. لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه: ما هو مصير هؤلاء الفراشة والباعة المتجولين؟؟ وما هي الحلول المطروحة لمعالجة هاته الظاهرة بشكل جذري؟ وكما يعلم الجميع أن عدد هؤلاء رقم لا يستهان به ،ويعولون أسرا وعائلات لا دخل لهم إلا من هكذا أنشطة غير منظمة! ومن هذا المنطلق فنحن بهاته التساؤلات لا نحاول الدفاع عنهم أو إيجاد مبررات لهم، بقدرما يجب علينا عند تفعيل أي من الأدوات أو الحلول أن نكون منسجمين مع ذواتنا، ولا نريدها حلولا ترقيعية آنية لمعالجة الظاهرة، بل نريدها حلولا مستدامة تسعى لتحقيق التنمية البشرية والمحلية بالمدينة. وكما نعلم أنه ليس هناك بديلا لهم إلا سوقين مشيدين ومغلقين من زمان، واحد ب " حي السلام" والثاني ب" اعزيب الرفاعي" . ولنفرض جدلا أنه تم ترحيل هؤلاء إلى بقعة أرضية بضواحي المدينة، مع العلم أنه لم يعد هناك محلات للخضر بسوق "سيدي أبوأحمد" سوق الحنة ولا ب" السوق القديم وسط المدينة" ولا ب"سوق للا رقية"، ومن هنا نتساءل ما هو مصير الساكنة؟؟ إذن من هنا نستنتج أنه لا بد من إيجاد أسواق نموذجية وكذا أسواق متنقلة بالقرب من الأحياء السكنية محددة المكان والزمان لممارسة النشاط التجاري. وإلى حين إنجاز هاته الأسواق يبقى نفس السؤال يطرح نفسه: ما هو مصير هؤلاء الفراشة والباعة المتجولون ؟؟