يعتبر السكري من ابرز الامراض التي قد تؤدي الى تدهور في النظر وذلك بسبب تأثيره على الاوعية الدموية الدقيقة التي تشكل المقومات الاساسية للنظر في العين. فعدم ادارته في شكل سليم قد يؤدي الى تضرر اللطخة الصفراء وبالتالي الى فقدان البصر تدريجاً ما لم يتم العلاج الصحيح والسريع. وحالياً يتم استعمال علاج فاعل من خلال حقن العين بمادة تمنع نزف الشرايين وتجمع السوائل والدهنيات على اللطخة الصفراء. وقال الاختصاصي في امراض العين وجراحتها الدكتور الياس الوراق ل"النهار" ان مركز النظر الرئيسي في شبكة العين (اللطخة الصفراء) هي من اكثر المناطق المعرضة في شبكية العين لمضاعفات امراض السكري وامراض الشيخوخة، حيث يصاب المريض بنوع من النزف في خلايا اللطخة الصفراء مما يؤدي الى تدهور كبير وانخفاض ملموس في كمية النظر الرئيسية في العين. وابرز الاعراض التي يشعر بها المريض، تكسر في الصورة التي يقرأها مركز البصر الرئيسي في الشبكة، وهذه من اهم الاعراض وأولها، ومع تدهور وضعه، يتحول التكسر في الصورة الى دائرة سوداء تحجب مركز النظر الرئيسي في العين، واذا لم يتم علاج مضاعفات السكري قد يؤدي ذلك الى نزيف في الجسم الزجاجي للعين والى تكون الياف قد تؤدي الى انفصال كامل في شبكية العين ومن ثم الى فقدان البصر. والسكري داء مزمن يطرأ عندما لا ينتج الجسم كميات كافية من الأنسولين، أو عندما لا تستجيب الخلايا للأنسولين الذي يتم انتاجه. وعلى الرغم من استخدام مرضى السكري الأدوية لمراقبة مستويات السكر في الدم، تستمر بعض تقلبات السكري في الحدوث وقد ينتج عنها ضرر في الأوعية الدموية الصغيرة في شبكة العين: وهي حالة معروفة بشبكية السكري. ويمكن هذه الأوعية الدموية المتضررة ان تؤدي إلى تسرب السوائل والدهون في المنطقة الوسطى من شبكية العين المعروفة بالبقعة التي تسبب الوذمية السكرية. والبقعة الوذمية السكرية أو تورّم البقعة هي السبب الأكثر شيوعاً لضعف البصر لدى مرضى السكري، والذي قد يؤدي إلى فقدان البصر. وهناك نحو ثلاثة في المئة من مرضى السكري حول العالم هم عرضة لاعتلال البصر الناتج من البقعة الوذمية السكرية، وهو السبب الأكثر شيوعاً لفقدان البصر لدى الشباب والراشدين في منتصف العمر في معظم الدول المتطورة. ويشار الى ان اكثر العوامل التي تتزامن مع بروز مضاعفات السكري في العين هي ارتفاع مخزون السكري في الدم الى مستويات اعلى من 7. وتحدث الدكتور ورّاق عن العلاجات الفاعلة لهذه الحالة، الناتجة اما من مضاعفات السكري، واما من التقدم في السن، واوضح انه قبل البدء في العلاج يجب اجراء تصوير طبقي لمركز النظر في العين، حيث تظهر مختلف طبقات شبكية العين وبناء على نتيجة الصور يؤخذ القرار باجراء الحقن داخل العين، كذلك، فإنه بناء على استجابة المريض للحقنة الاولى يتخذ القرار بعدد الحقن التي يحتاجها لاحقا، ويتفاوت عددها وفق استجابته لهذا النوع من الادوية، فمنهم من يحتاج الى حقنة من 2 ملغ مرة كل 4 اسابيع، تعاد او تكرر وفق التصوير الطبقي الذي يجرى بعد البدء بالعلاج بحسب موقع النهار . وتساهم هذه الحقنة التي يتم حقنها في بياض العين على مسافة محددة من القرنية في تخفيض نمو الاوعية غير الطبيعية في شبكية العين، من خلال حجب "عامل نمو بطانة الأوعية"، وهو مجموعة من عناصر النمو الموجودة في شكل طبيعي في الجسم وتؤدي دوراً حساساً في نمو البقعة الوذمية السكرية او البقعة الصفراء. وعندما ينخفض نمو الأوعية الدموية الجديدة، ينخفض بالتالي التسرب والتورم ويتوقف أحياناً. وبالتزامن مع هذا العلاج قد يأتي دور اللايزر ليساعد في تخفيض نسبة النزيف نتيجة مضاعفات السكري ويبقى من المهم جداً مراقبة نسبة ارتفاع السكري في الدم ومخزون السكري وضبطه للسيطرة على اشتراكاته المؤذية