هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء        الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    "دور الشباب في مناصرة حقوق الإنسان" موضوع الحلقة الأولى من سلسلة حوار القيادة الشبابية    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب        أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بعد انتقاده لنظام الكابرانات    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنا و التبشير

إلتقينا صدفة في مصعد البناية التي اسكن فيها، بإلقاء التحية باللغة الانجليزية، علمت أني لست تشيكية و لكن اجنبية مثلها، أطرت على ذوق حذاءي المزين بورود جميلة اللون. شكرتها على الملاحظة. كانت طريقة مهذبة لبدا الحوار. لم تكن قد قضت اكثر من شهرين في براغ، شابة جميلة هادءة الطباع تتحدث بنبرة صوت خافت تنم عن تربتها الحسنة و دماثة أخلاقها . بدأت تسألني عن عملي و ظروف عيشي في براغ. تحدثت بصراحة و لأول وهلة عن عملها كمبشرة للمسيحية في أروبا الوسطى و الشرقية من خلال جمعية دولية تتحدث عن "مهمة مسيحية عالمية" لعالم جديد مبشرة بدين الحق. في نظرها هذه الدول تفتقد الى الروحانيات و ان شعوبها ابتعدت عن الدين و عن الله. مع العلم أني عرفت التشيكيين و أعايشهم، أناس محترمين مؤدبين الى ابعد الحدود و لهم من الخصال ما يثبث انهم أناس متدينون. فالدين ليس فقط صلاة و لكن معاملة كما تعلمنا. و من خلال أبحاثي في هذا المجال عن طريق القراءة و سوءال اصدقاءي و معارفي التشيكيين هل يعتبرون أنفسهم ملحدين او غير متدينين، تاكدت ان أغلبيتهم مسيحيين لا يصلون في الكنائس بانتظام. مع وجود طائفة يهودية جد مهمة و فاعلة في المجتمع الى ابعد الحدود في كل الميادين. يتبادلون كل الاحترام و التقدير و يرقصون على نغمة واحدة تسير في خطى حفظ المصالح و السير قدما بدولتهم الى النماء و الازدهار.
أكد لي اصدقاءي المسيحيون انهم متدينون، لكنهم لا يبدون ذلك و يعتبرونه مسالة شخصية بينهم و بين الله، و ان عدم تبيان تدينهم له سبب تاريخي يرجع الى حقبة الشيوعية و الاشتراكية التي مرت بها البلد، اذ كانوا يتخوفون و لا يتجرا ان يعرب احدهم عما يفكر به لا دينيا و لا سياسيا، فطفت ظاهرة اتخاد الكلاب أصدقاء من دون البشر حيث ان كل شخص يرافقه كلبه الوفي . و هذه ظاهرة لازالت الى الان منتشرة .كما ان الكنائس و ما تملك لازالت كذالك الى الان تحت رحمة المراقبة المالية ، الفكرية و المعنوية للدولة و التي توجه الخطابات الاجتماعية و السياسية فيها كما تفعل كل الدول بمؤسساتها الدينية. بالمقابل تقوم الدولة بترميمها الشيء الذي يتطلب أموال طائلة نظرا لقدم الكنائس و التي يرجع تاريخ بناء أغلبيتها الى القرن الثامن عشر او قبل . و في السنوات الاخيرة اصبحت الدولة تعلن عزمها على إرجاع أموال و ممتلكات الكنائس اليها.و ذلك في اطار النهج الذي تنهجه الدولة في خصصة كل القطاعات تدريجيا بعد انهيار النظام الشيوعي التشيكوسلوفاكي بعد" الثورة المخملية" سنة 1989 بعد سنين من "ربيع براغ".
بشرائيل الشاوي فنانة و شاعرة قصرية مقيمة ببراغ
علمت صديقتي الجديدة في الحال بأصولي العرقية و الدينية. كانت جريءة في التحدث و جد متحمسة لتعريفي و تبشيري بالدين المسيحي السمح. فسألتني اذا كان من الممكن ان نلتقي في مقهى في الأسبوع التالي حتى تحدثني عن دينها و تقربني اكثر من تعاليمه السمحة و كانني لم اسمع قط به قبلا.
أجبتها بالقبول، لأني انسانة متعطشة لمعرفة المزيد عن كل شيء في هذه الحياة، كما ان اهتمامي بالاديان و معرفة المزيد عنا يقودني الى دراستها. فقبل ان التقي بصديقتي المبشرة كنت اقرأ و أدرس و لا زلت الكتب السماوية للديانات الثلاث الأكثر انتشارا: المسيحية، الاسلام و اليهودية. فقراءة القران الكريم و الأحاديث الشريفة ،الإنجيل و تعاليمه و التورات و وصاياها جعلتني ارى تطابق الافكار و الايديولوجيات فيها، سواء في النصوص ،القصص. فالوصايا، الآيات و التعليمات لها منبع واحد. و تتحدث عن الخصال الحميدة و ما هو حرام و حلال ينطبق في جل الأشياء الا قليلا منها يتناقض، فيما يخص مثلا الربا و اكل لحم الخنزير و غيرها من الأمور التي نعرفها. فتمكنت من معرفة و لو القليل عن ما تنشده الديانات الثلاث و ما تحث عليه من عبادة الله و مكارم الأخلاق. و حتى العادات و التقاليد الى امد غير بعيد كانت تتشابه في المسيحية، اليهودية و الاسلام . فبالتعمق في هاته الديانات تعرف ان الحجاب كان مفروضا على النساء عند الصلاة،الخمر محرم و غيرها من الأمور التشريعية تتطابق في جميعها.
التقينا، فحدثني عن السيد المسيح كإله و ابن الله. فاستغربت حين أبديت حبي و احترامي لكل الديانات، لديانتها و لشخص المسيح عليه السلام. أكدت لها اننا نبجل كل الرسل و الأنبياء و عند ذكر أسماءهم يلزمنا قول "عليهم السلام "و اننا نؤمن بان المسيح عليه السلام حي في السماء. تحدثت لها عن بعض الآيات في القرآن الكريم عن قدوم المسيح عليه السلام مرة أخرى إلى هذه الأرض قبل يوم القيامة، ففي سورة النساء قال جل شأنه : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا)آية (157)(بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)آية (158). و ان في حديث شريف ورد في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المالُ حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها)، وفي سورة النساء كذلك قال جل و على : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) آية (159). اي انه لدينا اليقين بانه في اخر الزمان سوف ينزل المسيح عليه السلام من السماء و يكون ملك ملوك الارض و من يحكم فيها بالعدل و القسطاس بأمر ربه. و ان في القران الكريم سورة كاملة عن مريم العذراء0
فاستغربت كلامي هذا، و هي التي عندها نظرة عن الأديان الاخرى انها ليست صحيحة و ان فيها العديد من المغالطات. زيادة على ما تسمعه عن الاسلام و المسلمين عن طريق الهجمات الإعلامية الممنهجة عليه.
و من اهم ما يروج عن الاسلام ، انه لا يقبل الديانات الاخرى و يحث على قتل الكفار و سلب الامم ما تملك تحت اسم الجهاد في سبيل الله و كذا ما يروج الغير المسلمون و بعض من يدعون الاسلام عن موقف الدين من المراة.
و لا عجب في ذلك لأني قرات بأم عيني في بعض الكتب التي تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، تاركة لنفسها نسب احاديث شريفة تتعارض مع احترام الاسلام للمرأة و كمثل يقال: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تسكنوا النساء الغرف ولا تعلموهن الكتابة.و عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء، فقال: عظوهن بالمعروف قبل أن يأمرنكم بالمنكر. وتعوذوا بالله من شرارهن وكونوا من خيارهن على حذر.
و غيرها من الأحاديث التي يندى لها الجبين و التي يستغلها من يريدون تبيان ان الاسلام دين التخلف و الهمجية . انا لا ادعي معرفة الدين معرفة قوية و لكن كل ما لا يتماشى مع العقل لا أقبله. لا اقبل الخزعبلات التي يريدون ان يقحمونها غصبا في التشريع الاسلامي عن طريق احاديث ما أتى الله بها من سلطان و التي يستغلها أعداء الدين لأغراض في نفس يعقوب.
في اخر اللقاء الاول طلبت مني ات تصلي من اجلي، فقلت لها أن لامانع عندي ان تدعين لي بالخير و ما العيب في ان يدعو لك الانسان ربه ان يحسن إليك . فلقد رأيت في مجتمعات عربية كسوريا و لبنان حيث ان هناك طائفة مسيحية جد مهمة حيث لا زلت احتفظ بعلاقاتي مع أصدقاء و صديقات لبنانيون مسيحيون طيبون و متدينون و محبين للناس جميعا( بغض النظر عن الدوافع السياسة و الإقليمية للحرب الأهلية الطائفية و الدينية التي خربت لبنان، و التي عرفت كل طائفة دينية بعدها أهمية التعايش و ان ليس هناك حياة و لا أمان لأحد الا بأمن و احترام الغير). فعاينت كيف يلقون السلام على بعضهم البعض ( الله معك) غيرها ن الجمل التي يقولها المسلم و المسيحي عل حد سواء، كل واحد يعني خالقه و لا عيب في ذالك، اذ تتماشى مع روح العقيدة لان الله خلق الناس شعوبا و قبائل ،و خلقهم على دين واحد لم يكن عليه بعزيز.، وتلك حكمته تعالى في خلقه لا يعرفها الا هو. و من تم وجب علينا كمسلمين احترام كل الديانات.
طلبت مني ان نلتقي مرة اخرى لكي تحدثني بعمق عن الإنجيل و تعاليمه و دراسته دراسة دقيقة، فلم أمانع . جاءتني
فرصة ذهبية لمعرفة كيفية تفسير و التحاور الجدي حول نصوصه المقدسة و التعمق في دراستها و معرفة ماهيته و تعاليمه و ذلك في اطار الدراسة الجدية و الاحترام التام.
فكنا نلتقي كل أسبوع. بدأت الرحلة ب"كتاب الخلق" و الذي يحكي تفاصيل أصل خلق الكون و الكاءنات بكل تفاصيلها، تقاربت قصص خلق الكون في أشياء و ابتعدت الى طريق مسدود في آونة اخرى. فاكثر ما صدمني في فقرته 3:1-3 حين يتحدث عن الله كصورة إنسان يتجول في جنة عدن في وقت القيلولة، و كأنه جل و تعالى عن ذلك يحتاج الى وقت قيلولة لان حر اليوم يتعبه. و باقي التفاصيل التي لا داعي لذكرها و التي تعترض اعتراضا تاما مع قداسة و عظمة الذات الإلهية .
توالت الأسابيع و الشهور و انا أدرس معها الإنجيل دراسة أكاديمية و بالانجليزية نصا بنص، نحلل و نناقش لماذا و كيف و هل يعقل؟اما قصص الأنبياء ، الأحكام الشرعية و مكارم الأخلاق ففيها تشابه كبير. و عندما كنت اخبرها اننا نعلم بكل تلك الْقَصَص كانت تستغرب معرفتي بكل ما تحاول اخباري به، فكنت أحلل معها ، أناقشها و أقول لها رأي الاسلام فيها. فسألتها يوما اذا كانوا يعتبرون المسيح ابن مريم ربا ام هو ابن الرب، و هل هي عاءلة ربانية فأجابت انه ثالث في المجموعة اي الله الأب ، الله الابن و روح القدس، فسألتها لماذا يبجلون المسيح كرب اكثر من والده، و أكدت لها انه اذا أقنعتني إقناعا منطقيا بكل ما تقوله لي أعدها انني سوف أكون سعيدة باعتناق المسيحية. فزاد حماسها و اصرت على تنصيري. فكنت احاججها بنصوص من الاناجيل المتعددة و اطلب رايها فيما ذكر في الكتاب المقدس (العهد الجديد ) و كأمثلة لذلك فمن إنجيل متى في فصل أصحاح رقم 21 نص10-11: 10 (ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة: من هذا .11 (فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل)
و في نص12(و دخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام) فلم يقل (ودخل يسوع الى هيكله) بما انه هو الله.
و في نفس الإصحاح نص 18 (وفي الصبح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع)و هل هنا رب يجوع؟
نص31 (فأي الاثنين عمل إرادة الأب؟. قالوا له: الأول. قال لهم يسوع: الحق أقول لكم: إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله) و بما انه هو الله لما لم يقل( يسبقونكم الى ملكوتي) و ان كان ثالث ثلاثة لماذا لم يقل ( يسبقونكم الى ملكوتنا).
45 (ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله، عرفوا أنه تكلم عليهم)
46 (وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه، خافوا من الجموع، لأنه كان عندهم مثل نبي) اي انه كان نبيهم .
و في إنجيل لوقا أصحاح رقم 4 نصوص( 33 وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ و نص34 :«آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!».
فلم يقل له انت (الله القدوس) بل (قدوس الله) اي انك تجسد سر عظمة لله ، ففي تقديم كلمة عن الاخرى و في "ال" التعريف يتغير معنى الجملة بالكامل .
و في نفس الإصحاح لوقا الرابع :42 وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ الْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ. 43 فَقَالَ لَهُمْ:«إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، لأَنِّي لِهذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».
ففي هذا النص واضح وضوح الشمس ان المسيح ابن مريم عليه السلام كان رسولا مبشرا بملكوت الله كسائر الرسل و الأنبياء .
5 ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ.
6 وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ:«لَكَ أُعْطِي هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ.
7 فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».
8 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
بما انه الله فلماذا لم يقل له ( انه مكتوب لي تسجد و إياي وحدي تعبد) او و بصيغة الجمع (الابن الأب و روح القدس)( انه مكتوب لاربابك و الهاتك تسجد و ايانا وحدنا تعبد) وكيف للشيطان ان يعرض على الله ما هو له في الأصل اذا كان الها، و المفهوم واضح للنص اي ان الشيطان يريد اي يغري الرسول عيسى ابن مريم عليه السلام بسلطان و مجد الارض كي يترك رسالة التوحيد ويعبده من دون الله تعالى.
و في نفس إنجيل لوقا أصحاح رقم 7: النص :12( فلما اقترب إلى باب المدينة، إذا ميت محمول، ابن وحيد لأمه، وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة 13 فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي 14 ثم تقدم ولمس النعش ، فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب، لك أقول: قم 15 فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه 16 فأخذ الجميع خوف، ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه. و هذا يأكد انهم في زمانه كانوا يعتبرونه نبيا و ليس ربا.
و في إنجيل يوحنا أصحاح 8 و في النصوص:
(39 أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!40 وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.41 أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًا. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ».42 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي.)فهنا يصف نفسه إنسانا سمع من الله كلمةحق و أرسل رسولا الى الناس.
توالت الشهور و سألتني اذا كنت اعرف أشخاص في المغرب كي تتصل بهم فحذرتها من فعل ذلك ليس خوفا على الناس من تغيير عقيدتهم، لان من إيمانه قوي لن يزعزعه مخلوق و انما من مغبة المتابعة التي يمكن ان تتعرض لها، فهي صديقتي و واجب علي نصحها. و للمزاح معها كنت سوف اعطيها عنوان ابي لتقوم بتبشيره و هو علامة حافظ للقران الكريم متفقه في الدين و يعطي دروسا فيه. فخفت عليها ان تغير دينها في اليوم الاول . فانا احترم كل الديانات، و اعتبر ان لكل دينه، و واجب علينا احترامه. و لا اطلب من احد ان يغير دينه او اعتقاده. فصديقتي أحببتها و هي مسيحية، فيها كل الخصال الحميدة، لكن أفضل ان تبحث و تدرس و تختار ما تراه صحيحا، فالخالق تعالى يقول في سورة القصص الآية 56:{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ 0للَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ}. و في ظل العولمة اصبحت كل الوسائل متاحة للتعرف على الديانات و الثقافات الاخرى و انت في عقر دارك و اختيار ما يتماشى مع مفهومك و اعتقادك.
مرت الشهور العديدة و في لقاء اخر سألتني اذا كنت قد اقتنعت بتعاليم الكتاب المقدس و ان اصلي معها قابلة المسيح ربا و مخلصا فأجبتها أنه سبق لي ان قبلته نبيا كسائر الرسل و مخلصا للانسانية جمعاء في اخر الزمان كما جاء في عقيدتي . اكتشفت انها أضاعت من وقتها الكثير فودعتني قاءلة لي انها سرت بمعرفتي فقد كنت تلميذة جيدة تسال و تتعمق في تفسير النصوص المقدسة و لديها تفكير عميق و مرتب. فأجبتها بالشكر لانها انسانة طيبة تعلمت معها الكثير. و أني لي دين ارى الى حد الان انه الاصلح.
في الحقيقة لا اعرف لماذا يعتبر التبشير تهديدا للامن الروحي للمسلمين، لماذا ان بعض الجهات و الموسسات تخاف من الجنود المجندة و الخفية للتبشير المنظم في الدول العربية و الاسلامية بدل من ان تجند نفسها في بناء مواطن قوي نفسيا ، جسديا و عقائديا، قادرًا على الدفاع عن معتقداته باللتي هي احسن، بالتحاور و الدراسة. إنسان تهيىء له الظروف الصحية، الاقتصادية، السياسية و الاجتماعية كي يكون متزنا، تتيح له كل الظروف الحياتية السليمة كي يحسّن الاختيار . فكيف يطلب من شخص ذو حاجة( و كاد الفقر ان يكون كفرا) ان يكون متدينا سليما بعقيدة صحيحة لا تبذل و لا تزعزع ، ففي احسن الحالات سوف يكون متدينا متطرفا غاضبا ساخطا على كل المجتمع . لماذا تعتبر نفسها وصية على عقيدة فطرها الله في نفوس المخلوقات جميعا و ليس الانسان فقط و كان الدين سهل التخلي عنه و تبديله.
كذلك تقودني مخاوف البعض على عقيدة المسلمين من المبشرين الى ذكر ما سمعته من بعض الشيوخ في موسسة إسلامية عالمية و هو سني المذهب يقول انهم اتفقوا مع علماء الشيعة ان لا يقوم احدهم بالترويج و الدعاية لمذهبه في دولة غالبيتها تتبع المذهب لاخر، و كأنه صراع بين روساء المذاهب و العقائد و كان و إيمان شخص عدم إيمانه هو مسؤوليتهم و انه ليس حرا في اختيار عقيدته او تبديلها و مرده الى خالقه. فمن يجبرك على ترك عقيدتك او تبديلها ان لم تكن ضعيف الإيمان بها. او ان دينك به خلل . فمن خلال تجربتي مع االتبشير ارى انه فرصة جميلة لمعرفة ما يعتقده الآخرون و محاولة فهم عقيدتك فهمًا صحيحا، فدراسة الديانات الاخرى و الانفتاح عليها لا يزيدك الا اصرارا على التشبت بعقيدتك إ ذا كان إيمانك مبني على أسس صحيحة شاركت في تشكيلها كل من الاسرة، المدرسة، الاعلام ،المجتمع و الدولة. و اخير و ليس آخراً ، اريد ان يعرف اصدقاءي اليهود، المسيحيون، الهندوس وكل الانسانية جمعاء أنني احترم دياناتهم و أني احبهم في الله الواحد الأحد الذي نعبده جميعا. و أني انتظر من يبشرني بالبوذية، و باقي الديانات الاخرى حتى اعرف المزيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.