من بين أهمّ الشّعارات التي يحملها "دعاة" العدالة و التنمية، هناك شعار النّزاهة و شعار ربط المسؤولية بالمحاسبة، وهنا أستحضر ما قيل في الندوة التي نظّمت بمدينة القصر الكبير يوم الأحد 14 أبريل 2013 والتي أطّرها كلّ من عبد العزيز افتاتي "رئيس قسم النزاهة" خالد الرّحموني و ربيع الخمليشي، حين قال أحدهم "إنّ نزاهة قادة العدالة و التنمية لا يشكك فيها إلا متحامل"، عبارة جعلتني أتساءل معهم، لماذا تعتبرون كلّ من يخالفكم الرّأي متحاملا أو "مشري بعشرة الدراهم"، لكنّني في الوقت نفسه لم أستغرب من مثل هذا الموقف "الأقلّ تطرّفا" ممّا نسمعه من إخوانهم في تونس أو في مصر الذين "يفتون" بقتل من يخالفهم الرّأي. حديث رئيس قسم "نزاهتهم" عن النّزاهة والمسؤولية بالمحاسبة، ربط جعلني أتساءل مع نفسي، ألا يعرف السيد عبد العزيز أفتاتي وضعية "أخيه" في الحزب سعيد خيرون كرئيس للمجلس البلدي لمدينة القصر الكبير؟ لن أسيء الظّنَّ، لكن يبقى لي الحقّ في التساؤل، كيف لمن يعرف "خبايا" الصّناديق السّوداء، و "كروش المعارضين لسياسة حزبهم باش عامرة" - والتي تستعمل للأسف للإبتزاز السّياسي- أن تخفى عليه وضعية "أخيه" في الحزب إزّاء مهمته كرئيس للمجلس البلدي لمدينة القصر الكبير؟ كما قلت، فلن أُسيء الظّنّ، وأقول لكم السيد رئيس قسم النزاهة، أن السّيد سعيد خيرون لم تعد "تسعفه" مهامه كرئيس للجنة المالية بمجلس النّواب بالإضافة إلى مهام أخرى ...، لكي يخصّص جزء من وقته "الثّمين" لتدبير شؤون المدينة التي انتدبه سكانها لكي يسهر على تسييرها، أخبركم أنّ السّيّد رئيس المجلس البلدي لم يعد يستقبل من انتخبوه قصد الإستماع إليهم، على الرّغم من أنّه "على الورق" فالسيد الرئيس يخصص يوما في الأسبوع لاستقبال الساكنة. شخصيا، كرئيس جمعية، قدّمت طلبا للقاء فخامة السيد رئيس مجلس بلديتنا قبل أربعة أشهر، لكن للأسف لم "أحظى" بشرف الإستقبال. فأين هي شعاراتكم حول النّزاهة و ربط المسؤولية بالمحاسبة؟ ربّما يوما بعد آخر يظهر زيف ما تحملون من شعارات، بعدما أعطيتم لأنفسكم حق العفو عن ناهبي أموال الفقراء و المشّردين، و "تفويض" و ربط كلّ حركاتكم و سكناتكم بالملك، سقط عمودَيْ شعاركم الإنتخابي "محاربة الفساد و الإستبداد"، و ها أنتم بدأتم في أكل أموال لا تحلّ لكم، ألم يقل وزير "العدل" السيد مصطفى الرميد، أنّه لا أجرة لمن لم يؤدّي مهامّه حتى وإن كان يمارس حقّه الدّستوري ألا وهو الإضراب؟ فافتونا يا "دعاة" العدالة و التنمية، ما حكم "أخيكم" ورئيس مجلس بلديتنا الذي يأخذ أجرة من أموال الشّعب دون أن يؤدّي المهامّ التي يُأجر عليها - حتّى لا اقول انتُخٍب من أجلها-؟ يقول عبد الرحمان الكواكبي في كتابه "طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد" أنّ أهمّ ركيزة يرتكز عليها النظام الإستبدادي هو الجهل، لكن يبدو أن الأحزاب المغربية بدورها لازالت تبني برامجها على أساس جهل هذا الشّعب، حيث ما فتئت تمارس ديماغوجيتها على هذا الشّعب المُجهّل، -حتى لا اقول الجاهل-. فيكفي أن تغلّف أفكارك بثوب الدّين حتّى ينساق معك هذا الشّعب المسكين، فلا الفساد حاربتموه بل شرعنتموه، ولا الإستبداد أزلتموه بل كرّستموه، ولا النّزاهة و المحاسبة تلبّستموها بل "صدّرتموها"، فهل يحقّ فيكم قوله سبحانه وتعالى "أتامرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون"؟