مع كل هذه الأحداث المتوالية و آخرها منع و قمع الملتقى الطلابي لأوطم بالقنيطرة، لا يشرفني كإسلامي إن تُنْسَبَ أفعال الحكومة الحالية للإسلاميين، وبعدما كنت أُقَدِّر أن نسخة العدالة و التنمية "المغربية" مبنية على الصدق وحسن النوايا رغم ما يشوب بن كيران من شبهات، إلا أني اليوم بِتُّ أعتبرها من أسوإ التجارب الحزبية وليس الإسلامية. أمر يَحُزُّ في النفس كثيرا، خصوصا أمام التراجعات المتواصلة حقوقيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا. ومثال اليوم خير دليل. اليوم ينظم طلبة منظمة التجديد ملتقاهم بسطات في قاعة مهيأة مكيفة و بحضور دولي "وازن" حسب زعم موقعهم، وفي نفس اللحظات يتم إنزال القوات المخزنية لمنع الملتقى الطلابي 13 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ويتم ضرب الطلبة والطالبات، وإتلاف المعارض واللافتات واللوجيستيك. وكأن لسان حال "الإخوة في حكومة المصباح" يقول للطلبة بعدما لم يأتو إليهم طوعا: أيها الطلبة! من دخل بيتنا فهو آمن! ومن لم يأتنا طوعا أتينا به كرها! دولة لا تتقن سوى لغة العصا، والكذب، والنفاق، وسرقة أموال الشعب، لا يشرفني العمل من داخلها والتغطية عن مفسديها. أي إصلاح من الداخل هذا الذي يهشم العظام وينتهك الحرمات ويتزلف للمفسدين؟ والبقية تأتي مع الوقت!! بعدما عجزوا أمام فصيل العدل والإحسان في تعبئة طلبة الجامعات وحيازة ثقتهم، استحلوا الدماء ورفعوا العصي والهراوات. وبالمناسبة، فطلبة "البام" استنكروا هذا التدخل الهمجي وسجلوا تضامنهم مع الممنوعين واستهجنوا حرمانهم من تنظيم ملتقاهم، بل دعوا إلى الالتفاف جميعا حول إطار نقابي وحيد هو otem! يا للمفارقة! انظر كيف تتقلب الأيام يا صاحِ! إنه الفشل، وإنه الضعف أيها الإخوة والأخوات في "العدالة والتنمية" المغربية. وتحية للمناضل الكبير بالهراوة والزرواطة! السيد الداودي!!