الآن و بعدَ ما كان صرتُ مهتما بالتفاصيل الصغيرة كإسكافي يرقعُ أخطاء البحر الفلّينية ، أقرأُ ها هنا و الآن برجَ الحُوت في كتاب بن سيرين الآنَ هناكَ لا تشبهُ الآنَ هنا : أتساقطُ كنرد الفرصة الأخيرة في حانة المطار يرميه مقامرٌ نسيَ موعدَ السّفر ورقةُ اليانصيب الخاسرة تَخرّ من قمّة الحلم و تحترفُ القمامة أو راقٌ شقيقةٌ كثيرةٌ تسقطُ تباعا ها هنا و الآنَ : ورقُ التوت يفضحُ ما بقي َ من عمر الحقيقة و ينسى أنّ النّساءَ لا يبحنَ بسنّهن كالنخل اللّيلُ المُورقُ بالوَحَل يذكرُ شبابه النّهاري و بطولاته السّرية و يطلب كأسا لنجمته القطبية الفجرُ السّكران بالحلم يخرجُ مسرعا من المعبد ليُعلن المزادَ على لوحة ا لموناليزا يقرأ الجنديُّ المرابطُ في الخندق العبارةَ الأخيرةَ من الرّسالة الطّويلة: "لقد صار ابنكَ،ابننا، يا حبيبي، مهندسَ قناطر" سائحٌ اسبانيّ يقرأُ الصّفعةَ الأخيرةَ من رواية " إحدى عشرة دقيقة" و ينتظر ُ طائرةَ الحادية عشر صباحا أنا الآن محاربٌ خسر الفرصةَ الأخيرةَ و معاركَ الخنادق أنا الآن مسافرٌ يحبو على قنطرة قال مكبرُ صوت بكلّ الألسنة المُمكنة: يا سكانَ المطار بشرى لنا بأيلولَ و بالكواكب الإحدى عشر رحلةُ العودة ممكنةٌ و لكم في الأرض مستقر قال سائحٌ أرضيّ ينتظر: عفوا سادتي، لكن من قال إنّنا نبغي موطنا غيرَ زُحَل؟؟؟