نظمت شعبة اللغات بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، في إطار موسمها الثقافي 2012 - 2013، وضمن سلسلة "تجارب إبداعية - الحلقة الواحدة والعشرين "-، لقاء مفتوحا مع القاصة المغربية فاطمة الزهراء الرغيوي، تقديم الأستاذ البشير الجراري، وذلك يوم الجمعة 09/11/2012 في الساعة الرابعة مساء بقاعة الندوات. اللقاء يدخل ضمن التعريف بالمبدعين المغاربة الذين ساهموا بجهود إبداعية في إغناء المشهد القصصي المغربي الراهن. كلمة البشير الجراري تركزت حول تجربة الكتابة لدى القاصة فاطمة الزهراء الرغيوي. وقد تناول المحاضر هذه التجربة من حيث الموضوعات والأسلوب ، إلى جانب بعض الظواهر والسمات التي تحفل بها سرود القاصة الرغيوي، منتهيا إلى أن هذه التجربة تستوجب اهتماما لازما من قبل القارىء، قصد استكناه بعدها الجمالي والفني. أما كلمة المبدعة فاطمة الرغيوي فقد تناولت البداية الأولى للكتابة وكذا المسارات التي قطعتها. وأضافت أنها كثيرا ما تجد المتعة في كتابة القصة القصيرة التي تستهويها بشكل كبير. أما عن رهانات الكتابة لديها، قالت القاصة إنه لا تحب الخوض في المواضيع الجريئة، وأن حلمها فقط يقوم أساسا على إنتاج نصوص جيدة لدى القارىء المغربي إضافة إلى إغناء حقل الكتابة القصصية المغربية ببعض الأسئلة التي من شأنها أن تساير أفق المتلقي. وبخصوص الجدوى من الكتابة، قالت الرغيوي أنها تنشد السعادة من خلال الكتابة، وانها أي الكتابة حسب رأييها الوسيلة الضامنة لمثل هذا الحلم. وقد أنهت فاطمة الرغيوي كلمتها بقراءة نص قصصي قصير يحمل عنوان " ثديي الأيسر" وهو نص قوي ويحبل بالكثير من الاستعارات، والأبعاد الجمالية والفنية. من جهته، وفي معرض مداخلته أشار الروائي والناقد المغربي" عبد الرحيم جيران"، إلى أن قصة "ثديي الأيسر"قصة تقوم من حيث التركيب والبناء على الجمل القصيرة الموجزة والموحية، مضيفا أنها أي القصة تطبعها الكثير من الانتقالات، وأن جوهر هذه الانتقالات يرتبط بإشكال الإدراك، إدراك الواقع سرديا. من جانب آخر، كشف "عبد الرحيم جيران" في معرض حديثه عن القصة، إلى أن القصة الحقيقية هي التي تكسر الزمن كما تكسر خاصيات استثنائية أخرى. وشدد "عبد الرحيم" إلى أن قصة" ثديي الأيسر" للرغيوي ترتهن لثنائية الظاهر والباطن، وأن باطن الكتابة لديها لا يقدم للقارىء لحظات عادية، ولكن يقدم لحظات مهمة وحاسمة في تاريخ الشخصية. وعن سر القصة وسحرها، في كتابة" الرغيوي"، قال" جيران"، إنها تكمن في انعطافة النهاية. يشار إلى أن هذا اللقاء الهام قد حضرته جملة من الأسماء الإبداعية نذكر من بينها الروائي البشير الدامون، والناقد السنيمائي عبد اللطيف البازي، والقاص البشير الدامون، والناقد رشيد برهون وأسماء مهمة أخرى، إلى جانب الطلبة والطلبة الأساتذة.