قد يقول المرء أن الكتابة تعبر عن الذات فقط....!! لأن الكتابة مرآة للنفس، في الحقيقة عندما يعبر الإنسان عن شخصيته فإنه يعبر عن حقيقة تائهة في أدغال نفسه...!؟ إنه يريد أن يقول بأنه قد توصل إليها وأنه امتلك حقيقته ولكن الآخرين مازالوا بعيدين عن الحقيقة أي أنهم مازالوا يمارسون الخطأ قد يتوصلون إلى حقيقتهم في بعض الأحيان وقد يتوهون عنها مثله إذا انفلت الحبل من عقاله، فالكتابة إذن تنبه الفرد عن أي إتجاه قد سلكه منها يعرف الطريق الذي اختاره أهو من أصحاب اليمين أم من أصحاب الشمال، وفعلا كم من شخص عرف أخطائه عن طريق الكتابة وإن كان لا يريد التعبير عنها صراحة ولكنه يعرف مضمون رسالته أين تتجه ولو لم تتضح للآخرين فحقيقته واضحة بالنسبة إليه وهو اعتراف رمزي لابد منه...!! قد يكتب عن الجمال ولكن حسب منظوره هو، فيعتبر أن كتابته واضحة للعيان ووفق لتحليله هو من يمتلك الحقيقة فمثلا يتفق مع بعض أصدقائه أن الجمال لا يمكن أن يتمثل فقط في المظهر دون ذكر روح الباطن ولكنه يختلف مع أولئك الذين يجعلون المقياس الأول هو الجمال فإذا كانت المرأة جميلة فلبد أن يكون الرجل وسيم وهذا تعبير يعتبره خطأ بل أكثر من ذلك ينعته بالتعبير البزنطي السطحي...!! فالجمال بالنسبة إليه جمال الروح وما يختزنه من سلوكيات الجمال، يمكن أن تعجبك فتاة في غاية الجمال ولكنك عندما تتكلم معها تحس بأنك تتكلم مع صدى لا يسمع ولا يفهم وكأنها جميلة إلى حد الفتنة ولكن داخلها يحمل بركانا إن اقتربت منه تفجر وأحرقك بقطعة من لجاجه، إنه لا يبحث عن فتاة جميلة يضعها في فِتْرِينَةُ لكي يمتع النظر إليها بل يبحث عن شيء اسمه التسامي الروحي والتفاهم والتفاني الأخلاقي. طبعا من يقرأ تحليله سيموقعه في أي خانة تمركز فيها فهناك من سيعتبرها بعيدة عن الحقيقة وهناك من يتوافق معها أما هو فقد طبع وختم على كتابته بصك اسمه هذه حقيقتي لابد منها...!!