انتشر في الآونة الأخيرة زواج فريد من نوعه داخل الأوساط الاجتماعية العربية المسلمة ، زواج لا يعير للشريعة الاسلامية اهتماما بقدر ما يتم التركيز فيه على المكسب المادي و المصلحي للأطراف ، ضاربا بعرض الحائط كل القيم الاسلامية ومختلف العادات و التقاليد العربية الأصيلة . انه زواج المسلمة من غير المسلم الذي بات باديا للعيان ، انه اقبال بعض النصارى على الزواج من فتيات عربيات مسلمات سواء تم ذلك الزواج في أوطانهن أو خارجها ، الشيء الذي يطرح أكثر من تساؤل : هل أصبحت مسألة التضحية بالدين تحسب بالأمر الهين ؟ هل مستقبل بناتنا لا بد أن يتحقق ولو على حساب ديننا ؟؟ ألهذه الدرجة استبيحت حرمة ديننا وصار يباع بأبخس الأثمان ؟؟ الى متى ستظل نظرة أخواتنا المسلمات رهينة بالجانب الدنيوي وتغفل الجانب الأخروي الحتمي والذي يلعب فيه الدين دورا أساسيا ؟؟ قال الله تعالى في سورة البقرة : ّ ولا تنكحوا المشركين حتى يومنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ّ . ويقول الله جل وعلا أيضا وهذه المرة في سورة الممتحنة : ّ يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم المومنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بايمانهن فان علمتموهن مومنات فلا ترجعوهن الى الكفار لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن ّ . وقد أجمع الفقهاء على أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من رجل غير مسلم سواء كان كتابيا أو غير كتابي ، ولعل الحكمة في تحريم مثل هذا الزواج هي أن الله سبحانه وتعالى جعل الرجال قوامين على النساء ، وهذه سنة الله في خلقه ولا يمكن مطلقا تبديلها ، وحتى لا تكون أيضا لغير المسلم قوامة وسلطان فيدفع المرأة المسلمة وأولادها الى مفارقة دينهم واتباع دينه ، وهذا ما يحدث حاليا في مجتمعاتنا الا سلامية مع الأسف الشديد . قال تعالى : ّ أولئك يدعون الى النار و الله يدعو الى الجنة و المغفرة باذنه ّ . ان ما يقبل عليه أخواتنا المسلمات اليوم لأمر في غاية الخطورة ، ويستوجب تدخلا سريعا ومعالجة أسرع قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه ندامة . من أصعب الأمور أن يبيع المرء دينه في سبيل تحقيق هدف دنيوي عابر سرعان ما ينتهي بانتهاء حياة الانسان ولربما قبل انتهائها ، من أخطر السلوكات البشرية التي تدمر كيان الفرد بشكل تام تفريطه في دينه ، وما أعظم كلمة الدين !! وما أتعس المخلوقات التي تضيعه ، لانها بذلك تضيع هويتها ، ماضيها ، حاضرها ، ومستقبلها . خطورة هذا الزواج تتمثل في كونه يعتبر مجرد سفاح من الوجهة القانونية ، ولا يرتب أي أثار قانونية مالم يكن الزوج صادقا بالفعل في اسلامه ، كما أنه منهي عنه مطلقا في الشرع الاسلامي ما اذا تمسك غير المسلم بدينه ، وقد سبقت الاشارة الى ذلك آنفا بآيات كريمة من القرآن الكريم . على أخواتنا المسلمات أن يدركن أن زواجهن من غير المسلمين هو زواج باطل وغير منعقد أصلا ، و التفريق واجب ولو أبرم بكيفية قانونية في دولة أجنبية ، كما نشاهد اليوم حيث يعمد الزوجان على ابرام زواجهما أمام ضابط الحالة المدنية دون أي اعتبار لوحدة الدين ، ولو حصل وتم الزواج في بلد مسلم فان الأجنبي يعمد الى اعلان اسلامه بكيفية صورية حتى يتسنى له ابرام الزواج أمام العدول . فعلى من نتحايل ؟؟ أعلى أنفسنا ام على غيرنا ؟؟ حذار أيتها المسلمات من بيع دينكن ، الاسلام هو رأسمال كل مخلوق وجد على هذه الأرض ، بوجوده تزهو الحياة وتزدهر وبضياعه تضيع كل معاني الحياة .