يتوجب علينا شكر كل المبادرات و الجهود التي تعنى بغرس الفضائل و المكرمات، و تحقيق كرامة الإنسان، و إشاعة نفس التكافل الاجتماعي، و تعزيز قيم التآخي بين أفراد المجتمع عبر تحركات أهلية و شعبية بما هي عمل مدني يكون سندا للجهود الرسمية المبذولة في المجال الاجتماعي . و هذا ما يستدعي شكر القائمين على حملات الخير و العطاء، و الإحسان و الإنفاق، و هي مجهودات ينبغي أن تشكر و لا تنكر، و أن تروى، و لا تطوى، فعلى هذا استقرت الشرائع، و تواتر العمل عن ذوي الفطر السليمة. هم شباب من مدينة مولاي علي بن أبي غالب، آمنوا بمشروعهم المجتمعي، فتعاهدوا على تنزيله بإلحاق الرحمة بالآخرين… هم شباب الخير: محمد القاسمي ، لبيب المسعدي، مصعب الشوية ، المعتصم العمري، يوسف الريسوني … هؤلاء الفضلاء الكرام كلما جالستهم، أو ذاكرتهم.. تنهزم بين أيديهم و تصغر في عينيك أمامهم، لعزيمتهم التي لا تلين و إرادتهم التي لا تعرف العجز… عند كل نازلة اجتماعية يلقنونك درسا بل دروسا في التضحية و الإيثار و حب الخير للناس.. شباب أحرار ندبوا أنفسهم لتضميد الجراح، و تخفيف الندوب.. تراهم في دروب مدينتنا يتقصدون -وفي غفلة منا- فئة من أهلنا جثم العوز على صدورها، فينثرون في فضاءاتهم قيم الخير و الجمال.. فكم من دموع مسحتموها، و كم من ابتسامات زرعتموها على محيا هذه الفئة المكلومة. بورك لنا فيكم شبابنا الكرام، فأنتم من انفع الناس للناس، و من كان كذلك، كان من أحب الخلق إلى الله، و هو منسلك فيمن قال عنهم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف فى هذا المسجد شهرا.. ومن مشى مع أخيه المسلم فى حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام..) أنتم حقا و صدقا ممّن تشرف بكم مدينتنا، و سائر الفضلاء و الفضليات الذين على دربكم. أنتم قمم شامخة شموخ جبال المغرب الحبيب. سلام عليكم أحبتي بامتدادات نفعكم لخلق الله. أسأل الله تعالى أن تقبل من الجميع، و أن يحفظنا و عموم البشرية من كل وباء و بلاء.