من المجحف حقا، والغريب أيضا أن لا تتضمن سبورة مستشفى القصر الكبير اسم صاحب هذا المشروع، وهو البروفيسور مصطفى العزوزي في شخص مؤسسة القصر الكبير للتنمية، وهو شيء مريب يحيلنا على مرجعية محاربة هذا المشروع الصحي الهام من طرف المجالس البلدية المنتخبة على امتداد سنوات طوال، وفصول درامية لعرقلته وإنسافه، لكن عزيمة وإصرار البروفيسور مصطفى العزوزي تجاوزت كل الصعاب، وأبطلت كل المؤامرات، وقفزت فوق كل الحواجز والموانع لتنجز مشروع القصر الكبير والمناطق المجاورة، وليصبح الحلم حقيقة، واللاممكن ممكنا، والمستحيل واقعا، لماذا وكيف؟. الجواب عن التساؤل الأول سهل وبسيط، ذلك أن السياسيين يتحاربون على رقعة الشطرنج الاجتماعي، يضحون بمصلحة البلد والعباد من أجل مصالحهم الخاصة قبل الحزبية العامة، ونظرا لكونهم لا يملكون إلا حصان طروادة، وأسلحة من ورق مقوى، وسيوف من خشب، وخطابا سفسطائيا عاريا من الصدق، مقنعا بالوعود الكاذبة، متدرعين بدروع حربائية، تسهل لهم عملية التلون والتمويه والتنكر، متحصنين وراء مشروعية، وحق أريد به باطل، وما دام حالهم كذلك، وواقعهم مضرب فإنهم يتوجسون من كل عمل تطوعي، من هذه الشخصية النافذة أو تلك، ويخافون ويتخوفون من أن يقدم هذا الرجل الشهم، الغيور على مصلحة بلاده أن ينافسهم يوما في صراع الانتخابات نحو قصر البلدية، أو قبة البرلمان، فيتآمرون عليه أغلبية ومعارضة، وينصبون له الفخخ والمكائد، ويضعون أمامه المتارس والموانع، كذلك فعلوا في حربهم الضروس ضد الدكتور محمد الحماني عندما كان رئيسا للنادي الرياض القصري لكرة القدم، واعتبروه منافسهم وعدوهم المفترض، والرجل بعيد كل البعد عن ملاعب السياسة، ولا يخطر له على بال، وباليوم والأمس أعادوا سناريو المعركة على رجل شريف آخر أعزل من سلاح السياسيين، هو عالم سخر علمه ووقته واهتمامه لخدمة وطنه الصغير والكبير، ومنجزاته بمدينة القصر الكبير، وجماعة السواكن، والمناطق المجاورة خير شاهد على غيرته ووطنيته. أما كيف؟، فسنجيب عنها لاحقا عبر حلقة أو حلقات.