المبادئ تتصارع وتختلف كما نعرف، ولكل حزب مبادئه، ولكن للحكومة مبادئها وأفكارها الثابتة التي قد تخضع لها جميع الأحزاب أو تعارضها أحيانا في النقاش بالأدلة والبراهين إن أمكن ذلك، أو يلزم أن تلتزم بها جل الأحزاب، فبدون هذا لا تتوفر الأهلية لأي نظام كيفما كان في العصر الحديث، فلا بد لأي حكومة أن تكون لها إدارة منضبطة وواعية، لها ميزة المرونة والذكاء. والحزم والنزاهة، والمبادرة والحرص المتواصل للعمل من أجل المصلحة العامة…ويلزم ان تعمل على الإيمان بالعلم، وتتيح له فرصة كاملة لأداء وظيفته الشاملة وتعمل على الاعتماد عليه خلال الدراسة والإعداد والتنفيذ… لأنه لا منفعة لأي عمل بلا هدف ومرشد عملي…وتركز على الإنتاج بكل إرادة وعزيمة شاملة بين العام والخاص… والواجب عليها تمهيد الطريق لمن يريد أن يعمل وتوفر جهده للعمل بلا إجراءات معقدة وطقوس كهنوتية… وكذلك الإنتاج يكون في النهاية أساسه الغذاء والتحرير والتصدير، لأنه هو الأمل الاكيد لنخرج من الضيق وننطلق نحو الرخاء والعيش الكريم… ولكي يثمر كل إنتاج لا بد له أن يعتمد على أهم مبدأ هو الثواب لكل مجتهد والعقاب لكل من انحرف عن الجادة… ويكون ذلك بصورة قد تؤثر في المجتمع وتصبح له قدوة ومثالا يحتذى به، وإذا لم يكن هذا لن نصل للإيمان الحقيقي بالعمل الجاد، أو ننزع نحو الالتزام والانتماء الحقيقي للوطن والأمة… وفي الختام لا بد للحكومة الصالحة في أي زمان أو مكان أن تولي للمواطن ما يستحقه من احترام، لأنه إنسان كرمه الله، لقوله تعالى وتبارك كما ورد في القرآن الكريم: (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)… الخ [سورة الحجرات: الآية 13] هذا جاء به الإسلام الحنيف في أي مكان وموقع…للإنسانية وللعالم أجمع لا بالشعارات والكلام فقط ولكن بالفعل اللازم عليها، لكي يلقى المعاملة الكريمة والجيدة، كل إنسان… هذه هي بعض المبادئ الدالة والشاملة والأساسية لا تستحق أية حكومة إسمها إلا بها. وللإشارة فقط، قد يتأخر تطبيق بعض المبادئ لهذا الحزب أو ذاك، كما تلوح أحيانا بعض المبادئ لحزب ما كحلم غير قابل لأن يتحقق. أما هذه المبادئ العامة فأي مساس بها أو إهمال لبعضها أو انحراف عنها، قد يؤدي إلى التدهور والتردي لأي بلد كيفما كان، وأيا كان الحزب الذي يترأس الحكومة فيه، وأيا كانت مبادئه وغاياته وأهدافه… فالأهداف الحقيقية للترقي والتقدم لأية دولة أو مجتمع إضافة إلى ما ذكر هو الحقوق تعطى وتمنح لطالبيها وأصحابها كيفما كان رأيهم في الحكومة أو غيرها وتحقق كاملة والديمقراطية تصبح تامة بها، والصحة كما يقولون للمواطنين تصبح العناية بها تامة وشاملة كما في الدول الغربية والديمقراطية مع الجودة في التعليم بهوية الوطن وتاريخه ومبادئه وقيمته الثابتة والراسخة، والعمل الهادف والمثمر بقدرات البلد العديدة والمتعددة للشباب الطموح والشابات الطموحات إليه لننتشل الجميع من الضياع والإحباط وفقدان الأمل بوطنهم وأمتهم… ليعملوا في البناء الاجتماعي عندما تعتني بهم الدول العربية والإسلامية وغيرها حتى لا يصبحون لقمة شائغة للحيتان في البحار…إلخ… فهل يا ترى، قد نزداد تقدما ورخاء بالنزاهة، وحب الجميع والتآخي للجميع مع الجميع بقدراتنا وحوافزنا وإمكانياتنا الإنسانية الهامة والدالة لتصل بجميع شبابنا وشاباتنا إلى مرفآ الأمان، ولكل أسرنا لتحقيق العدل والقسطاس الكبير ليزداد التآخي والحب بين الجميع وللجميع…بالديمقراطية الحقة والحقيقية، وبتكافؤ الفرص ولتعطي الحقوق لكل ذي حق حقه، لأنه بالحق والعدل الحقيقي الذي هو أساس الملك والاستقرار.