قليل من المغاربة يعرفون إسم صاحب الصورة .. هو من مواليد مدينة القصر الكبير في أواخر الأربعينات .. اشتغل في التعليم و هاجر بعد مدة قصيرة إلى إيطاليا ليتابع دراسته في الإخراج السينمائي .. عرف عنه توجهاته اليسارية و دفاعه عن القضية الفلسطينية في الإعلام الإيطالي .. سنة 1984 سيحقق حلمه الذي ناضل من أجل إخراجه إلى حيز الوجود و هو تصوير فيلم ضخم تحت عنوان « خيط أبيض خيط أسود» لسيناريو الإيطالي الشهير سيرجو أميري و تدور أحداثه حول محامية أمريكية يهودية، كانت تعتقد أن إسرائيل دولة مثالية، لكنها أمام ما رأته فى تل أبيب من اضطهاد للعرب الفلسطينيين الذين هم أبناء البلاد الحقيقيون، تتغير نظرتها وتتعاطف مع الشعب الفلسطينى، ومع الأبرياء الذين يعانون العذاب والتعذيب فى سجون إسرائيل. شارك في الفيلم حوالي 15 ممثلاً أميركياً بالإضافة إلى بعض الأسماء العالمية الشهيرة كالممثلة الإيطالية دنييلا سيلفيريو و الممثل المسرحي الفرنسي إيف مساد ، و أسندت الأدوار العربية إلى نور الشريف و أمينة رزق و صفية العمري و عبد الله غيث و الممثلين المغربيين محمد حسن الجندي و العربي الدغمي . الفيلم الذي تم تصويره آنذاك بالمغرب كلف حوالي خمسة ملايين دولار و كان منتظرا أن يحدث ضجة كبرى في العالم ، لكن ما حدث بعد ذلك كان أغرب من الخيال، حيث اختفى النيكاتيف الخاص بالفيلم فى ظروف غامضة و اتجهت أصابع الإتهام إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد بالحيلولة دون وصول الفيلم إلى الجمهور ، و عانى بعدها المخرج بوغالب البوريكي من مضايقات قضائية كبيرة في المغرب و إيطاليا انتهت بتحويل مساره المهني إلى الصحافة و إدارة البرامج الحوارية السياسية في القنوات التلفزية الإيطالية .