انتفاضة الأرز بالجماعة القروية زوادة بإقليم العرائش، دخلت يومها الرابع بإصرار الشباب القروي على تغيير واقع العلاقات الإقتصادية والاجتماعية التي استمرت لسنوات، فأنتجت ثوابت الفقر والتهميش والبطالة والآفاق المسدودة..انتفاضة خلفت اعتقالات و المئات من الإصابات المتفاوتة الخطورة بين السكان و مختلف الأجهزة الأمنية من درك وقوات التدخل السريع و القوات المساعدة، وحسب تقديرات مصدر طبي بالمستشفى الإقليمي للامريم بالعرائش فإن عدد الحالات الوافدة عليه من القوات العمومية إلى حدود مساء يوم السبت 16 يونيو 2012، قد وصلت 245 حالة مع تحويل 3 منها إلى المستشفى العسكري بمدينة الرباط، أما الإصابات في صفوف السكان فقد اختلفت التقديرات حسب مصادر من عين المكان منها من يؤكد وجود أكثر من 200 حالة حرمت من الإسعافات الأولية من طرف الفرق الطبية المتنقلة عبر سيارات الإسعاف إلى منطقة المواجهة، مما فرض عليها تلقي العلاجات التقليدية بمنازلها خوفا من الاعتقال..وقد انطلقت المواجهات العنيفة بين القوات العمومية و ساكنة دواوير الشليحات والسحيسحات يوم الخميس 14 يونيو 2012، عندما فرضت عناصر القوات العمومية طوقا أمنيا على مزارع الأرز لفرض عملية الحرث من طرف شركة أغرومروان التابعة للمجموعة الإسبانبة موندييز المستفيدة من عقد كراء حوالي 4500 هكتار من الأراضي الفلاحية بإقليم العرائش، مبرم مع إدارة الأملاك المخزنية منذ سنة 1998، دون الالتزام باتفاقات سابقة بين الشركة الإسبانية وممثلي السكان وبحضور السلطات الإقليمية، بتشغيل الشباب ومحاربة حشرة الناموس عن طريق إحداث حزام للحماية على مساحة 150 متر عرضا و 10 كيلومترات طولا، مع وضع برنامج لمواكبة التعاونيات الفلاحية.. وقد خلفت مواجهات سابقة قبل أسبوعين تقريبا العشرات من الإصابات المتفاوتة الخطورة في صفوف السكان المحتجين والقوات العمومية، انتهت باعتقال 6 أشخاص، واحد منهم أحيل على المحكمة الجنائية بمدينة طنجة، وبعضهم تمت محاكمتهم و إدانتهم بشهرين نافذة وغرامة 1000 درهم.. أما الانتفاضة الأخيرة والتي مازالت مستمرة مع تسجيل نوع من الهدوء المشوب بالحذر صبيحة يوم الأحد 17 يونيو، سجلت في يومها الأول اعتقال كاتب فرع حزب الطليعة والعضو النشيط في حركة 20 فبراير المناضل العياشي الرياحي، و تم تقديمه صباح يوم السبت 16 يونيو لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير بتهم منها التحريض... وقد أصدرت مجموعة من الإطارات السياسية والحقوقية والمدنية بمدينة العرائش بيانا تضامنيا مع ساكنة دوار الشليحات والدواوير المجاورة في معركتهم العادلة ومطالبهم المشروعة، وتطالب بالإفراج الفوري عن كاتب فرع حزب الطليعة، المناضل العياشي الرياحي، وتستنكر التعتيم الإعلامي الممنهج على الأحداث الدامية والاعتداءات التي تعرض لها الصحفي خالد ديمال و مراسل موقع العرائش 24 ياسين العماري، وبفتح تحقيق في كل الانتهاكات المرافقة للأحداث.. انتفاضة الأرز بجماعة زوادة، وباستحضار لانتفاضات سابقة لدواوير رقادة، زعرورة، الهيايضة، الغديرة، بكارة.. تمظهرات لحراك اجتماعي حقيقي يؤشر على نهاية مقاربات إقصاء ذوي الحقوق من مصادر الرزق الجماعي والتصرف في الملك العام، وبالتالي فإن الحاجة ملحة لإشراك فعلي لمختلف ممثلي السكان والشباب منهم على الخصوص في صناعة القرارات المحلية ومرافقتهم في برامج التأهيل والتكوين و الإدماج السوسيو اقتصادي ورفع العزلة والتهميش عنهم..ويجب القطع مع سياسة اختيار نواب الجماعات السلالية على المقاس من أجل تمرير بعض القرارات والاختيارات وإرضاء بعض الجهات النافذة.. شروط التعليقات الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن وجهات نظر أصحابها وليس عن رأي ksar24.com