أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين والمشاركين في الدورة ال 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب ترأسه أخنوش    الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش مشروع بوقع سوسيو اقتصادي كبير    الزلزولي يعود للتهديف ويقود بيتيس نحو دوري الأبطال    الصين تنفي وجود مفاوضات تجارية مع واشنطن: لا مشاورات ولا اتفاق في الأفق    انهيار.. ثلاثة عناصر من "البوليساريو" يفرّون ويسلمون أنفسهم للقوات المسلحة الملكية    قبل 3 جولات من النهاية.. صراع محتدم بين عدة فرق لضمان البقاء وتجنب خوض مباراتي السد    عادل السايح: التأهل إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للفوتسال سيدات ليس وليد الصدفة    هذه توقعات الأرصاد الجوية اليوم الجمعة    من قبة البرلمان الجزائر: نائب برلماني يدعو إلى إعدام المخنثين    الدليل العملي لتجويد الأبحاث الجنائية يشكل خارطة طريق عملية لفائدة قضاة النيابة العامة وضباط الشرطة القضائية    حين يصنع النظام الجزائري أزماته: من "هاشتاغ" عابر إلى تصفية حسابات داخلية باسم السيادة    رواد سفينة الفضاء "شنتشو-20" يدخلون محطة الفضاء الصينية    المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: المغرب نموذج للثقة الدولية والاستقرار الاقتصادي    الشيخ بنكيران إلى ولاية رابعة على رأس "زاوية المصباح"    "الإيسيسكو" تقدم الدبلوماسية الحضارية كمفهوم جديد في معرض الكتاب    الوقاية المدنية تنظم دورة تكوينية في التواصل للمرشحين من السباحين المنقذين الموسميين بشواطئ إقليم العرائش    أكاديمية المملكة المغربية تسلّم شارات أربعة أعضاء جدد دوليّين    "بوكر" تتوّج رواية "صلاة القلق"    القرض الفلاحي يعزز التزامه برقمنة وتحديث المنظومة الفلاحية من خلال شراكات استراتيجية جديدة    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش سيجعل المغرب ضمن البلدان التي تتوفر على أطول الشبكات فائقة السرعة (الخليع)    "اللبؤات" يبلغن نصف نهائي "الكان"    إسرائيل تدين قرار حكومة إسبانيا    الحكومة تعتزم رفع الحد الأدنى للأجور الى 4500 درهم    بعثة المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة تصل إلى القاهرة للمشاركة في كأس إفريقيا    إحباط محاولة لتهرييب المفرقعات والشهب النارية ميناء طنجة المتوسط    مهرجان "السينما والمدرسة" يعود إلى طنجة في دورته الثانية لتعزيز الإبداع والنقد لدى الشباب    السجن لشرطيين اتهما ب"تعذيب وقتل" شاب في مخفر الأمن    امطار رعدية مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية    الهند تُعَلِّقْ العمل بمعاهدة تقاسم المياه مع باكستان    هل يُطْوى ملفّ النزاع حول الصحراء في‮ ‬ذكراه الخمسين؟    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    97.6 % من الأسر المغربية تصرح إن أسعار المواد الغذائية عرفت ارتفاعا!    وزير الزراعة الفلسطيني يشيد بالدعم المتواصل لوكالة بيت مال القدس الشريف للمزارعين المقدسيين    واتساب تطلق ميزة الخصوصية المتقدمة للدردشة    الوداد ينفصل عن موكوينا ويفسح المجال لبنهاشم حتى نهاية الموسم    بايتاس: الاعتمادات الجديدة في الميزانية ممولة من الضرائب لسد الالتزامات ودعم القدرة الشرائية    رفع قيمة تعويض الأخطار المهنية للممرضين والإداريين والتقنيين.. وإقراره لأول مرة للأساتذة الباحثين بالصحة    جماعة بوزنيقة تؤجل جلسة كريمين    نبيل باها: الأطر المغربية تثبت الكفاءة    قادة وملوك في وداع البابا فرنسيس    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    سلسلة هزات ارتدادية تضرب إسطنبول بعد زلزال بحر مرمرة وإصابة 236 شخصاً    الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية: منصة للإبداع المجتمعي تحت شعار "مواطنة مستدامة لعالم يتنامى"    روبي تحيي أولى حفلاتها في المغرب ضمن مهرجان موازين 2025    المهدي الفاطمي يسائل وزير الصحة حول الصحة النفسية بالمغرب وأخطار الإهمال.. 'سفاح بن أحمد نموذجا    الصين تنفي التفاوض مع إدارة ترامب    وعي بالقضية يتجدد.. إقبال على الكتاب الفلسطيني بمعرض الرباط الدولي    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    أمريكا تتجه لحظر شامل للملونات الغذائية الاصطناعية بحلول 2026    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصريا:حوار مع الأستاذ عبد القادر احمد بن قدور
نشر في القصر الكبير 24 يوم 22 - 02 - 2011

لا يمكن لأي متتبع للحركة الفكرية الثقافية والحقوقية بمدينة القصر الكبير أن يقفز على اسم كان وما يزال رقما لا يمكن حجبه في ما يعتمل في الحراك الاجتماعي، الأدبي، الحقوقي لهذه المدينة التي أنجبت أسماء استثنائية من واقع استثنائي.
لما حل يوم 19 ماي 1956، أبصر عبد القادر أحمد بن قدور النور بمدينة القصر الكبير، وكعادة أترابه، وبعد اشتداد عوده التحق وهو صغير السن بكتاب الفقيه محمد الجزار الغافقي، صحبة الأديب المغربي محمد الهرادي، وهناك امتلأ صدره بأعداد هامة من أحزاب كتاب الله، قبل أن يلتحق بمدرسة رأس الدائرة (مدرسة ابن خلدون حاليا) وبها درس إلى جانب الحقوقي المغربي والأمين العام للمجلس القومي العربي حاليا الأستاذ خالد السفياني... فالثانوية المحمدية التي جايل بها مجموعة من الأسماء التي شقت طريقها بنجاح في مجالات الفكر المتعددة.وبها تتلمذ على يد مجموعة من أعلام المدينة الأساتذة:بوسلهام المحمدي ومحمد عبد الرحمان بنخليفة، وعبد القادر الساحلي وعبد القادر وية، وفي سنة 1968 حصل على شهادة الباكالوريا بمدينة تطوان، ليلتحق بعد ذلك بكلية الحقوق أكدال الرباط فكلية أصول الدين بتطوان.
وخلال هذه الفترة تأثر بأساتذته الدكاترة: مصطفى البارودي، ومأمون الكزبري، وعبد الرحمان القادري، وفتح الله ولعلو، إلى جانب الشيخ المكي الناصريوالأستاذ عبد القادر أحمد بن قدور اشتغل في سلك الوظيفة العمومية كمتصرف مساعد ورئيس لقسم الجماعات المحلية بدائرة اللوكوس بالقصر الكبير.
تلكم كانت نبذة مختصرة جدا عن المسار الدراسي لهذه الشخصية التي بصمت المشهد الثقافي المحلي والجهوي، بأبعادها المختلفة الماتحة من ثقافة أصيلة تعتز بالموطن والوطن وسوف أحاول جاهدا إبراز البعض من هذه الأبعاد:
* هل من الممكن أن تحدثنا عن البعد الإعلامي في شخصيتكم ؟؟؟
لعل الجميع يعلم من سكان مدينة القصر الكبير المجاهدة مدى هوسي بالإعلام ورجالاته، ومتابعتي اليومية لكل ما ينشر بالصحف المغربية والوطنية كانت أم جهوية.
تعود أول تجربة إعلامية لي إلى يونيو 1969 حيث نشرت بجريدة العلم مقالة تحت عنوان: خطورة المنهاج الاستعماري لدراسة التاريخ على منهاجنا، وفيها نبهت إلى خطورة تدريس التاريخ الوطني على أيدي أجانب، وبلغة أجنبية بل "يجب أن يدرس بلغتنا العربية وعلى أيدي أساتذة أكفاء يلخصون في مهمتهم."
وبعد صدور الأعداد الأولى من جريدة "البيان" أرسلت رسالة نشرتها الجريدة المذكورة بتاريخ 29/12/1972 أقول فيها .... وشعور أخوتنا بالمسؤولية التاريخية أمام اللحظات الحاسمة في عهدنا هذا بارز بصدور هذه الجريدة المتصدية لتعرية الواقع المغربي، وبيان الزيف السياسي، وتنبيه المثقفين المغاربة لينهضوا من غفلتهم يزحفون بالمضي إلى تنوير الأفكار وصقلها وتهذيبها. وبيان المشاكل المؤدية إلى تحرير كل فرد مغربي من الامبريالية العالمية، وتنوير الرأي العام المغربي ودفعه قدما إلى الأمام بخطى ثابتة وأهداف سامية.
إن المقتطف السابق من رسالتي إلى جريدة البيان بمناسبة صدورها تعد تعبيرا عن رؤيتي للمشروع الإعلامي الناجح الهادف إلى الرقي بالإنسان المغربي، ولقد بلورت أفكاري في عدة دراسات وأبحاث نجدها مبثوثة في المنابر الإعلامية التالية: العلم البيان بيان اليوم الشمال 2000 النهار المغربية المحرر الصباح صدى الشمال منتدى الشمال النضال الشوري جريدة اللوكوس روافد ثقافية وغيرها من المنابر الإعلامية الأخرى.
والآن أتمتع بعضوية الجمعية المغربية للصحافة والإعلام المكتب المركزي القصر الكبير.
اعلم مدى اهتمامكم بالثقافة كواجهة مشرقة فكيف تنظرون الى ذلك ؟؟؟
لإبراز الواجهة الثقافية الإبداعية في شخصيتي يمكننا مقاربة ثلاثة مستويات أساسية وهي:
I. رؤيتي للمكون الثقافي بحيث جاء في إحدى كتاباتي بجريدة العلم ليوم 21/3/1970: "إن نسيت لا أنسى أنني في بلد فيه فريقان:
فريق ينادي، ويدعو ويلح على الجمعيات الثقافية أن تستفيق من سباتها، وأن تقوم بدورها المنوط بها، وبأن تبث الروح الثقافية بين المثقفين، بإحيائها للمواسم الثقافية والمسامرات الفكرية والأدبية. لأنه يدرك مدى ما لأهمية هذه الجمعيات في البلدان المتقدمة، وما تخلق من نشاط ثقافي حينما تقوم بدورها الحقيقي بين أوساط المثقفين، ويدرك كل الإدراك ما يتطلبه من جهد ووقت
وفريق يتفرج من بعيد .. من فوق ولكنه لا يعمل شيئا من أجل الثقافة التي تدعوه لأن يعي دوره ويتخطى مشاكله وظروفه حتى نستطيع جميعا التغلب على الصعوبات وخلق الجو الثقافي المنشود.
ومن أجل الخروج بمدينتي من وضعية الجمود الثقافي كتبت مقالة بجريدة بيان اليوم تحت عنوان "أين الإشعاع الثقافي الذي كان معهودا بمدينة القصر الكبير" حيث اقترحت:
تقديم المساعدات الكافية للجمعيات المحلية حتى تتمكن من تحقيق منجزاتها وأعمالها في أحسن الظروف.
توسيع دار الشباب وتزويدها بمختلف الوسائل والإمكانيات اللازمة.
الإصلاح الشامل للمركز الثقافي البلدي للمدينة وتنظيمه حتى لا تتعرض الكتب القيمة به إلى الاندثار والتلف.
مشاركة المثقفين بصفة عامة في مختلف أوجه النشاط الثقافي ليستفيد ويسعد الكل بعطاءات الثقافة الجادة والهادفة إلى الأفضل..."
إن الجمود الثقافي يؤخر المدينة اقتصاديا وسياحيا رغم كونها مدينة تاريخية وثقافية بامتياز (بيان اليوم 9 نونبر 2006).
ولأنه لا يمكن النهوض بالقطاع الثقافي دون بنية تحتية أساسية، فقد حملت على عاتقي مهمة المطالبة بتنفيذ مشروع "دار الثقافة" والذي تأخر كثيرا، وهكذا كتبت مرة : "ونحن مقبلون على سنة 2007، يتساءل المثقفون والمبدعون عن مصير هذه المؤسسة، علما أنه حضر عدة مرات مسؤولون من وزارة الثقافة واتصلوا بالمسؤولين من المجلس البلدي وغيرهم للعمل على بناء المركب الثقافي، دون جدوى، كما أن السيد وزير الثقافة صرح في إحدى الاستجوابات الهامة معه بجريدة الاتحاد الاشتراكي، إن وزارته قد خصصت غلافا ماليا هاما لإحداث دور ومراكز للثقافة والمدن المهمشة والصغيرة والنائية وذلك قصد خلق مجال واسع ومناسب لاحتواء الشباب في فضاءات تقيهم شر الانحراف والعنف والفراغ"
ما فتئت اعبر عن حسرتي لضياع الكثير من المعالم التاريخية بمدينة القصر الكبير "... مثل سور (البرطقيز) التاريخي.. والذي هدم عن آخره ولم يبق له أثر، وصومعة البنات المحادية لدار الدباغ والتي كانت تحكى حولها أساطير وحكايات ... كما لم يبق أثر للمدرسة العنانية التي يذكرون أنها كانت قرب الجامع الأعظم بهذه المدينة التليدة، وأين فندق الجوهر الأثري ذو الأسوار العالية الذي بناه المرينيون والذي كان يوجد بحومة سوق الصغير قرب المسجد الأعظم.. كما ضاع مسرح بيريس كالدوس الذي شيد 1920، وكان محجا للسكان الذين يفدون عليه قصد مشاهدة مسرحيات عديدة من خارج المغرب وداخله فأصبح الآن عبارة عن عمارة سكنية.. وهكذا يتساءل السكان عن مصير هذا القصر (صالا بنديرا) الصغير الجميل والمعلمة التاريخية المتبقية من معالم المعسكر القديم ... وتلك تساؤلات وتساؤلات هل ستلقى آذانا صاغية لتحمي هذه الآثار من طرف وزارة الشؤون الثقافية، أو من مجلس جهة طبنجة تطوان أو وكالة تنمية الأقاليم الشمالية، أو من له غيرة على مثل هذه المآثر الوطنية الناذرة والتي تحافظ على مثلها الأمم العريقة والأصيلة، وذلك لأنها تشكل جزءا هاما من تراث الأمة وشاهدا دالا على مجدها وحضارتها المشعة، والتي تميزها عن باقي الأمم وتجعلها في أعلى عليين من التقدم والرقي.
سبق لكم ان كتبتم الكثير من الدراسات عن مدينة القصر الكبير فهل من امكانية الحديث عنها ؟؟؟
حاولت في كتاباتي نفض الغبار عن بعض الأسماء الأدبية، التي لم تنل قسطها الوافي من الاهتمام والتعريف. ولقد كان المرحوم محمد الأمين أبو أحمد واحدا من هؤلاء حيث خصصته بالاهتمام، :"وقد شخص الأديب عدة مسرحيات ونشط جمعية شعلة المسرح أحسن تنشيط... كما كان ينشر بين الفينة والأخرى مراسلات من مدينة القصر الكبير، بجريدة "العلم" أما بالنسبة لكتاباته القصصية فقد كانت عبارة عن لوحات أدبية عبر فيها عن هموم وآراء الفئات الشعبية الطموحة والتواقة إلى الرقي والتقدم المنشود والعيش الكريم.
ولقد أشرت إلى تلك الدراسة الهامة المنشورة بالعلم بتاريخ 10 غشت 1969 لصاحبها محمد الأمين أبو أحمد، تحت عنوان "صور من الشعر المغربي المعاصر".. إذا انتقلنا بصفة خاصة إلى شعرنا المغربي وجدنا أن هناك تباينا معهودا في الاتجاهات والمفاهيم الشعرية خصوصا وأن شعراءنا يعانون من عدة مشاكل وأزمات تتمثل في:
1. انعدام مقاييس نقدية ثابتة تخضع الشعر لعوامل نفسية وفسيولوجية وظروف اجتماعية وسياسية معينة، وتفسره على ضوء هذه العوامل وتحت تأثيرها.
2. اتجاه بعض النقاد في المغرب إلى تفسير الشعر المغربي من خلال مقاييس ووجهات نظر جد محلية مما يجعل شعرنا إقليميا ضيقا.
3. حيرة الشعراء بين تناول قضايا محلية خاصة، وموضوعات إنسانية عامة، وظهور أثر هذه الحيرة واضحا في نتاج بعضهم.
4. تجربة الكثير من شعرائنا محصورة في نطاق ضيق معين، بالإضافة إلى محاولة الظهور والنضج قبل الأوان".
لقد ظلت وفاة الأديب الراحل محمد الأمين أبو أحمد لغزا حيرني بعدما عثر على صديقي الأمين متأثرا بجراحه في إحدى شوارع فاس، ليفارق الحياة بعد أيام!!
ولقد خصصت للشاعر عبد السلام دخان حوارا نشر بجريدة الشمال 2000 حيث تناولت فيه أسئلة الانتماء إلى المكان، والتلقي، وحضور الأسطورة في المنجز الشعري للشاعر وتهاوي حصون الأجناس الأدبية، وكذا ما يتعلق بقصيدة النثر وقصيدة التفعيلة.
كما عرضت لأديب مغربي آخر ابن مدينتي: الأديب محمد الهرادي حيث وصفته بالمجدد في إحدى الصفحات الأدبية لجريدة الشمال ركن بورتريه من المغرب عدد 26 ديسمبر 2000 "... إن كتابات محمد الهرادي القصصية الجادة والنافذة إلى الأعماق عن المجتمع، ورواياته ذات المنحى العجائبي ك "أحلام بقرة واللوز المر" وقصصه العديدة منها (خوسيليتو) التي نشرت في المدة الأخيرة بملحق "الاتحاد الاشتراكي" وأعيد نشرها بمجلة "آفاق".... ويتجلى في كتاباته القصصية والروائية التأثر الكبير بالعديد من الروايات والكتب الروسية والعالمية التي نهل منها بامتياز بقراءاته المستمرة والدائمة لها، فأعطى الكثير ونشر بأدب جميل وجديد يهدف إلى الأفضل بخطى متزنة ورصينة من أجل أدب ملتزم وخالد بقيمه المجيدة..."
أما الشاعر الغنائي الأديب: قاسم الفيلالي فقد كان نصيبه من اهتمامي تلك القراءة لديوانه: "تأملات في الحب" حيث قلت :"وأنا أقرأ ديوان قاسم الفلالي (تأملات في الحب) عادت ذاكرتي إلى فترة الستينات من القرن الماضي، حيث كنا ونحن صغارا ولازلنا ونحن كبار نصادف في المكتبة والأكشاك وعلى قارعة الطريق سلسلة روائع الأغاني الجديدة تحمل عناوين مميزة لأشهر المغنيين والمطربين الكبار...."
و : "وشعره يجاري الموسيقى في رناتها ويخضع إلى أنغامها وألحانها وصورة لطيفة ورقيقة وألفاظ لينة وسلسة تمتع السمع والفكر والروح والفؤاد الولهان بالعشق والجمال".
وبمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل ابن بلدتي الموسيقار عبد السلام عامر نشرت جريدة بيان اليوم بتاريخ 21 ماي 2003 مادة صحفية تضمنت توصيفا لمسار حياة عامر، ومصادر الألحان العامرية وطبيعتها، ومغنيها، من الأصوات الرجالية والنسائية وخاتمة قلت فيها:"إذا أردنا أن تقوم بتقييم هذا الفنان العبقري من خلال أعماله نجد أنفسنا أمام رجل أعطى الكثير بسخاء نادر، فقد بذل جهدا جبارا قل مثيله حيث شد أدن المستمع العربي إليه وإلى ألحانه وإبداعاته الخالدة والصامدة مع الزمن... إن الألحان العامرية رغم تعدد مرجعياتها فقد انصهرت في بوتقة واحدة ورائعة قدمتها القصيدة المغربية في طبق من ذهب. وداعبتها أوتار عامر السحرية والملهمة جاعلة منها روائع خالدة تبقى مع بقاء الزمن في وقت كانت فيه الأغنية المغربية الأصيلة في بدايتها فزاد في بهائها وفنها الرائع خطوات عملاقة إلى الأمام بالتقدم الشامل والغني بالشدو والطرب الملتزم الأصيل..."
إني ارفض الميوعة الفنية الموسيقية:
"في زمن يكرس السائد، وما السائد إلا أغاني الهزل والكساح..."
ومن الدراسات التي قمت بنشرها دراسة تحت عنوان : شاعر من جيل "بروميشه" محمد الكنوني... دراسة هامة جدا نشرت ببيان اليوم على دفعتين يومي 24 و 25 مارس 2004 تناولت فيها تقديم ترجمة هامة للشاعر المغربي صاحب ديوان "رماد هيسبريس" وكذا المراحل الشعرية للتجربة الكنونية"
لقد نزل علي نبأ وفاة الشاعر المرحوم محمد الخمار الكنوني كالصاعقة، أو كالزلزال في كياني، أصابني الذهول لهذا المصاب الجلل، وتحجرت الدموع في مآقي اللحظات، ولم أدر ما افعل... أما هذا الأسى العميق الذي حل بي، بل بمدينة القصر الكبير وبمثقفي هذا الوطن، إذ استشرى الخبر بسرعة فائقة بين الأهالي وحدثت رجة ونمنمة بين مثقفين المدينة وأبنائها في الليلة الحالكة الكئيبة"
أكيد أنكم جربتم الإبداع وكتابة القصة تحديدا ألا حدثتنا عن ذلك ؟؟؟
لقد جربت كتابة القصة القصيرة ولدي محاولات في بعض المنابر الإعلامية المغربية، ولقد سلكت منهجيا سرديا يتسم بالواقعية المباشرة البعيدة عن الرمزية، مع الاعتماد على تقنيات متداولة كتقنية الفلاش باك، كما في أقصوصة :"المغترب والحلم المفقود" حيث حاولت مقاربة تيمة الهجرة إلى أوربا، والبعد عن الوطن، وما يترتب عن ذلك من انسلاخ عن قيمنا فتغدو الأجيال اللاحقة مشتتة ما بين الانتماء للجذور أو الانتماء للمعيش اليومي ارتباطا بالقوت والبقاء.
هل كان للدراسة الحقوقية تاثير في مساركم ؟؟؟
كان للدراسة الحقوقية أثرها البارز في تنمية هذا الجانب من شخصيتي حيث تأثرت ببعض أساتذتنا كالزعيم علال الفاسي، مع تفاعلي الإيجابي بالثورة الطلابية ومواقفها الثورية من المسألة الاجتماعية المغربية وهكذا ففي موسم 1969 1970 انتخبت كأول مقرر عام لأول مجلس للقاطنين بالحي الجامعي أكدال جامعة محمد الخامس بالرباط، مما عرضني للاعتقال والتعذيب.
ومع إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة طالبت عبر رسالتين مفتوحتين نشرتا بجريدة بيان اليوم بالكشف عن حقيقة وواقع التعذيب الكهربائي الذي تعرضت له بواسطة أطباء ادعوا علاجي لكنهم في الحقيقة عملوا على تهديم القدرات للعديد من المناضلين ولم أتوصل بأي جواب قصد رد الاعتبار لي، بالرغم من الصدى الايجابي للرسالتين باسبانيا بعد نشرهما هناك!
لم يفتني في إحدى رسائلي الموجهة لهيئة الإنصاف والمصالحة أن ابدي بعض ملاحظاتي الأساسية:
* الأولى: بمدى فاعلية إطلاع الهيئة على التقارير البوليسية والمخابرتية وأثرها على الخلاصات التي قدمتها الهيئة وتنوي تقديمها.
* الثانية: عدم كشف رئيس الهيئة عن الأجهزة المتورطة في ملفات التعذيب الهمجي الذي طال عددا من المناضلين الشرفاء.
* الثالثة: سكوت الهيئة عن بعض الحالات (حالتي حيث لم تشر لذلك بوضوح ومن كان وراء ذلك؟ ولماذا؟
ومن أروع ما جاء في هذه الرسالة :"وأقول للسيد الرئيس أنه رغم كل ما حصل فإن ذلك لم يغير من قناعاتي في العيش الكريم وفي أن أحب هذا الوطن حتى يتوقف آخر نبض في جسدي ... دون أن أطالب أي شيء إلا الاعتراف المعنوي..."
ولم يكن التعذيب، ولا التهميش والنسيان موانع تحد من عزيمتي بل إكسيرا جعلني انخرط عن طواعية واقتناع في الفعل الحقوقي فانا عضو منظمة العفو الدولية فرع الرباط، وعضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع القصر الكبير ولا أفوت فرصة إلا وكنت مشاركا في الندوات الحقوقية والأيام التضامنية.
كلمة أخيرة ..
لقد آمنت بجدوى العمل النضالي في صفوف الهيئات الطلابية والأحزاب الوطنية وهكذا نشرت بحثا توثيقيا هاما قدمت له بقولي "إذا كان الطلبة في المجتمع هم دماغه وقلبه النابض، وهم بناة المستقبل وحماة الغد فقد كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بحق مدرسة أو جامعة مستقلة ومفتوحة تكونت فيها عقول وترعرعت فيها ضمائر ومشاعر ومبادئ، كما كان ورشا حيا لإنتاج المعرفة والوعي والفعل، وكان المشهد الطلابي مشهدا ملحميا ودراميا مند تاريخه المجيد"
ولقد سرد ت في بحثي مرحلة تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب سنة 1956 حيث عملت الرجعية على القضاء على هذه المنظمة عندما لم تستطع أن تستميل الطلبة إلى جانبها... فلجأت إلى القمع الشديد والإرهاب الذي تعرضت له المنظمة إلى جانب الأحزاب التقدمية.
وتطرقت كذلك إلى الفترة الممتدة بين سنة 1965 وسنة 1969 وخلال هذه الفترة كان الصراع بين فصيلين أساسيين للتحكم في سيرة أ.و.ط.م وذلك في فترة صعبة المراس وتحت ضغوط خارجية تتسم من جهة بطغيان الشعارات الثورية وبالحماس الكبير، ومن جهة أخرى بتصعيد القمع والاضطرابات الاجتماعية والسياسية.. اتجاه يريد أن نحافظ المنظمة على مقعدها كمنظمة طلابية نقابية ومندمجة في الصراع العام حسب طبيعتها ومؤهلاتها إلى جانب القوى الحية والتقدمية في المغرب.
واتجاه يتعامل مع هذه المنظمة تعاملا ظرفيا دون الاهتمام بطبيعتها ولإمكانياتها للمساهمة في الصراع.
وانتقلت للحديث عن المؤتمر 14 سنة 1971، وكيف أني لعبت دورا توفيقيا أثناء انتخابات ممثلي الطلبة بكلية الحقوق أكدال الرباط عبر ترأسي عملية الانتخاب وخلصت في بحثي حول المنظمة الطلابية أ.و.ط.م والمنشور بجريدة بيان اليوم عدد 4042 ليوم الجمعة 26 شتنبر 2003 إلى أن الاتحاد الطلابي كان حقيقة ساطعة لمدرسة الوعي بقضايا الشعب وطموحاته في التحرر والتقدم والتضامن والانعتاق من القهر والظلم.
وأتمنى ترسيخ المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي التنموي وهذه الحقيقة مسؤولية وطنية جماعية يجب تبنيها وتحقيقها.
وكمواطن غيور يرى في قوة الأحزاب الوطنية الديموقراطية قوة للصرح الديموقراطي الحداثي وجهت رسالة نشرتها جريدة المحرر يوم الثلاثاء 21 يناير 1975 بمناسبة انعقاد المؤتمر الاتحادي الاستثنائي عبرت فيها عن ارتياحي لأشغال المؤتمر وقلت "فهنيئا وتحيات صميمة صادقة بالنجاح الكبير والملموس والمشهود للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"
وحتى لا ابقي مجرد متفرج، انخرطت في صفوف حزب التقدم والاشتراكية فرع القصر الكبير، مناضلا بالفعل، والكلمة عبر الكتابة المسترسلة في صحنه:"البيان" و"بيان اليوم" لكن هذا لم يمنعني من تقديم استقالتي منه بتاريخ 28/11/2007 بواسطة رسالة موجهة إلى الأمين العام للحزب، معللا ذلك بقولي:"..... لكوني لمست عدة مرات وبصفة عامة الخروج السافر عن الخط الثوري الاشتراكي والتقدمي الذي كان مرسوما للحزب منذ البداية وانحرافه عن خطه النضالي والوطني بعض الشيء وعن مسار الزعيم الوطني الكبير المرحوم الأستاذ علي يعتة".
جاء في مداخلة لي بتاريخ الأحد 6/1/2008 وبمناسبة الجمع العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان...
... سأقول بكل نضالية وحقوقية سنبقى متضامنين مع معتقلي فاتح ماي 2007 بهذه المدينة الفاضلة حتى النخاع... شيئا من بصيص الرحمة لهم ولعائلاتهم وذويهم من الدولة والحكم.
فالله رحيم بعباده ويحب الرحماء والكرماء، دعاؤنا جميعا لهم بأن تشفع لهم الدولة المغربية وتعفو عنهم، فالله غفور رحيم ويحب المغفرة... فقلوبنا وأعماقنا معهم ومع كل من تشفع لهم"
وفعلا لم تمض إلا شهور قليلة حتى تمتع المتهمون بعفو ملكي كريم"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.