نزع الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش رئيس تشلسي الانكليزي تاج رئيس النادي وارتدى بدلة المدرب واهتم كثيرا بالمسائل الفنية و ضلع بدور المدير الفني. ولم يكن تقمص هذا الدور اختيارا تلقائيا من رجل الأعمال الروسي وإنما فرض عليه بسبب النتائج السيئة التي مني بها البلوز تحت قيادة المدرب البرتغالي فيلاش بواش. فقد رأى ابراموفيتش أن بواش لا يحقق النتائج المأمولة ولا يطبق منهج التدريب الذي يراه مناسبا ومثاليا لتشلسي فلم يجد في النهاية من حل غير إقالته مثلما فعل مع مورينيو في أيلول/ سبتمبر العام 2007 عندما دخل في دوامة من النتائج السلبية. وهكذا أصبح ابراموفيتش المدرب الأول لتشلسي ولو أنه لا يظهر بهذه الصورة أمام وسائل الإعلام، وفي الحقيقة فإن كثيرا من رؤساء وملاك الأندية تجبرهم الظروف على خلع جبة الرئيس ولعب دور المدرب مثلما يحصل مع بيرلسكوني في ميلان خلال فترات كثيرة. وفي الواقع إن تدخل رئيس النادي في شؤون المدرب في الدوري الانكليزي يعد ظاهرة غريبة و ير مألوفة حتى لو كان الرئيس رجلا مليارديرا وصاحب كاريزما مؤثرة. فقد درجت العادة أن كل ما يتعلق بالشؤون الفنية من خطط واختيارات للاعبين مهمة خاصة بالمدرب فقط دون غيره من المسؤولين في النادي. تصوروا على سبيل المثال أن مالكوم غلايزر مالك مانشستر يونايتد اتصل ذات يوم بالمدرب الكس فيرغسون وقال له :"اسمع الكس أنت إنسان طيب ومدرب رائع لكن يجب عليك أن تعتمد على برباتوف واندريون في خطي الوسط و الهجوم"، فرد عليه فيرغسون قائلا: "لا تعليق" وقفل سماعة الهاتف . ودائما ما يكون رد فعل فينغر ومانشيني ودالغيش وريدناب ذاته كلما حاول رؤساء أنديتهم التدخل في المسائل الفنية. لكن الوضع يبدو مختلفا تماما في تشلسي لأن ابراموفيتش هو المدرب الخفي ومن لا ينفذ اختياراته ونظرياته الفنية من خطط وتصرف في اللاعبين يقيله، لذلك ها هو البلوز يبحث هذه الأيام عن مدربه الثامن خلال 9 مواسم بينما يستمر فيرغوسون وفينغر مع مان يونايتد وأرسنال لسنوات طويلة. وقد ساءت سمعة الملياردير الروسي في أوساط المدربين فبات الكثير منهم وخصوصا أصحاب المبادئ والأوفياء لميثاق شرف التدريب يرفضون عروضه والعمل في تشلسي تحت سلطة المال. وما لا يعلمه الكثيرون من جماهير الكرة وعشاق نادي تشلسي أن المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي اكتشف العام الماضي تعاقد تشلسي مع فرناندو توريس وديفيد لويس من خلال النشرة الإخبارية الرياضية على قناة تلفزيونية، وأجبر ابراموفيتش انشيلوتي إشراك اللاعبين الجديدين بعد يومين فقط من التعاقد معهما وفاز تشلسي على سندرلاند 2-صفر. والغريب أن انشيلوتي لم يطلب من رئيس النادي التعاقد مع اللاعبين الذين كلفا ميزانية الفريق 80 مليون يورو ولم يعلم بتاتا بتفاصيل التفاوض معهما. فقد تكفل ابراموفيتش باتمام صفقة توريس ولويس دون استشارة انشيلوتي عن احتياجات الفريق بل أنه فرص عليه إقحامهما في أول لقاء. وليست هذه الواقعة الوحيدة التي تكشف أن ابراموفيتش هو المدرب الحقيق لتشلسي بل الوقائع عديدة و مختلفة، فبعد خسارة البلوز أمام نابولي 3-1 في دوري أبطال أوروبا تدخل الملياردير الروسي بقوة واستدعى بواش بمكتبه في صباح اليوم التالي وطلب منه الاعتماد على ايسيان في وسط الميدان أمام بولتون في المباراة المقبلة.. ولعب ايسيان ففاز تشلسي على بولتون 3-صفر فكان تفاخر وتباهي ابراموفيتش بنفسه لا يوصف. ويعتقد خبراء الكرة في انكلترا والعارفون بكواليس تشلسي أن جوزيه مورينيو هو المدرب الوحيد القادر على فرض شخصيته على ابراموفيتش وانقاذ البلوز من فوضى تداخل الأدوار بين الرئيس والمدرب.