يسدل الستار على السنة الرياضية 2011 بعد غد السبت بإجراء ديربي المتعة والإثارة والتشويق رقم111 بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء البيضاويين، الذي سيحتضنه انطلاقا من الثانية والنصف بعد الزوال ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم الدورة 14 ما قبل الأخيرة برسم ذهاب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، التي ستقام منافساتها يومي السبت والأحد المقبلين. فمنذ انطلاق البطولة المغربية موسم 1956-1957، لا حديث يعلو في الشارع الرياضي المغربي بكل أطيافه على مباراة "الكلاسيكو " التي تجمع مرتين كل موسم بين القلعتين الحمراء والخضراء والذي يستقطب ألوف الجماهير حتى من خارج المغرب. ومما يزيد من قيمة الديربي البيضاوي، الذي يأتي في ظل أول بطولة وطنية احترافية، كونه يشكل أحد أبرز وأقوى الديربيات عبر العالم (المركز الثامن حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم)، وذلك بالنظر لما يرافقه من حضور جماهيري كبير وأجواء احتفالية رائعة في المدرجات وتنافس رياضي شريف على المستطيل الأخضر. كما أن من شأن هذا المعطى الجديد المتمثل في ولوج كرة القدم الوطنية عالم الاحتراف إلى جانب استعادتها لعافيتها على الصعيد القاري، أن يلقي بظلاله ويعطي قيمة مضافة لمباراة السبت المقبل، وهو ما بات يستوجب بذل المزيد من الجهد جماهيريا ورياضيا وتنظيميا ليواصل الديربي تألقه ويحافظ على مكانته الرائدة بين أعتد الديربيات في العالم. وإضافة إلى التنافس الشريف والمشروع من أجل اقتناص نقاط الفوز الثلاث، سيكون على قطبي الكرة المغربية، تقديم عروض راقية ترقى أولا للسمعة التي يتمتع بها كل منهما وتؤكد ثانيا وبالملموس الفترة الزاهية التي تمر بها كرة القدم وطنيا وقاريا. وكسابقاتها، لن تحيد القمة المرتقبة بين الفريقين العريقين وبكل تأكيد، عن طابع الندية والتشويق، على الرغم من كونها تأتي في وقت يمر فيه كل طرف بظروف مغايرة عن الآخر إن على مستوى النتائج أو التموقع في سبورة ترتيب الدوري الوطني. فالوداديون، سيسعون إلى تحقيق الفوز ال26 في تاريخ مواجهاتهم للرجاويين لتذليل الفارق بينه وبين جاره الفائز في 34 مباراة، والقطع، من جهة، مع فترة الفراغ التي يمر بها الفريق منذ خسارته نهاية دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي حيث لم يتمكن رغم توفره على تركيبة بشرية شابة ومتجانسة من كسب سوى سبع نقاط من أصل 21 نقطة ممكنة في مبارياته السبع الأخيرة ما جعله يتراجع إلى المركز الخامس برصيد 20 نقطة (خمس انتصارات ومثلها من التعادلات وهزيمتين مع مباراة ناقصة). أما الرجاويون، فعلى العكس من ذلك، سيعملون على استثمار معنوياتهم العالية خاصة بعد نجاحهم في تجاوز البداية المتعثرة والتي تبقى انتصاراتهم الثلاثة المتتالية الأخيرة أبرز تجلياتها ما أهلهم إلى حرق المراحل صعودا ليحتلوا المركز الثاني برصيد 23 نقطة (ستة انتصارات وخمسة تعادلات وهزيمتين) لتحقيق فوزهم ال35 على غريمهم التقليدي مقابل 51 تعادلا. ويتفوق الرجاء أيضا في عدد الأهداف حيث سجل 92 هدفا في مجموع مباريات الديربي مقابل 79 للوداد. فمباريات الديربي بين الوداد والرجاء وعلى مر التاريخ ومن خلال الأسماء اللامعة التي لازالت تحتفظ بها الذاكرة الكروية المغربية، كثيرا ما أفرزت مستويات جد رائعة تنتفي معها الوضعية التي يوجد عليها كل فريق في سبورة الترتيب حيث يدخل كل طرف المواجهة من أجل إهداء الفوز لجماهيره العريضة وإغناء سجله في المواجهات المباشرة. وإذا كان فريق الرجاء، يميل إلى الأسلوب الأمريكي اللاتيني المبني على اللعب الاستعراضي والمهارات الفنية العالية والتمريرات القصيرة التي يتفاعل معها ويحبذها جمهوره العريض، فإن فريق الوداد على النقيض من ذلك يتقن اللعب الأنغلوساكسوني الذي يعتمد الواقعية والقوة البدنية والكرات الطويلة والعالية. وكما هي عادة إدارة الفريقين، ارتأى المدربان السويسري ميشيل دوكاستل (الوداد) والفرنسي بيرتران مارشان (الرجاء)، الابتعاد بمجموعتيهما عن الضغط، الذي يمارسه الجمهور في مثل هذه المناسبات على اللاعبين والدخول في تجمع إعدادي مغلق يمتد إلى غاية يوم المباراة في ظروف مريحة، حيث اختار الرجاويون مدينة الجديدة كمحطة للإعداد، فيما قرر الوداديون التوجه نحو منطقة بوسكورة. وعلى الرغم من الأضواء، التي ستسلط على مباراة القمة بالدار البيضاء، فإن كل هذا لن يبخس باقي لقاءات الدورة ال14 قيمتها وفي مقدمتها لقاءا النادي المكناسي وضيفه اتحاد الفتح الرياضي، المتصدر، والمغرب الفاسي والجيش الملكي. وتستمد مباراة الملعب الشرفي بمكناس قوتها من كونها تجمع بين فريقين، رباطي، مصر على التألق ويجني ثمار سياسته الاحترافية الواضحة التي أهلته عن جدارة واستحقاق للتتويج بطلا فخريا لمرحلة الذهاب بعدما تصدر الترتيب بمجموع 30 نقطة (9 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة واحدة) وبفارق سبع نقاط كاملة أمام فريق الرجاء البيضاوي الثاني ب 23 نقطة، ومكناسي، يوقع على بداية موسم أكثر من رائعة مكنته من احتلال المركز 11 ب 13 نقطة جمعها من 3 انتصارات و4 تعادلات ومثلها من الهزائم مع مباراة ناقصة أمام الوداد الفاسي وانتظار الحسم في نتيجة مباراته التي توقفت أمس الأول أمام المغرب الفاسي في الدقيقة 52 بسبب أحداث لارياضية . وبملعب المركب الرياضي بفاس، يستضيف فريق المغرب الفاسي في مواجهة قوية ومثيرة ضيفه الجيش الملكي في لقاء مفتوح على جميع الاحتمالات بين فريقين يعيشان على إيقاع التناقض. ففريق المغرب الفاسي، المتوج في أقل من أسبوع بكأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس العرش، لازال يبحث عن إيقاعه على مستوى البطولة حيث يحتل المركز ال14 برصيد 12 نقطة مع مباراتين ناقصتين إضافة إلى المباراة المتوقفة أول أمس، في الوقت الذي يسكن فريق الجيش الملكي، صاحب المركز العاشر ب 13 نقطة، هاجس مواصلة صحوته الأخيرة وإضافة ثلاث نقاط أخرى قد تخرجه بنسبة كبيرة من دوامة بداية الموسم المتعثرة. وعلى مستوى أسفل الترتيب، تستأثر مباراتا ملعبي الشيخ محمد الأغظف بالعيون ومركب الفوسفاط بخريبكة، بالاهتمام لكونهما تشكلان مواجهتين حارقتين سيستضيف خلالهما فريقا شباب المسيرة (السابع ب15 نقطة) وأولمبيك خريبكة (الثامن ب14 نقطة)، على التوالي فريقي أولمبيك آسفي (الأخير ب11 نقطة) والوداد الفاسي (ماقبل الأخير ب12 نقطة). وفي مايلي برنامج الدورة ال 14 ما قبل الأخيرة من مرحلة الذهاب: -- السبت: بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء (الثانية والنصف بعد الزوال): الوداد البيضاوي .......... الرجاء البيضاوي. بالملعب الشرفي بمكناس (الخامسة بعد الظهر): النادي المكناسي .......... اتحاد الفتح الرياضي. بملعب العبدي بالجديدة (السابعة مساء): الدفاع الحسني الجديدي ... حسنية أكادير. -- الأحد: بملعب سانية الرمل بتطوان (الواحدة زوالا): المغرب التطواني ........ اتحاد الخميسات. بملعب المركب الرياضي بفاس (الثانية بعد الزوال): المغرب الفاسي .......... الجيش الملكي. بالملعب البلدي بالقنيطرة (الثالثة بعد الظهر): النادي القنيطري ......... شباب الريف الحسيمي. بملعب المركب الرياضي الشيخ محمد الأغظف بالعيون (الثالثة بعد الظهر): شباب المسيرة ........... أولمبيك آسفي. بمركب الفوسفاط بخريبكة (السادسة مساء): أولمبيك خريبكة ......... الوداد الفاسي.