الجميع يريدها خامسة ثابتة هذه المرة،بعد أربع اخفاقات متوالية لا نريد أن نستذكر سيناريوهاتها في هذا المقام،الكل يريد أن تحلق الراية المغربية وترفرف عاليا في سماء بلاد الصقيع بعد أفول دام قرابة العشرين عاما. أيدي المغاربة باتت هذه الأيام على قلوبهم،لكن تفاؤلهم كبير وطموحهم وصل حد التخمة برؤية مخالب أسودهم تقتلع تذكرة السفر إلى روسيا تحت أقدام فيلة عنيدة، تفاؤل بتحقق الإنجاز يعكسه الرقم 8 الذي يميز أرقام مونديالي 1998 كآخر مونديال ظهر وزأر فيه الأسود و2018 الذي بات قريب المنال . خطوة صغيرة ونقطة وحيدة صارت تفصل المغاربة عن الفرحة الكبرى؛فرحة الرجوع إلى العرس العالمي من بابه الواسع عرس ستكون فيه ألوان العلم المغربي حاضرة ناصعة تؤثت جنبات الملاعب الروسية وتزين أروقة وأزقة مدنها الشقراء صيف العالم المقبل. كل المقومات والاعتبارات باتت تصب في كفة المنتخب المغربي وتجعلنا نتفاؤل مع أسود استرجعت كل هيبتها القارية واستعادت ما افتقدته من تنافسية، وصارت تكشّر عن أنيابها دفاعا عن عرينها وسمعتها منذ قدوم ثعلب صال وجال في أوكار القارة السمراء وسبر كل أغوارها بحثا عن النجاح والتألق عالميا. أولى الاعتبارات تطمئننا وتقول لنا بأن المنتخب المغربي يعد أفضل منتخب في التصفيات الافريقية حافظ على نقاوة شباكه في الخمس مباريات أخيرة كما ان هجومه يبشر بالخير إذ يعد أفضل هجوم خلال التصفيات ذاتها. الاعتبار الثاني والذي يريحنا أكثر هو دراية الثعلب الفرنسي رينار بخبايا الكرة العاجية كيفلا وهو من جلس في دكة منتخبها لسنتين وساهم في تتويجها باللقب القاري الثاني سنة 2015 . اعتبار آخر ينضاف الى ما يجعل المغاربة متفائلين أكثر،هو اكتمال دكة الاسود ووجود الركائز الأساسية للمنتخب المغربي في حين أن المنتخب الإيفواري يعاني من الاستقرار في تشكيلته بسبب غياب بعض دعائمه بداعي الإصابة. كما أن الضغط الجماهيري على الفيلة سيعانيه أصدقاء "أورييه" حيث لا بديل أمامهم سوى فرصة الانتصار على لاعبي المغرب إن أرادوا التأهل ،في حين هؤلاء سيلعبون على فرصتي التعادل أوالانتصار،وبالتالي فهذا قد يشكل حافزا آخر للأسود،الذين سيستغلون اندفاع الخصم على مرماهم للقيام بهجمات مرتدة ستصعق الإيفواريين وستصيبهم بمقتل إن أحس رفاق خالد بوطيب استغلالها. كلنا ننتظر أن تتم الفرحة سهرة السبت بعد أسبوع حافل بالانجازات عاش فيه المغرب فرحة ودادية جميلة بتربع النسر الأحمر على عرش الكرة الافريقية وتحقيح التأهل الى مونديال الأندية،والعهدة على الأسود لإتمام العرس المغربي في أبهى حلله تزامنا مع ذكرى عيد الاستقلال المجيد.