دخل ملف اقتناء القنوات المغربية حقوق بث كأس إفريقيا مراحله الحاسمة، بعدما قدّم مسؤولو الشركة الوطنية اقتراحاتهم المرتبطة بنقل هذا الحدث الكروي القاري، إذ أكد مصدر مسؤول أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة اقترحت على قناة «الجزيرة الرياضية» 8 ملايين دولار، أي حوالي7 ملايير سنتيم، مقابل الحصول على بث جميع مقابلات كأس إفريقيا، الذي ينطلق في شهر يناير القادم. وذكر المصدر المسؤول أن قناة «الجزيرة الرياضية»، المالكة لحقوق بث كأس إفريقيا، اشترطت على التلفزيون المغربي دفع مبلغ 10 ملايين دولار مقابل الترخيص لنقل 32 مقابلة مبرمَجة في نهائيات الكأس الإفريقية. وأكد المصدر نفسُه أن إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة اقترحت إدماج البرامج المشتركة بين قنوات الشركة وقناة «الجزيرة»، رغبة في خفض الرقم، إلا أن إدارة «الجزيرة» قررت مناقشة ملف كأس إفريقيا وتشبثت بمبلغ 10 ملايين دولار. وأضاف المصدر أن إدارة «دار البريهي» سلّمت، قبل أيام، اقتراحها، في انتظار الرد الرسمي من مسؤولي قناة «الجزيرة الرياضية»، لتعميمه. ووصف المصدر المبلغ ب«الصعب»، إلا أنه استدرك بالقول إنه من غير المقبول ألا يتابع المغاربة كأس إفريقيا، مع العلم أن المنتخب المغربي مشارك في التظاهرة وله حظوظ في الفوز بالكأس، وفي حالة قدم نقل المباريات، ستُوجَّه أصابع الاتهام للشركة الوطنية للإذاعة والتفلزة. وفي سياق متصل، لم يستبعد مصدر مطلع أن تدخل وزارة الشباب والجامعة الملكية لكرة القدم على الخط لتقديم الدعم المالي للشركة، قصد وفاء الأخيرة بالتعهدات المالية التي تصل إلى حوالي 7 ملايير سنتيم. وأكد المصدر أن هذا المبلغ يعيد طرح السؤال حول أمرين أساسين، الأول متعلق بالحرص على توقيع شراكة تعاون بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والجامعة الملكية لكرة القدم ومجموعة قنوات «الجزيرة» تُهمّد لتسهيل نقل المغرب التظاهرات القارية والإفريقية بأثمنة تفضيلية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رفض «الجزيرة» إدماج أي ملف ضمن ملف كأس إفريقيا كان رد فعل على استبعاد المغرب قناة «الجزيرة» من نقاش نقل البطولة الوطنية المغربية، وثاني المعطيات أن الأمر يتطلب التفكير في آلية تمويل نقل التظاهرات الإفريقية في دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وقناة «الرياضية» على وجه التحديد، وثالث المعطيات أن يدخل الفاعل السياسي في مثل هذه الملفات التي تكلف المغرب ملايير من السنتيمات، يمكن أن تخصص لتطوير الموارد المالية والتقنية والإنتاجية لمكونات التلفزيون المغربي. وأشار المصدر أن تأثير هذا الفاعل كان واضحا في مفاوضات المغرب مع السلطات السعودية، ممثلة في مالكي قنوات «آرتي»، التي كانت تمتلك حقوق بث التظاهرات العالمية، قبل أن تشتري «الجزيرة»، القطرية، أسهم القنوات السعودية. ولم يستبعد المصدر أن يكون لزيارة أمير قطر للمغرب أثر في تذويب الخلاف وتقريب وجهات النظر بين مسؤولي التلفزيون المغربي ومسوؤلي قناة «الجزيرة». ووجب التذكير بأن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة اقتنت حقوق نقل كافة مباريات النسخة الأولى من بطولة إفريقيا لكرة القدم لأقل من 23 سنة، المقرر تنظيمها من 26 نونبر الجاري إلى 10 دجنبر المقبل في الملعبين الجديدين لطنجة ومراكش، والمؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 (27 يوليوز 12- غشت) حيث ستؤمّن نقلها قناة «الرياضية»، أرضيا وفضائيا. وحسب الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فإن مباريات المنتخب الوطني الأولمبي ستُنقَل أيضا مباشرة على القناتين «الأولى» و«المغربية». وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «ليكيب»، الفرنسية الرياضية واسعة الانتشار، أن قناة «الجزيرة الرياضية» تريد الحصول على حقوق بث جميع مباريات كأس أوروبا 2012 على الأراضي الفرنسية. وكشفت الصحيفة أن «الجزيرة الرياضية» تقدمت بعرض إلى الاتحاد الأوربي مقداره 130 مليون أورو مقابل عرض آخر لقناتي «تي إف 1» و«إم 6»، الفرنسيتين، مقداره 100 مليون أورو، تردد أن الاتحاد القاري للعبة رفضه. وكانت «الجزيرة الرياضية» قد صارت شريكا ل«كنال بليس»، الفرنسية، في بث مباريات الدوري الفرنسي لكرة القدم بين عامي 2012 و2016، مقابل 510 ملايين أورو، نصيب القناة القطرية منها 90 مليونا، علما أنها حصلت مؤخرا أيضا على حقوق النقل خارجيا اعتبارا من 2012-2013. وباتت قناة «الجزيرة» المصدر الرئيسي، إنْ لم يكن الوحيد، لنقل الأحداث الرياضية العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد ن احتكرت أهمّ الأحداث الرياضية، من كأسي العالم وأوربا وبطولات الأندية الأوربية ومعظم الدوريات الأوربية لكرة القدم (باستثناء الدوري الإنجليزي)، فضلا على بطولات عالمية أخرى في ألعاب القوى وكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وغيرها. وسبق «للجزيرة الرياضية» أن أعلنت، في مطلع العام الجاري، حصولها على حقوق البث الحصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لكأس العالم لكرة القدم، في نسخة 2018.