انتهت كل الترتيبات. كل شيء كان جاهزا لعقد جمع عام أعدت سيناريوهاته بشكل مسبق وبطريقة تضمن بقاء علي الفاسي الفهري رئيسا لجامعة كرة القدم لولاية ثانية. إلى حدود الساعة الحادية عشرة من مساء أول أمس الخميس كان الكل داخل جامعة كرة القدم ومسؤولو وزارة الشباب والرياضة متيقنين بأن الوضعية غير القانونية للهيئة المشرفة على الكرة المغربية ستجد طريقها نحو التصحيح قبل أن يورد الموقع الرسمي للجامعة في حدود منتصف الليل خبر تأجيل الجمعين العامين إلى 31 غشت المقبل بالنسبة للجمع الاستثنائي وبعده بأسبوعين أو شهر بالنسبة للجمع العام العادي، إضافة إلى تنحي علي الفاسي الفهري بصفة نهائية عن الرئاسة، وهو الخبر الذي نزل على الجميع كالصاعقة. فما الذي حدث؟ القرار جاء من خارج الجامعة وفرض عليها فرضا. يؤكد مصدر جد مطلع ل«الأحداث المغربية». حتى أقرب المقربين من علي الفاسي الفهري لم يكونوا على علم بتنحيه عن الرئاسة مما يؤكد أن الفاسي بدوره توصل بالقرار من خارج الجامعة بدليل أنه كان قد أعد كل الترتيبات للحصول على ولاية ثانية بل وانتهى إلى حد كبير من رسم معالم المكتب الجامعي الذي سيرافقه في تدبير شؤون الكرة المغربية في السنوات الأربع المقبلة. وزارة الشباب والرياضة كانت بدورها آخر من يعلم. مصدر من داخل الوزارة كشف ل«الأحداث المغربية» أن مسؤولي الوزارة تفاجؤوا بدورهم بقراري تأجيل الجمع العام وتراجع علي الفاسي الفهري عن الترشح لولاية ثانية. لكن هل صحيح أن من أسباب تأجيل الجمع العام وقرار علي الفاسي الفهري التنحي وقوع خلافات عميقة بين ممثلي الجامعة والوزارة بخصوص بنود القانون الأساسي الجديد للجامعة والذي تبين أن به العديد من المخالفات للقانون الأساسي النموذجي الذي وضعته الوزارة؟ هذا الأمر غير صحيح يوضح مصدرنا، الذي شدد على أن الخلافات حول القانون الأساسي كانت كبيرة، لكنه نفى أي علاقة لها بتنحي علي الفاسي الفهري مشددا على أن القرار فاجأ الجامعة والوزارة على حد سواء وجاء من جهة أخرى. لكن ما هو سبب تنحي الفاسي رغم أنه كان قد أعد العدة للبقاء على رأس الجامعة لولاية جديدة؟ مصادر متطابقة كشفت ل«الأحداث المغربية» أن ضعف حصيلة عمل الجامعة في السنوات الأربع الأخيرة مقارنة مع الميزانية الضخمة التي صرفت والتي ناهزت 190 مليار سنتيم وكذا الطريقة السيئة التي تم بها تدبير ملف المنتخب الوطني فرضت على الرئيس الحالي للجامعة التنحي بناء على تعليمات جهات من خارج الجامعة. مشيرة إلى أن الطريقة السيئة التي تم بها الإعداد للجمع العام والتي أوحت بأنه سيكون مجرد مسرحية ليس إلا ساهمت بدورها في دفع علي الفاسي الفهري إلى الرحيل.