تتصاعد حدة التوتر بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وحكومة البرازيل ، تلك البلاد التي تستضيف نهائيات كأس العالم عام 2014 ، وذلك عشية اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم غدا الخميس في زيوريخ. ففي مقابلة مع صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية ، أقر داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة لمونديال جنوب أفريقيا 2010 صراحة بوجود خلافات بين الفيفا وحكومة الرئيسة البرازيليا ديلما روسيف ، ارجعها في المقام الأول إلى تأخر البرازيل في التصديق على الإطار القانوني للمونديال المقبل. وقال جوردان ، أحد أعضاء مجموعة العمل التابعة للفيفا فيما يتعلق بمونديال البرازيل والذي شارك أمس الثلاثاء في اجتماع في هذا الشأن ، "أول خطوة لتنظيم البطولة هي التشريع. إنه الأساس ، إذ توزع المسئوليات على كل الأطراف المعنية". وأقر الناشط السياسي السابق في جنوب أفريقيا بوجود قلق إزاء التأخر في إصلاحات وبناء الاستادات وفي تنفيذ أعمال البنى التحتية للمونديال ، لكنه أكد أن تلك "هي أقل المشكلات التي تعانيها البرازيل في هذه اللحظة"، بالنظر إلى أن "الأعمال يمكن دائما الإسراع بها ولا يزال هناك وقت". وانتقد جوردان كذلك الخلافات بين حكومة روسيف واللجنة المنظمة المحلية ، بقيادة ريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وقال: "إنه مونديال والناس لا يهمها معرفة من قام بماذا. لايرغب المشجعون سوى في متابعة المونديال ، وليس الحكومة أو اللجنة" المنظمة. جاء تفسير كلمات المسئول الدولي في البرازيل على أنها تأكيد واضح لحالة عدم رضا الفيفا عن الحكومة البرازيلية ، والتي تفاقمت الموسم الماضي عندما قدمت روسيف أمام البرلمان مشروع "القانون العام للمونديال"، والذي لا يفي نصه ببعض مطالب الفيفا. ويتيح مشروع القانون للمواطنين فوق 65 عاما دفع نصف قيمة التذاكر فقط -في ميزة سيستفيد منها الطلبة بشكل أكبر- وهو ما ينزع عن الفيفا حقه المطلق في تحديد قيمة أسعار التذاكر. كما اعتبر الفيفا أن النص لا يحدد عقوبات قصوى ضد ممارسات القرصنة ، الأمر الذي يمثل تهديدا لحقوق الرعاة في المونديال. ويرغب الفيفا في مزيد من القيود على استخدام لقطات الحدث عبر الشبكات التليفزيونية التي لم تحصل على حق البث. وبحسب صحيفة "أو ستادو دي ساو باولو"، تم وصف القانون العام للمونديال خلال اجتماع الفيفا واللجنة المنظمة للنهائيات في زيوريخ بأنه "مثير للجدل". وخلال اللقاء ، وصل الأمر بأحد مسئولي الفيفا بأن علق بقوله "إن البرازيل لم تف بعد" بالالتزامات التي تعهدت بها عندما حصلت على حق استضافة كأس العالم 2014 ، على حد قول الصحيفة. ويضيف التقرير أن حالة السخط ازدادت على خلفية تصريحات لروسيف الثلاثاء خلال حوار مع الصحفيين البرازيليين المرافقين لها في جولة تقوم بها حاليا لعدد من الدول الأفريقية. وأكدت الرئيسة البرازيلية في تعليقها على القانون العام للمونديال بأنها حذرت الامين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه خلال اجتماعهما في بروكسل في وقت سابق الشهر الجاري من أن "الحكومة لن تعدل ، في أي وقت ، أي تشريع يصب في مصلحة الشعب البرازيلي". وبحسب الصحيفة، فإن التصريح أثار شكوكا بين مسئولي الفيفا واللجنة المنظمة ، الذين يسعون الآن إلى "تفسير تصريحات الرئيسة".