بعد أن ظل يشغل مهمة وزير للشباب والرياضة بالنيابة بعد إعفاء الوزير السابق محمد أوزين من مهامه، على خلفية فضيحة «الموندياليتو»، لم يتردد العنصر بصفته أمينا عاما لحزب الحركة الشعبية في ترشيح نفسه لشغل منصب وزير لقطاع الشباب والرياضة، بعد أن كانت «ماكينة» الإعلام والإشاعات قد روجت للعديد من الأسماء. فهل هي صدفة أن يتم تعيين وزير للشباب والرياضة وهو في سن 73؟ وهل هي صدفة كذلك أن من يشغل هذا المنصب حاليا يستحق أن يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية، ففي ظرف ثلاث سنوات تقلد ثلاث حقائب وزارية، فقد بدأ وزيرا للداخلية، ثم عرج على وزارة التعمير، قبل أن يجد نفسه وزيرا للشباب والرياضة؟ وهلي هي صدفة كذلك أن يكون قدر وزارة الشباب والرياضة أن تكون مختبرا للتجارب، وأن يظل قطاع يفترض أنه حيوي ولديه بعد استراتيجي يعيش هذه الحالة من عدم الاستقرار؟ وهل يعدم حزب الحركة الشعبية كفاءات حتى يصر العنصر على تعيين نفسه في هذا القطاع. عندما شغل العنصر مهمة وزير للشباب والرياضة بالنيابة خلفا لأوزين بدا أن الرجل غير موجود، بل إنه يتحمل جزءا من المسؤولية في فاجعة طانطان التي أودت بحياة 34 شخصا معظمهم أطفال شاركوا في دورة للألعاب المدرسية ببوزنيقة، فإذا بهم يذهبون ضحية حادثة سير، وضحية إهمال لوزارة الشباب والرياضة التي لم تفكر في ظروف تنقلهم من أقصى الجنوب إلى بوزنيقة.. وبدل أن يتحمل الرجل مسؤوليته فإنه تمت مكافأته على هذا «الإهمال» بتثبيته في كرسي وزارة الشباب والرياضة، علما أنه لم يكلف نفسه حتى عناء زيارة عائلات الضحايا أو تفقد مكان الحادثة، وهو أبسط ما يمكن أن يقوم به وزير للقطاع، دعك من واجب تحمل المسؤولية. أما عندما توفي «أسطورة» الدراجة المغربية محمد الكرس بكل الثقل الرمزي الذي يحمله، فإن العنصر لم يكلف نفسه عناء حضور جنازته، رغم أن مقربين منه ألحوا عليه أن يحضر الجنازة، لكن وزير الشباب والرياضة لم يلق بالا لذلك. عندما كان وزيرا للداخلية، لم يتردد العنصر في الكثير من المرات عندما كان يطلب منه التعليق على أحداث معينة، في القول إنه لا يعلم. نخشى أن يتكرر الأمر نفسه في وزارة الشباب والرياضة، وأن يكون العنصر مرة أخرى «آخر من يعلم» بما يجري في قطاع الشباب والرياضة، علما أن الرجل أول من يعلم بكيفية الوصول إلى مقاعد الوزارات.