الكاميروني اشتكى من الجزائريين.. وتوعدهم بالرد بالثقيل تهم الرشاوى تلاحقه في كل مكان.. وصدمة الفيفا عقدته جاء اختيار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أمس، للغابون على حساب الجزائر لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2017، ليؤكد الحقد الكبير الذي يكنه رئيس الكاف عيسى حياتو للجزائريين منذ حادثة دعم الجزائر للسويسري جوزيف سيب بلاتير في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم سنة 2002، والذي تضاعف في السنوات الأخيرة لتناول وسائل الإعلام الجزائرية لفضائح الكاف بالتفصيل، وهو ما اعتبره الكاميروني مساسا بشخصه وتقليلا من شأنه، وكان هذا الطرح والاستياء أول ما أبلغه رئيس الكاف خلال لقائه بالمسؤولين الجزائريين، سواء كان رئيس الفاف محمد روراوة أو وزير الرياضة محمد تهمي، إلى درجة أن حياتو كان صرح لمقربيه بأنه لن يغفر للجزائريين هذا الموقف وسيرد عليهم بالثقيل في الوقت المناسب، وهو ما جسّده أمس في القاهرة. ورفع حياتو، أمس، الجدل القائم بإفريقيا بخصوص"هيمنته" على كرة القدم بالقارة السمراءمنذ أكثر من 26 سنة كاملة، تمكن خلالها من الإبقاء على نفسه رئيسا للكاف لسبع عهداتكاملة، كان مهد إليها ب"خدعة سياسية" في 18 جانفي 2004 بتونس، عندما قرر إلغاء أحدقوانين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والمتعلق ب"تحديد" عدد عهدات رئيس الهيئة الإفريقية،ليبقى"ملكا" على عرش كرة القدم الإفريقية، رغم ارتفاع عدد المعارضين لبقائه، وخاصة أشهرلاعبي كرة القدم الإفريقية، المعارضين لتحويل الكاف من"مؤسسة كروية" إلى وسيلة لجنيالأرباح وحزب سياسي تحكمه"الدكتاتورية"، قبل أن "يؤمم" منصبه من خلال إلغاء شرطالسبعين سنة في رئيسها ومسؤوليها، وهو الذي يملك سجلا ثقيلا بقضايا الرشاوىوالفضائح والعمولات، دون أن يتمكن الأفارقة من إزاحته من منصبه، وهو"المستقوي"برؤساء دول القارة السمراء، الذين يعدون أصدقاءه واحدا واحدا. ولم تقتصر خرجات حياتو المثيرة للجدل عند هذا الحد، بل ذهبت إلى حد "السمسرة" في عرقلاعبي القارة السمراء من خلال"بيعه" لكل المنافسات الإفريقية لمؤسسة "سبورت فايف"الفرنسية بطريقة مشبوهة وبعقود غير واضحة المعالم، يرى فيها متابعون أن حياتووالفرنسيين هم المستفيدون فقط من تلك الأموال على حساب الأفارقة، خاصة أن هذهالشراكة "المشبوهة" تستمر منذ أكثر من 21 سنة كاملة، والتي يبدو أنها ستستمر على الأقلإلى"موت" حياتو، الذي قرر البقاء على رأس الكاف إلى غاية الأنفاس الأخيرة مما يعنيه اسمه.