تحولت إستضافة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2015 والتي كان محدد لها سلفاً من خلال المغرب إلى وباء يهرب منه الجميع فلا المغرب التي كانت مكلفة بها منذ سنوات تريدها ولا كل من عرضت عليه قبلها خصوصاً مصر والسودان يريدانها كذلك. وظهر هذا الرفض بوضوح من خلال موقف البلاد الثلاثة إذ أعلنوا رفضهم لاستضافة هذا الحدث الذي كان الكل من قبل يلهث لنيل شرف استضافته، ولكن رعب تفشي وباء إيبولا بات أكبر من أي شيء آخر. في المغرب، قال محمد أوزين وزير الرياضة المغربي أنه يؤمن بضرورة تأجيل كأس أمم إفريقيا لما فيه مصلحة للجميع، مؤكداً أن ردة فعل الكونفيدرالية الإفريقية برفض التأجيل هو من أجل الاستهلاك، لأن القرار النهائي كما قال سيتم اتخاذه لاحقاً. وقال أوزين: "شخصياً سأدافع بكل ما أوتيت من قوة عن الموقف الذي لخصه الخطاب الذي أرسلناه ولهذا سنشكل لجنة رفيعة تتألف من وجوه مختلفة التخصص وستلتقي برئيس الكاف عيسي حياتو وتلقي بتقريرها وتبرره بالأرقام و المعطيات. "من غير المعقول أن تتحدث تقارير منظمة الصحة العالمية عن فيروس أودى بحياة 4 آلاف شخص من أصل 8 آلاف، هذه نسبة رهيبة كشفت عجز الطب أمامها، سندافع عن سلامتنا بما يتسنى لنا من سبل. وفي السودان، نفى الاتحاد السوداني أن يكون قد وافق أو طلب استضافة بطولة الأمم الإفريقية 2015 بدلاً من المغرب مؤكداً أنه لا يريد ذلك لينفي كل ما تردد عبر وسائل الإعلام داخل السودان وخارجه. وصدر بيان بهذا الشأن جاء فيه: طالع الشعب السوداني باهتمام بالغ ردود الأفعال المتباينة لرغبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بأن يكون السودان ضمن الدول المرشحة لتنظيم بطولة الأمم الإفريقية 2015 بحال اعتذار المغرب عن تنظيمها، بسبب تفشي وباء الإيبولا في غرب القارة الإفريقية، نحن في الاتحاد حريصون كل الحرص علي مكتسبات شعبنا في شتى المجالات، ولا يمكن أن نقدم علي خطوة تعود بالضرر علي وطننا. وأضاف الاتحاد في بيانه: نطمئن الجميع بأننا في الاتحاد السوداني لم نتقدم بأي طلب لتنظيم البطولة وإن كل ما أثير عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح فالاتحاد الإفريقي هو الذي خاطب الاتحاد السوداني برغبته في أن ينظم البطولة مع عدد من الدول بحال إصرار المغرب على عدم تنظيم البطولة وتمسكها بالتأجيل. وتابع: عليه نود أن نوضح الآتي: الاتحاد السوداني لكرة القدم لم يتقدم بأي طلب لتنظيم بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم بدلاً من المغرب، فالاتحاد الإفريقي لكرة القدم ورئيسه عيسى حياتو تلقى طلب تأجيل البطولة من الاتحاد المغربي لكرة القدم في إطار مشاوراته وتحسباً لما يحدث أرسل خطاب رسمي لرئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور معتصم جعفر يطلب فيه أن يكون السودان ضمن الدول المرشحة بتاريخ 12 أكتوبر، وطلب الكاف من الاتحاد الرد على ذلك بعد موافقة السلطات السودانية، والاتحاد لم يخاطب أية جهة برغبتنا، ولا بد لمن يريد أن يفكر في استضافة البطولة أن يستصحب الأسباب التي دعت المغرب لتأجيلها في استضافة هذه البطولة. وختم البيان بالقول: على الجميع أن يفرق بين رغبة الكاف في أن يكون السودان ضمن الدول المرشحة لتنظيم البطولة بدلاً من المغرب، وطلب السودان تنظيمها، فالفرق واضح ولا يحتاج لجهد، نحن لم نتقدم بطلب ولم نوافق على طلب الكاف بأن نكون ضمن الدول التي ستنظم البطولة بحال تمسك المغرب بتأجيلها. وفي مصر، أكد محمود الشامي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة أنه لا توجد أية نية لدى مسؤولي الجبلاية للتقدم بطلب لتنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2015 بدلاً من المغرب، مشيراً إلى أنه يرفض تماماً فكرة استضافة البطولة نظراً للظروف التي تعيشها مصر حالياً، إلى جانب انتشار فيروس إيبولا، هذا الوباء الذي يهرب منه الجميع. وقال: إذا أراد أبو ريدة تقديم هدية لمصر بخصوص تنظيم بطولة الأمم، فعليه أن يساند طلبنا لتنظيم بطولة 2017 وليس 2015. وكان المهندس هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والإفريقي فيفا وكاف قد أعلن أن مصر جاهزة لتنظيم بطولة كأس الأمم الافريقية 2015 بحال اعتذار المغرب بشكل رسمي عن استضافتها، بسبب انتشار فيروس إيبولا القاتل.