لم تكتفي كوستاريكا بالمفاجأة التي حققتها في الجولة الأولى من مونديال البرازيل بفوزها على الأوروغواي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، لتعود في المباراة الثانية وتحقق إنتصار تاريخي على أبطال العالم أربع مرات (المنتخب الإيطالي) بهدف نظيف. كوستاريكا تستحق في هذه اللحظة لقب الحصان الأسود بعد فوزها على السيلستي والأزوري المرشحين لتحقيق اللقب العالمي واللذان يمتلكان أسماء من العيار الثقيلة وتاريخاً مشرقاً في سجلات كرة القدم، رغم أنها كانت ضحية القرعة والتي أوقعتها في مجموعة الموت والتي تضم أيضاً المنتخب الإنجليزي. المدرب خورخي بينتو يستحق أن ترفع له القبعة ويصفق له الكبير قبل الصغير بعد الطريقة التي لعب بها اليوم وعجز من خلالها أبناء المدرب تشيزاري برانديلي على فك طلاسم دفاعه والمكون من خمس لاعبين تمكنوا من غلق كل المنافذ المؤدية الى مرمى الحارس كايلور نافاس. بينتو لم يستخدم أسلوب الفرق الصغيرة بالإعتماد على تأمين الدفاع بالحواجز البشرية ولكنه أبلى بلاء حسناً في الناحية الهجومية وجعل مرمى الحارس العملاق جانلويجي بوفون تحت تهديد مستمر واستحق تسجيل هدف الإنتصار برأسية قائده براين رويز ليأتي هذا الهدف كتعويض على ركلة الجزاء المستحقة الذي تغاضى الحكم التشيلي عن احتسابها. وأيضاً لابد من الإشادة بعزيمة رجال كوستاريكا في مباراة اليوم والمجهود البدني الكبير الذي بذلوه رغم أن خطة 541 تحتاج لخبرة كبيرة وعادةً ما تفشل بعد مرور 60 دقيقة على بداية المباراة، ولكنهم قهروا المستحيل ونجحوا بتحقيق الإنتصار. المنتخب الكوستاريكي ضمن تأهله إلى الدور الثاني بتزعمه الثلاثي العملاق برصيد 6 نقاط ليكرر بالتالي إنجاز مشاركته الأولى عام 1990 في ظهوره الرابع بالمسابقة الأعظم في تاريخ كرة القدم. الإثارة الكروية تتواصل في الأراضي البرازيلية والتي كانت قاسية على الكبار بخروج مبكر لحامل اللقب المنتخب الإسباني قبل أن يلحق به المنتخب الإنجليزي، ولكن السؤال المهم من هو المنتخب الذي سيلحق بهذا الركب في قادم الأيام...؟ والسؤال الثاني أين ستصل كوستاريكا في هذا المونديال...؟.