تحدى لاعبان جزائريان عُرفاً مُتبعاً لدى معظم المحترفين العرب في الملاعب الأوروبية، وشاركا أمس، مع فريقهما ليون الفرنسي، في مباراة داخل إسرائيل ضد فريق هابويل إيروني كريات شمونة، ضمن الجولة الثانية لدور المجموعات في مسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم. وتواجد كل من رشيد غزال وياسين بنزيا في المباراة التي فاز فيها الفريق الفرنسي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، حيث شارك غزال أساسياً قبل أن يُستبدل في الشوط الثاني، في حين أقحم مدرب الفريق بنزيا في الشوط الثاني. ودأب كثير من اللاعبين العرب المحترفين في الملاعب الأوروبية على الاعتذار عن مرافقة فرقهم إلى إسرائيل خشية تعرضهم لانتقادات في بلدانهم الأصلية، أو تعبيراً عن مبدأ يرفض دخول الدولة العبرية تأكيداً على عدم اعترافهم بوجودها أصلاً. وانتشرت موجة رفض مرافقة الفرق الأوروبية في زياراتها لإسرائيل خلال العقدين الأخيرين مع تكرار مشاركات الفرق الإسرائيلية في البطولات الأوروبية من ناحية، وتزايد أعداد اللاعبين العرب في أوروبا، وكان المصريان نادر السيد وأحمد حسن من أوائل الرافضين، وانضم إليهما قبل عامين المغربي مروان الشماخ حينما كان محترفاً بنادي بوردو الفرنسي. لكن غزال وبنزيا، وهما لاعبان صغيرا السن، لم يعترضا على دعوتهما للمشاركة مع ليون، رغم أن غزال لم يشارك من قبل في أي مباراة رسمية مع الفريق الأول لليون، قبل أن يُفاجأ بدعوته للعب أمام كريات شمونة، وقد زادت المفاجأة حينما أقحمه المدرب في التشكيل الأساسي للفريق. وظهر اللاعب الجزائري بشكل مميز خلال المباراة، قبل أن يتعرض للإصابة مطلع الشوط الثاني، ليحل بدلاً منه اللاعب المخضرم ستيد ميلبرونك، علماً أن رشيد هو الشقيق الأصغر للاعب الدولي الجزائري عبد القادر غزال، في حين شارك بنزيا في النصف ساعة الأخيرة من اللقاء. وكانت الصحف الجزائرية قد استبقت المباراة بالتعبير عن امتعاضها من وجود اللاعبين في إسرائيل، إذ ذكرت صحيفة "الهداف" الرياضية، أن توقيت استدعاء غزال بالذات لخوض المباراة، يبدو مريباً، على اعتبار أن اللاعب ظل دائماً مع الفريق الرديف، لكن عندما اقترب التنقّل إلى إسرائيل تم إدماجه مع الفريق الأول. يذكر أن مباراة فريق كريات شمونة السابقة في نفس البطولة أمام أتلتيك بلباو الإسباني والتي جرت في اقليم الباسك الشهر الماضي، شهدت رفع العشرات من جماهير الفريق الإسباني أعلام فلسطين ولافتات مؤيدة للقضية الفلسطينية، ومنددة بسياسات الاحتلال، وهو ما قوبل باستياء واضح في وسائل الإعلام العبرية.