اشتعلت المنافسة على لقب الدوري الإسباني وأصبحت على صفيح ساخن بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد بعد النتائج التي سجلت في الجولة السادسة والثلاثون من المسابقة. وبات في حكم المؤكد أن يؤجل تحديد هوية البطل حتى صافرة نهاية مباريات الجولة الثامنة والثلاثون والتي تقام في ذات التوقيت. وتخشى جماهير الريال أن يتعمد برشلونة خسارة المباراة الأخيرة أمام الأتلتيكو بالتحديد حتى يمنح الأخير اللقب وحرمان غريمه الملكي من فرحة التتويج نظراً للعداوة التاريخية بين الفريقين. ولكن من المستبعد أن يتساهل برشلونة في المباراة الأخيرة من الموسم وأن يمنح اللقب للروخي البلانكوس المجتهد لخمس أسباب رئيسية وهي: أولاً: برشلونة مازال ينافس على لقب الليغا لم يكن النادي الكتالوني يدرك أن فوزه على خيتافي يمنحه حظوظاً أكبر لنيل لقب الدوري الإسباني بعد تعثر أتلتيكو مدريد بالخسارة أمام ليفانتي بهدفين نظيفين وتعادل ريال مدريد في الرمق الأخير أمام ضيفه فالنسيا 22. برشلونة أهدر نقطتين ثمينتين بتعادله أمام خيتافي بهدفين لمثلهما ليصبح في جعبته 85 نقطة، ولكن تبقى فرصته قائمة للإحتفاظ بلقبه رغم نتائجه المتذبذبة في الموسم الحالي، بشرط أن يحقق الإنتصار في مباراتيه المتبقيتين بما فيها مباراة أتلتيكو مدريد في الجولة الأخيرة من المسابقة وتعادل الريال في احدى مبارياته الثلاث، حيث يصبح برشلونة يمتلك 91 نقطة وهو نفس رصيد الأتلتيكو في حال فوزه في الجولة المقبلة على ملقا وبفارق نقطة وحيدة عن الريال (90 نقطة)، وفي هذه الحالة يكون رفاق ميسي مجبرين على حصد نقاط المواجهة أمام الروخي بلانكوس على أمل تحقيق اللقب بفضل قانون المواجهات المباشرة بعد تعادل المتصدرين بذات الرصيد النقطي. ثانياً: برشلونة يريد تجنب المزيد من المشاكل تعرض برشلونة في الموسم الحالي لهزات عديدة وفضائح بعيدة عن المستطيل الأخضر، ومنها قضية اختلاس الأموال والتهرب من الضرائب في صفقة التعاقد مع البرازيلي نيمار وإستقالة الرئيس ساندرو روسيل على إثرها وكانت آخر المصائب عقوبة الفيفا بحرمان النادي من إبرام أي صفقة تعاقدية خلال فترتي الإنتقالات المقبلتين بخصوص مخالفات تتعلق بالتعاقد مع لاعبين قصر. لذلك فإن برشلونة غير مستعد أن ينجر مجدداً الى دوامة الإنتقادات في حال أهدى أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني ومنحه فرصة الفوز عليه في الجولة الأخيرة من الليغا نكاية في غريمه الأزلي ريال مدريد، وتجنباً لتحقيقات قد تجرى لتهاونه خلال المواجهة ومساعدته لأبناء المدرب سيميوني في تحقيق النقاط الثلاث لذلك فهو في غنى عن قضايا وإتهامات جديدة قد تثقل كاهله. ثالثاً: الثأر ومسح العار ودع برشلونة مسابقة دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي على يد أتلتيكو مدريد والذي يواصل تألقه في البطولة بعد أن حجز مكان له في النهائي لأول مرة منذ 40 عاماً ليواجه غريمه ريال مدريد على ملعب النور في مدينة لشبونة البرتغالية يوم 24 مايو الحالي. ويحرص البرشا على تعويض خروجه من المسابقة الأوروبية الأعرق وإلحاق الهزيمة بالأتلتيكو في المباراة الأهم في الدوري الإسباني الموسم الحالي وحرمانه من اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 1996، وأن يحقق إنتصاره الأول بعد أن فشل في ذلك خلال اللقاءات الخمس التي جمعت الطرفين، حيث حضر التعادل في أربع مناسبات مقابل إنتصار وحيد للفريق المدريدي. رابعاً: فرصة مارتينو الأخيرة للبقاء في منصبه يبدو أن المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو يستعد لحزم حقائبه ومغادرة منصبه في ملعب الكامب نو، بعد أن فشل فشلاً ذريعاً في موسمه الأول مع برشلونة وبات الأخير لقمة سائغة أمام صغار القوم وتلقى هزائم عديدة بعد أن كان يحقق إنتصارات مدوية وبأكبر النتائج وبأقل مجهود في أغلب المباريات خلال المواسم الماضية. مارتينو أمامه فرصة أخيرة لاستمراره في وظيفته قبل أن يتسلم قرار إستقالته من الإدارة العليا، هو أن يقود برشلونة لتحقيق الفوز على أتلتيكو مدريد يوم الثامن عشر من الشهر الجاري، على أمل تعثر الريال في مبارياته المتبقية وتحديداً أمام الجار إسبانيول والذي أظهر معدنه الحقيقي في مواجهاته الأخيرة مع الريال، ويقود المدرب صاحب ال51 عاماً فريقه لتحقيق اللقب الغير مستحق ويعيد سيناريو نيل كأس السوبر في بداية الموسم. خامساً: الخسارة ممنوعة في يوم رحيل القائد قرر كارلوس بويول مدافع نادي برشلونة الرحيل بنهاية الموسم الحالي عن ملعب الكامب نو، بعد أن تعرض لسلسلة من الإصابات في الركبة أجبرته على الغياب عن أغلب مباريات فريقه حيث لم يخوض هذا الموسم سوى 5 مباريات في الدوري الإسباني.