بما توج بايرن ميونخ عامه الأسطوري بلقب كأس العالم للأندية السبت الماضي بالفوز على الرجاء البيضاوي المغربي في المباراة النهائية للبطولة التي استضافتها المغرب للمرة الأولى وأكد من خلالها الفريق البافاري أنه الأفضل في العالم حالياً. ولكن بايرن نجح مع منافسه العنيد بوروسيا دورتموند قبل 7 شهور في تأكيد حقيقة أخرى وهي أن الكرة الألمانية سحبت البساط من تحت نظيرتها الإسبانية خلال عام 2013 وأن الكرة الألمانية انتزعت في هذا العام الأفضلية من نظيرتها الإسبانية بشكل لم يحدث من قبل بهذه الدرجة الرائعة. وفي 25 مايو الماضي، كتب بايرن ودورتموند التاريخ بوصولهما للمباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أوروبا على ملعب ويمبلي العريق بالعاصمة البريطانية لندن ليكون النهائي الألماني الأول في تاريخ البطولة العملاقة. وقبل هذه المباراة التاريخية، اكتسح البافاري غريمه برشلونة في نصف النهائي البطولة بالفوز عليه 7-0 في مجموع مباراتي الذهاب (4-0 بميونخ) والإياب (3-0 ببرشلونة)، كما سحق دورتموند غريمه ريال مدريد 4-1 في المواجهة الأخرى بالمربع الذهبي. وجاء هذا رغم وجود النجم المتألق ليونيل ميسي في صفوف برشلونة والمدرب العملاق جوزيه مورينيو على رأس الإدارة الفنية في الريال. وأكدت المواجهتان انتقال العرش الأوروبي من إسبانيا إلى الشمال قليلاً في القارة الأوروبية ليستقر اللقب في ألمانيا حتى قبل إقامة المباراة النهائية. وإلى جانب انتقال كأس البطولة من إسبانيا إلى ألمانيا، انتقل جوسيب غوارديولا المدير الفني السابق لبرشلونة وتميمة النجاح التدريبية إلى ألمانيا هو الآخر ليتولى تدريب بايرن بعدما توج الفريق بثلاثيته التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الألماني الكبير يوب هاينكيس الذي أعلن اعتزاله نهاية الموسم. وقبل شهر ونصف من نهائي دوري الأبطال في ويمبلي، حسم بايرن لقب الدوري الألماني (البوندسليغا) ببراعة وقبل 6 مراحل من نهاية المسابقة (رقم قياسي) ثم أكمل الفريق ثلاثيته التاريخية مطلع يونيو الماضي بإحراز لقب كأس ألمانيا بعد التغلب على شتوتغارت 3-2 في المباراة النهائية لتكون مسك الختام لمسيرة هاينكيس التدريبية. وبعدها جاء الدور على خليفة هاينكيس؛ حيث تولى غوارديولا مقاليد الأمور في فريق بايرن بعدما توج بألقاب 14 بطولة خلال أربع سنوات قضاها في تدريب برشلونة. وبدأ عهد "بيب" في النادي البافاري بعروض رائعة ولقب غال حيث توج بلقب كأس السوبر الأوروبي بعد التغلب مجدداً على مورينيو من خلال الفوز على تشلسي بركلات الترجيح وذلك بعد عودة مورينيو لتدريب تشلسي. وعوض غوارديولا بهذا اللقب خسارة الفريق أمام دورتموند في كأس السوبر الألماني، كما واصل مسيرة النجاح بالعديد من الأرقام القياسية؛ حيث حافظ على السجل الذي بدأه هاينكيس مع الفريق الموسم الماضي وبلغ عدد المباريات المتتالية التي حافظ فيها الفريق على سجله خالياً من الهزائم بالبوندسليغا 41 مباراة وتجاوز بهذا الرقم القياسي السابق الذي سجله هامبورغ قبل 30 عاماً والذي بلغ 36 مباراة متتالية فحسب. وعلى مدار أكثر من 50 مباراة رسمية خاضها بايرن في عام 2013، خسر الفريق ثلاث مباريات فقط وتوج بلقب بطل الشتاء في البوندسليغا؛ حيث أنهى فعاليات الدور الأول في المسابقة بفارق 7 نقاط أمام باير ليفركوزن صاحب المركز الثاني وتبقى لبايرن مباراة مؤجلة يخوضها في 29 يناير المقبل. وكانت جوهرة التاج بالنسبة لبايرن في 2013 هي بطولة كأس العالم للأندية؛ إذ أحرز الفريق لقبها للمرة الأولى في التاريخ رغم فوزه سابقاً بلقب بطولة كأس إنتركونتيننتال عامي 1976 و2001. وقبل خوض فعاليات مونديال الأندية في المغرب، ضمن الفريق تأهله للدور الثاني (دور الستة عشر) في رحلة الدفاع عن لقبه بدوري الأبطال وأوقعته القرعة مع آرسنال. وكان 2013 عاماً أسطورياً أيضاً بالنسبة لبوروسيا دورتموند حيث بلغ الفريق نهائي دوري الأبطال وفاز بالمركز الثاني في البوندسليغا وفاز على بايرن 4-2 في كأس السوبر الألمانية. ولكن النصف الثاني من العام شهد تراجعاً وتدهوراً واضحا في نتائج الفريق بسبب الإصابات العديدة التي ضربت صفوفه. وتراجع دورتموند للمركز الرابع في جدول البوندسليغا ب 12 نقطة خلف بايرن وتبقى للبافاري مباراة مؤجلة وظل دورتموند مهدداً حتى اللحظة الأخيرة بالغياب عن الدور الثاني في دوري الأبطال ولكن نتائج الجولة الأخيرة في المرحلة الأول للبطولة صعدت به مع آرسنال على حساب نابولي. ولم يشذ المنتخب الألماني عن هذا السجل الرائع؛ حيث حافظ الفريق على سجله خالياً من الهزائم في المباريات العشر التي خاضها بمجموعته في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2014 بالبرازيل.