شيء غريب وغير مفهوم أن يلعب الناخب الوطني رشيد الطاوسي مباراة جنوب إفريقيا بثلاثة لاعبين يشغلون جميعا مركز صانع ألعاب بأنديتهم، ليواصل سوء توظيفه لبعض المحترفين ويفقدهم البريق المعروف عنهم بعيدا عن عرين الأسود. يونس بلهندة وعبد العزيز برادة وعمر القادوري يشغلون كلهم دور المايسترو ويجيدون صناعة اللعب والتموقع وراء المهاجمين وهو ما يقومون به داخل فرقهم (دينامو كييف، الجزيرة، طورينو)، لكنهم يتيهون ويسقطون في الشرود مع الفريق الوطني وهو ما حدث في المباراة ضد الأولاد. الطاوسي سبق له الإعتراف في حوار قبل أشهر مع "المنتخب" بأنه من غير المفيد أن يجمع بين بلهندة وبرادة معا في التشكيلة الرسمية لكنه عاد ليرتكب نفس الخطأ ويجرد اللاعبين معا من قوتهما في صنع اللعب، إذ رمى ببرادة في الجحيم كمهاجم ثانٍ إلى جوار العرابي ووضع وراءهم بلهندة والقادوري كصانعي ألعاب في خلطة عشوائية وعقيمة. 3 صناع لعب في التشكيلة الأساسية أمر مثير للدهشة ولا يحدث إلا في الفريق الوطني، ويطرح علامات إستفهام كبيرة إن كان الطاوسي مدركا تمام الإدراك أين يلعب هؤلاء في بطولاتهم ويصر على حرق مواهبهم بإشراكهم جميعا كقادة لوسط ميدان، أم أنه يتحاشى الوقوع في إصطدامات مع أحدهم بإبقائه في كرسي الإحتياط. المدافع فضال بدوره لم يلعب في مركزه المعتاد فتاه وغاب وعوبادي تقيد بدور السقاء الصريح وهو رجل الربط والمساند الهجومي بفريقه موناكو، في حين وجد العرابي نفسه مرة أخرى في ثوب القناص ورأس الحربة وهو الذي يرعب ويسجل ويبدع كلما إبتعد عن الحراس ولعب كمهاجم ثانٍ. الجمهور لا يرحم اللاعبين ويتساءل عن تباين عطائهم بين أنديتهم والفريق الوطني لكن جل المتتبعين يجهلون أن مردود بعض المحترفين الفاتر يعود إلى سوء توظيفهم، فكيف يُعقل أن ينادي الطاوسي على 4 لاعبين محترفين يشغلون مركز صانع ألعاب (برادة، بلهندة، القادوري، تاعرابت) ليقحمهم في غير أدوارهم ويتجاهل أجنحة طائرة ومتألقة من طينة بوصوفة، الزهر، أمرابط، كارسيلا، فجر.