بسم الله الرحمن الرحيم العدل والإحسان - الدائرة السياسية - القطاع النقابي بيان فاتح ماي 2013 الحمد لله قاصم الجبارين وناصر المستضعفين، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين، القائل:"أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه" . تحتفل شغيلة العالم بعيدها الأممي لسنة 2013 في ظروف دولية تتسم بتمادي الاستكبار العالمي في احتكار مصادر الثروات والإرث الإنساني، وبأزمات مالية مهددة للعلاقات الدولية، وبانهيارات كبرى في البنيات الاقتصادية والجيوستراتيجية؛ هذا الوضع القاتم الدال على حجم النفق الذي دفعت إليه الهيمنة الاستكبارية حركة العالم وشعوبه المستضعفة، يشكل في نفس الوقت مؤشرا واضحا على مرحلة حاسمة من تاريخ الإنسانية في سعيها الحثيث نحو الحرية الحقيقية والكرامة الآدمية؛ وهو ما يجعلنا أمام المسؤولية التاريخية للإسهام الكامل في إنجاز مهام هذه المرحلة المصيرية. فمن بورما وما يلقاه المسلمون هناك من صنوف العذاب والتقتيل على مرأى ومسمع من العالم "الحر"، مرورا بفلسطين أرض القدس والإباء إلى أرض الشام حيث ترسم العزة ملاحم في البذل والصبر من أجل الحرية والكرامة الإنسانية في سبيل الثورة اللاحب الممزوج بدم الأحرار والأبرياء والشهداء الذين يقدمون أغلى ما يملكون في سبيل كسر شوكة المعتدين بالداخل والخارج. وفي مغربنا الحبيب، حيث انقشعت سحائب صيف الاستثناء المغربي، وانكشفت الدعاية الرسمية ومُرَوِّجوها عن مغرب ما بعد فاتح يوليوز 2011 ليعيَ الشعب أن دار المخزن لا زالت على حالها بل أصبح المخزن وملؤه أكثر جرأة على انتهاك الحقوق والحريات؛ في الوقت الذي تم فيه التغاضي عن الفساد ومصادره والعمل على تسديد فواتيره الباهظة من جيوب الفقراء والمستضعفين عبر رفع الأسعار والتراجع عن الزيادة في الأجور، وتكريس معضلة صناديق التقاعد المهددة بالإفلاس فضلا عن المؤسسات العمومية ذات الصبغة التجارية والصناعية والاجتماعية التي نخرها الفساد والنهب دون القيام بالإجراءات الضرورية لاسترداد أموال الأمة ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين عن هذا الفساد الممنهج. أما على المستوى النقابي، فقد تمادت السلطات المخزنية وبخطوات غير مسبوقة في محاربة الممارسة النقابية والإجهاز على حق الإضراب والاحتجاج السلمي، لترفع أمام النقابات سلاح الطرد الجماعي في وحدات الإنتاج، وتهشيم الرؤوس في الشوارع، والمتابعات في المحاكم، والاقتطاعات من أجور المستضعفين؛ كل ذلك ولم يبرح الحوار الاجتماعي حالة الجمود والاستقطاب السياسي لتظل الفئات العمالية المحرومة أو المعطلة تنتظر سراب الوعود المعسولة التي لن تأتي، ويوشك أن يأخذها اليأس والإحباط إلى طوفان يغمر في طريقه النقابات قبل الحاكمين. إن واقعا كهذا يهدد مصير فئات المستضعفين، بل مصير المجتمعات، لا يمكن مواجهته عبر نضالات محكومة بتوافقات سياسية لحظية، ولا عبر نضالات جزئية وهامشية، بل تحتم علينا اللحظة التاريخية بناء القوة المجتمعية الكفيلة بخوض المعارك الحقيقية لشق الطريق نحو تحقيق المطالب العادلة والمشروعة للشغيلة المنهكة والكفاءات المعطلة واستشراف مجتمع الكرامة والعدالة الاجتماعية. إزاء ذلك وبناء عليه؛ فإن القطاع النقابي لجماعة العدل والإحسان وهو يشارك جميع الفئات في احتفالاتها بعيد العمال يعلن ما يلي: 1. تثمين حركة الوعي العالمي التي بدأت تحتل مواقعها الطبيعية في عملية التدافع بين قوى الاستكبار وبين المستضعفين في كل مكان على قاعدة الوعي بأهمية القيم الإنسانية السامية في بناء وسائل وأدوات ومضامين هذا التدافع؛ 2. مباركة كل الجهود الصادقة لتقوية ودعم شعوب العالم عامة والشعوب العربية خاصة في انتفاضاتها الكبرى ضد بِنْيَاتِ الاستبداد والفساد والظلم والاستكبار؛ 3. دعوة أحرار العالم والغيورين على الكرامة الآدمية للالتفاف والتضامن الإنساني من أجل وقف النزيف الدموي بكل من بورما وسوريا وإحقاق حق العودة للشعب الفلسطيني لتأسيس دولته كاملة السيادة؛ 4. تحذير الحاكمين من مآل التمادي في سياسة تفقير الشعب والتضييق على الحريات النقابية، وقمع الاحتجاجات السلمية للمواطنين المطالبين بحقهم في الصحة والأمن والعيش الكريم، وفي التنظيم والتعليم وتحسين الخدمات؛ 5. تحذير القوى الحية في البلاد، الاجتماعية منها والاقتصادية، من مغبة تسديد فاتورة الفساد باستعمال مشنقة الديون التي ترهن مستقبل الأجيال القادمة وتدفع إلى سياسة إعادة الجدولة التي تأتي على الأخضر واليابس؛ 6. الدعوة إلى التراجع الفوري عن الاقتطاع من أجور المضربين، والتفاعل المسؤول مع المطالب المشروعة للفئات المهنية والعمالية وتغليب لغة الحوار على سياسة العصا والجزرة؛ 7. تجديد الدعوة لكل النقابات والهيئات المهنية والعمالية والفعاليات الاجتماعية إلى بناء جبهة نقابية تمتلك مقومات القوة التاريخية للنهوض بالعمل النقابي وبالوضع الاجتماعي ومواجهة التحديات المصيرية والإسهام الحقيقي في بناء مجتمع عادل يسع جميع أبنائه وشرائحه. وإنها لعقبة واقتحام حتى تحقيق المطالب وعاش الأجير حراً كريماً