تتواصل اليوم فعاليات الدورة 15 من مهرجان السينما الإفريقية الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 30 يونيو إلى السابع من الشهر الجاري، على وداعة همس السينما الأفريقية وأريج السفانا. ويعرف اليوم تواصل الورشات التي أعدها المهرجان وهي ورشات السيناريو والمونطاج الرقمي والتصوير، التي يشرف عليها العديد من الخبراء والمختصين في المجال وبخاصة في فندق فرح، والمركز الاجتماعي والثقافي بحي الزيتونة والقدس، هذا دون نسيان حلقات نقاش الأفلام المعروضة ضمن المسابقة الرسمية. ويعرض اليوم ضمن المسابقة الرسمية أفلام" الأندلس مون أمور" لمخرجه محمد نظيف، و" قلادة ماكوكو" للمخرج الغابوني جوزيف كومبا، ثم الندوة الليلة"السينما وحقوق الإنسان" في افريقيا التي سينشطها العديد من المهتمين، بمشاركة ضيوف المهرجان من سينمائيين ونقاد وإعلاميين، فضلا عن فيلم "الطريق الى كابول" لابراهيم الشكيري، ضمن افلام البانوراما. ويحكي فيلم ظريف قصة"علي وحميدة ومبارك ومسعود العاطلين عن العمل، يحلمون بمغادرة البلاد بحثا عن تحسين وضعهم الاجتماعي، لكن الطريق تقودهم الى المفاجآت.. وكانت فعاليات الدورة قد شهدت مساء الأحد الماضي، تنظيم لقاء تكريمي خاص، بمبادرة من جمعية أصدقاء مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، في ليلة الوفاء للابداع والفن، الذي بصم تجربه العديد من الوجوه السينمائية الوطنية، وقد هم هذا التكريم كلا من نورالدين الصايل رئيس مؤسسة المهرجان ومدير المركز السينمائي المغربي، فضلا عن الناقد والمسرحي والممثل، إدريس الطلبي، الذي تألق في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، ثم أحمد النحلة، وعبد الحق البوزيدي أحد مؤسسي المهرجان المؤطر السينمائي ، ومليكة حموشة المشهود لها بتجربتها السينمائية والفنية الفذة. وشهدت الدورة بالمناسبة أولى الندوات، الدولية التي همت"آفاق السينما في افريقيا"، وهي الندوة البكر، التي أفاضت كؤوس النقاد والمتتبعين، ومختلف عشاق السينما، لما للموضوع من شساعة وإبحار، في تاريخ السينما الأفريقية وآفاقها، ورهاناتها على مستويات الاخراج والانتاج والتوزيع، فضلا عن الكثير من المعيقات التي تحول دون تحقيق الرهانات الكبرى للسينما في القارة الإفريقية. وترأس الندوة، التي شارك فيها المنتج السينمائي التونسي نجيب عياد، والمنتج الكونغولي بالوفي باكوبا كانيدا نور الدين الصايل، الذي رغم بحة صوته، ونزلة البرد التي ألمت به، الا انه استطاع بحنكة الفلاسفة والمفكرين، والمبحرين في عالم السينما بفرانكفونية راقية ان يجعل من الندوة المفتاح، للنقاش وطرح السؤال، والانفتاح على عالم السينما الإفريقية التي تعد بالشيء الكثير مقارنة بالسينما الدولية والعربية وبخاصة منها المصرية. وأجمعت مختلف التدخلات على ضرورة النهوض بالقطاع السينمائي في القارة السمراء، وتمكين المهنيين من وسائل العمل والدعم الحقيقي لتحقيق أحلامهم الفنية، مشددين على أهمية الاستثمار في القطاع بهدف تنمية القطاع الثقافي بشكل عام، وجعل السينما احد بواد النماء والازدهار، مقارنة مع مختلف التجارب الدولية، وبخاصة في هوليود وبوليود. وكانت فعاليات الدورة، التي تختتم السبت المقبل، قد انطلقت السبت الأخير، بتكريم وجهين سينمائيين إفريقيين متميزين المخرج والمنتج السينمائي الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، والمنتج والسيناريست الافواري زوجيي كنوان مبالا. ويشارك في هذا المهرجان الذي يقام بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وبدعم من المركز السينمائي المغربي ومجلس جهة الشاوية ورديغة والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي الجماعي لمدينة خريبكة والمركز التجاري مرجان، والسلطات المحلية 12 فيلما تمثل 16 دولة، ذات عمق إفريقي وبعد إنساني وتاريخي للتنافس على جوائز المهرجان. ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهذه الافلام٬ ومدتها الزمنية تتراوح ما بين ساعة 22 دقيقة وساعتين و10 دقائق٬ الناقد السينمائي المغربي محمد الدهان المشهود له بتجربته الفنية والسينمائية، وتضم في عضويتها اسماء كبيرة على الصعيدين الوطني والدولي، وهي اوزانج سلوكي من فرنسا، ونوفيسة السباعي من المغرب، وليلى واز من تونس، فضلا عن سيديكي باكابا من ساحل العاج، وسوما ارديوما من بوركيفاصو، وجيرار ايسومبا من الكاميرون.