اقتحم رفقة باقي أفراد العصابة ضيعة وعرضوا أصحابها للتعذيب وسطوا على مجوهرات وحلي تقدمت صاحبة ضيعة إلى مصلحة الشرطة بمفوضية برشيد وهي تحمل كسرا في يدها وجروحا في رأسها وانتفاخا في عينها، وأفادت عناصر الضابطة القضائية بأنها بينما كانت نائمة في غرفتها، اقتحم الغرفة، بطريقة مرعبة، أشخاص تجهلهم بعدما قاموا بنزع باب الشرفة وتكسير زجاجها، وبواسطة أسلحة بيضاء اعتدوا عليها وعلى زوجها، الذي نقل إلى مصحة خاصة بالدار البيضاء. واستولوا على مجموعة من الحلي والمجوهرات الخاصة بالضحية ومبلغ مالي قدره 100 ألف درهم. على إثر شكاية تقدمت بها صاحبة ضيعة تفيد باقتحام منزلها من طرف عصابة ولاعتداء عليها وعلى أفرادأسرتها، انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى مكان الحادث، حيث عاينت أماكن مختلفة من الضيعة، التي لم يترك الفاعلون مرفقا من مرافقها إلا واقتحموه بعد تكسير الأبواب أو النوافذ المؤدية إليه، كما تبين أن الفاعلين استهدفوا سرقة سلاح ناري. وبعد الأبحاث والتحريات التي قامت بها عناصر الضابطة القضائية تم الاهتداء إلى الفاعلين، ويتعلق الأمر ب(ا.ع) و(م.ما) و (م.مس)، في حين بقي المتهم (ي.ب) في حالة فرار إلى أن تم إلقاء القبض عليه. خوف وفرار البحث التمهيدي الذي باشرته الضابطة القضائية استهلته بالاستماع إلى الحراس الليليين للضيعة، الذين أجمعوا على أن المعتدين فاق عددهم خمسة أشخاص، وأنهم كانوا مدججين بأسلحة بيضاء وبندقية، وخوفا على أرواحهم فروا من عين المكان تاركين صاحبي الضيعة بغرفة نومهما واختفوا إلى أن انصرف الجناة، ليتبين لهم أن المهاجمين اعتدوا على صاحبي الضيعة اللذين كانا يحملان جروحا دامية. عند الاستماع إلى المتهم (ي.ب) أفاد بأنه كان في صيف 2010 يتعاطى بيع الخمور ومخدر الشيرا انطلاقا من محيط مسكنه، وهذا النشاط شاركه فيه ابن خالته (ا.ع) وكانا يقتسمان المداخيل، وبسبب هذا النشاط تعرفا على (ح.ب) و(ا.م) اللذين ينشطان في ميدان الاتجار في المخدرات بمدينة المحمدية، وأصبح المعنيان بالأمر يترددان عليهما ويزودانهما بالمخدرات، وبعدما توطدت العلاقة بينهم علم من قريبه (ا.ع) أن (ح.ب) وصديقه (م.م) يتعاطيان إضافة إلى الاتجار في المخدرات السرقة، وخلال نهاية سنة 2010 اقترح عليهما (ح.ب) مشاركتهما اقتراف سرقة من داخل شركة كان يعمل بها وهي خاصة بصنع الآجور بناحية مراكش، وتوجهوا إلى هناك على متن سيارة رونو18 واستولوا من داخل الشركة على خزانة حديدية حملوها على متن السيارة إلى الخلاء حيث كسروا قفلها واستحوذوا على مبلغ 80ألف درهم اقتسموه فيما بينهم، واعترف باقترافه السرقة من داخل ضيعة رفقة المتهمين، وقد أحضر (م.مس) بندقية صيد وتسلح هو و(ا.ع) بسكينين كبيرين وتوجهوا إلى الضيعة على متن سيارة (م.م) في ساعة متأخرة من الليل، ثم اقتحموا غرفة نوم الضحية وزوجته بعد تكسير قفل الباب الخشبي وتهشيم الزجاج، واعتدوا على الضحيتين بطريقة شرسة واستولوا على نقود وحلي، كما استولوا على بندقيتي صيد. إنكار خلال الاستنطاق التفصيلي أفاد المتهم (ي.ب) ع بأنه يتاجر في المخدرات كما يتاجر في الخمور بدون رخصة، واعترف بأنه شارك في تنفيذ السرقة التي استهدفت معمل الآجور بناحية مراكش، صحبة المتهمين (ا.ع) و(م.ما) و(م.مس) و(ح.ب) وكان رفاقه مسلحين بسيوف، منكرا علاقته بسرقة الضيعة الفلاحية، وعن معرفته بالمتهمين (ا.ع) و(م.ما) و(م.مس) أكد أنه يعرف الأول، فيما صرح بأنه شاهد المتهم الثاني مرة واحدة، أما بخصوص المتهم الثالث، فذكر أنه كان يأتي بالمخدرات ل(ا.ع) الذي يعتبر مساعدا له في ترويجها، منكرا أن يكون اقترف معهم أي سرقة، بما فيها سرقة معمل الآجور ناحية مراكش. اعتداء وسرقة عند الاستماع إلى الضحية، أوضحت أنهت كانت ليلة الحادث نائمة مع زوجها، فأحست بوقع أقدام فظنت أنه الحارس الليلي، ولما نادت عليه أجابها شخص بأنهم لصوص، وكسروا قفل الشرفة وزجاجها وضربها أحدهم بسيف على رأسها حتى سال دمها، وشاهدت أحدهم يحمل سيفا، وتحت وطأة الضرب والتعذيب استولوا على مبلغ 13 مليون سنتيم وعلى حلي ذهبية وأحجار كريمة بقيمة عشرة ملايين سنتيم، وقد أصيبت بكسر في يدها اليسرى مما جعلها تمنحهم مفاتيح الخزانة الحديدية وحاولوا فتحها لكنها استعصت عليهم، كما استولوا على سلاح ناري كان بجانب سرير زوجها المريض الذي لكمه أحدهم حتى دخل في غيبوبة لم يستفق منها إلا في صباح اليوم الموالي. سرقة بالسلاح... و25 سنة وراء القضبان تم تقديم المتهم من طرف الضابطة القضائية للمركز القضائي بسرية برشيد على أنظار على الوكيل العام للملك باستئنافية سطات، وبعد النظر في الملف تمت إحالة المتهم على قاضي التحقيق، الذي أحاله بدوره على غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بسطات، التي وبعد مناقشتها للقضية وظروفها وملابساتها أصدرت حكمها القاضي بإدانة المتهم (ي.ب) بخمسة وعشرين سنة سجنا نافذا، بعد إدانته بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح والاتجار في المخدرات والاتجار في الخمور.