«ربيع البناء العشوائي يزدهر بالسوالم..»، هكذا يحلو للبعض وصف “طفرة” الاعتداءات المتوالية على الأراضي الفلاحية التي تشهدها منطقة السوالم وسيدي رحال، مخلفة مبان عشوائية تنبت كالفطر في غفلة من أعين المراقبة والضبط أحيانا، وبتواطؤ وغض طرف في غالب الأحيان. لكن تطور الأحداث كشف عن منحى خطير عرفه ملف «السكنيات العشوائية» التي تنبت ببعض المناطق الواقعة بضواحي الدارالبيضاء، خاصة بالشريط الساحلي الممتد بين نفوذ جماعة السوالم وبلدية سيدي رحال الشاطئ. آخر الأحداث تشير إلى محاولة إضرام النار في قائد جماعة «السوالم الطريفية» التابعة لعمالة اقليمبرشيد، وعون سلطة برتبة “شيخ” بالمنطقة. فبعد تكاثر البنايات العشوائية التي يعمد مشيدوها إلى بنائها تحت جنح الظلام، مستغلين أيام عطل نهاية الأسبوع والاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وكذا بعض المناسبات الدينية والوطنية، عمد بعض المجزئين العشوائيين إلى تشييد مبان عشوائية تتخذ تصاميم على شكل فيلات راقية أحيانا، لكنها شيدت بدون تصاميم، ولم يكلف أصحابها أنفسهم عناء استخلاص رخص للبناء، لأن البقع التي تشيد عليها غير مرخص بالبناء فيها لأسباب متعددة. وكان أحد المستثمرين بالمنطقة شيد مبنيين بتصاميم فيلات، بالمنطقة التي تقع بين جماعة السوالم الطريفية، وبلدية سيدي رحال، ولم تفلح الإجراءات الإدارية التي باشرتها مصالح البلدية في توقيف عملية البناء، رغم المحاضر المنجزة والمراسلات المتعددة، حيث لجأ مشيد هذه الفيلات العشوائية إلى شق الطريق وتعبيدها خلال الأيام الأخيرة لربط مبانيه العشوائية بالطريق الرئيسية. وسيرا على نفس المنوال لجأ عشرات من الأشخاص إلى تشييد مساكن عشوائية، خاصة بدوار “البراهمة بنعبيد” و”البراهمة لغفارة”، بعد أن وفر لهم مصنع الآجور الواقع على الطريق الساحلية ما تحتاجه عملية البناء العشوائي. وصباح، أول أمس، الأحد أقدم أفراد أسرة ب «دوار البراهمة» الواقع على الشريط الساحلي بمحاذاة طريق آزمور، بجماعة السوالم الطريفية، على محاولة إضرام النار في قائد المنطقة وعون سلطة. وحول أسباب هذا الحادث ذكرت مصادر من المنطقة أن ممثل السلطة المحلية كان يحاول هدم مبان عشوائية شيدت على مساحة تقارب 400 متر مربع، بنيت خلال نهاية الأسبوع، غير أن أفراد الأسرة المعنيين بعملية البناء، رفضوا الامتثال، وهددوا القائد بإضرام النار في أجسادهم، وإضرام النيران فيه، بعد أن صبوا محتوى قنينة من سعة لتر ونصف من البنزين على أجسادهم، كما رشوا بها القائد و”الشيخ”. وعند محاولة قدح الولاعة لاشعال النيران، تمكن القائد من الفرار رفقة عون السلطة، مفضلا الإفلات بجسده. وفي اتصال لجريدة «الأحداث المغربية»، بالقائد أكد واقعة محاولة إضرام النيران، موضحا أن زيارته للبناء العشوائي بدوار البراهمة، كانت بغرض «إجراء معاينة وإنجاز محضر بخصوص المباني العشوائية المذكورة»، إلا أن «مشيديها قاموا بالهجوم على ممثلي السلطة، محاولين إضرام النار في أجسادهم بعد أن أشبعوه سبا وشتما». وذكر القائد أن شكاية بالواقعة تقدم بها إلى الوكيل العام باستئنافية سطات، من أجل متابعة أصحاب المباني العشوائية ب «التهديد بالقتل، عبر محاولة إضرام النار». يذكر أن بعض الفيلات المشيدة عشوائيا بالمنطقة تدفع بعض الراغبين في السكن إلى السير على نفس المنوال، مستغلين حالة الفراغ وانعدام الصرامة في محاربة “فيروس” البناء العشوائي الذي يشوه الشريط الساحلي.