من رأى منكم منكرا بالمملكة العربية السعودية فليغيره من المغرب. وكثيرا بمجرد قراءة العنوان سيتبادر الى ذهنه أننا سنتدخل في شؤون الغير ،ممنوع أخلاقيا وقانونيا، اللهم اغا كان نقدا بناء ،او من موقع الدفاع عن الثوابث الوطنية او الدفاع عن العرض، ومن هنا شخصيا كما حصل لي أن صفعت مهاجرا من دولة عربية، لتجرئه على التطاول على صاحب الجلالة،وقلت له يمكنني أن أنتقد بلدي او أشتمه أو أسبه، كردة فعل عن تردي بعض الأوضاع، لكن لن أسمح لك قيد أنملة ، بالتكلم في عرض وطننا وملكنا،والجالية المغربية المقيمة بالسعودية أقول هنا أنها مجبرة على تحمل ويلات الرق والحرمان من الأهل وحنين الوطن الذي نعتبره جنة الأرض لما ذقناه من إجحاف ووحشة الطبيعة التي أحيانا تنفس عن الإنسان الكرب بانزوائه في إحدى أركانها بعيدا عن كل مؤثرات الحياة اليومية. ربما أقبح غربة في نظري وجدتها هنا لعدة اعتبارات أولاها نظام التشغيل ،التوقيت ظروف العمل،التضييق، التهديد ...تجمعت كلها لتحيي لنا صورة الرق الذي مورس منذ أزمنة وتم توريثه أبا عن جد تحت نظام الكفالة أي تقييد حرياتك الشخصية والعامة،لنصطدم بما هو أسوأ في سفارتنا العزيزة التي واجب عليها تقديم المساعدة في أحسن الظروف، وبأسرع وثيرة لأن الوقت هنا لا يرحم، والكفيل لا يرحم ولا تتبادر الى أذهانكم أنها أرض أعظم رسالة وأشرف مخلوق ستحظى برحمة هؤلاء،وكما قلت سفارة المغرب هنا التي بدورها لم تسلم من الفساد حيث يمارس عليك ابتزاز، بغية الاستجابة لنزوات بعض عديمي الضمير الذين لازالت آفة الرشوة تسري في دمائهم لتسريع وثيرة الإجراءات القانونية خاصة منها تجديد الوثائق الشخصية كالجواز والبطاقة الوطنية التي لابد منها ،وتأتي في زمن قصير مع العلم أن الجواز يكون محجوزا لدى الكفيل ، هذه المعطيات لا زالت تقض مضجع المهاجر هنا أو من له وسيط وقريب يتوسط له لينجز في سرعة ، واما الذي تتقاذفه الأمواج ليس له سبيل غير تقديم مبلغ لتسريع وثيرة الإنجاز. فنوجه شكايتنا الى وزير الخارجية للنظر في السفارات المغربية ربما لأن معظمها تعاني نفس الآفة كما في إسبانيا وإيطاليا وما حصل سابقا ، لهذا رسالتنا تكون قد وصلت إلى المعني بالأمر الذي لم يصرح بعد كزملائه بمحاربة الفساد واضعا من أولوياته القضايا الوطنية هذا جيد جدا ،ولكن لاتنس الفساد ،ضعه في الرف أمامك الى أن يأتي دوره.