سألني أحد الأصدقاء ونحن بصدد قراءة بعض الأخبار المنشورة على موقع أزيلال أون لاين حول استقبال مواطني اقليم أزيلال للعامل الجديد ان كانت لي معرفة أو قصة او موقف مع أحد عمال اقليم ازيلال السابقين...وأنا كأي مواطن من المواطنين المحسوبين اداريا على هذا الاقليم المهمش لا تربطني بمصالح السلطة من قيادة او باشوية أو عمالة سوى انجاز بعض الوثائق الادارية الضرورية جدا التى تهم الحياة الشخصية.. لكن قبل أعوام حدثت لي واقعة بسيطة فى شكلها عميقة فى مضمونها لأنها كشفت لي عن الهشاشة التى يتميز بها بعض الموظفين الذين يستأسدون على البسطاء من الناس عندمايواجهون بسلطة العامل ... **مضى حوالي شهر على ايداعي لملف الحصول على جواز السفر لذى مصلحةالجوازات بمقر عمالة أزيلال وقررت ان اعود لاستلام جواز سفري. وهكذا وجدتني امتطي سيارة أجرة فى أحدى الصباحات الربيعية نحو مدينة أزيلال. ومنها الى مبنى العمالة حيث وجدت باب مكتب الجوازات مفتوحا وفارغا من الزوار. اتجهت صوب المكاتب واذا بى أواجه بنظرة شزراء وتكشيرة انياب من طرف موظف شاب ورئيس القسم الكهل. سألنى الموظف: اشنو؟-بغيت الباسبور ديالي هاذي شهر وانا دافع الوراق وهذا التوصيل رد علي رئيس القسم: الباسبور ديالك باقي ماواجدش رجع السيمانة الجاية تلقيت الجواب مثل صفعة على خذي ثم خرجت الى باحة العمالة افكر فى الطريقةالتى ستجبر هاذين الموظفين بقسم الجوازات على تسليمي جواز سفري **وقفت أمام مكتب الجوازات لأزيد من ساعة ونصف أراقب عشرات المواطنين القادمين من مناطق أزيلالية أخرى وهم يستلمون جوازات سفرهم مبتسمين فرحين دون أن أفهم السر... لذلك حكيت لاحدهم عن مشكلتي فسخر مني قائلا: اعطي 50 درهم بحالك بحال عباد الله وشد باسبورك حسن ما تخسر فلوسك فالترانسبور عندذاك اسثنتجت مثل غبي انطلت عليه الحيلة بان تكشيرة الأنياب التى واجهني بها الموظف والجواب الملغوم الذي قدمه لى رئيس القسم لم يكونا سوى تنبيها لي كي افهم راسي...شعرت بالاهانة فقررت تقديم شكوى الى رئيس قسم الشئون العامة بالعمالة...استاذنت بالدخول فاخبرني البواب - وهو فرد من القوات المساعدة - بادب جم بأن رئيس قسم الشئون العامة فى اجتماع مع مدير الديوان...عرجت على مكتب مدير الديوان بيد ان الشاوش نهرني متمتما: مدير الديوان عندواجتماع... **وبينما أنا فى حيرة من أمري أسب و ألعن سنسفيل الموظفين المرتشين اذا بي ارمق عامل الاقليم حينذاك السيد محمد النحاس بقامته الفارعة وبكوستيمه الانيق ووجهه الحليق يصعد أدراج مبنى العمالة ببطء وهدوء وقلت فى نفسي هذا هو المسئول الاول فى العمالة والاقليم لم لا تشتكي له؟ نزلت درجات السلم حتي نقطة الالتقاء بالسيد العامل سلمت عليه وقلت له بالحرف الواحد: السيد العامل الله يرحم والديك انا دفعت اوراق الباسبور هاذي شهر و الموظفين مابغاوش ايعطيوني الباسبور ديالي ** قلت له هذا الكلام وبقيت واقفا مكاني بينما هو اكمل صعود درجات السلم لانني لااريد أن أسير مع العامل خطوة خطوة واذا به يلتفت الي قائلا :ايوة تبعني وفى نفس اللحظة وباشارة من الشاوش تفيد بقدوم السيد العامل خرج مديرالديوان ورئيس قسم الشئون العامة يقبلون ايادي العمل في ارتباك وارتعاش وذللم اري مثله من قبل فصرخ العامل بلهجة صارمة فى وجه رئيس قسم الشئون العامة: شوف هاذ السيد عطيوه الباسبور ديالو راه جاي من بعيد اشن هاذ التفليات....ذهب العامل محمد النحاس الى مكتبه اما انا فقد دخلت من وراء الكواليس وسلكت ممرا مفروشا بالسجاد الاحمر رفقة رئيس قسم الشئون العامة الذي من فرط ارتباكه انتزع من يدي ملفا اداريا يخص مصلحة الضرائب وشرع يقلب في اوراقه ثم يسألني هل جواز سفرك فيه مشكل قلت له هذا ملف لا يخص جواز سفريان جواز سفري جاهز عند الموظفين المرتشين في الاسفل. اخذ سماعة الهاتف ثم اتصل بموظفيه وأسمعهم كلاما قاسيا وتوعدهم بالعقاب ثم نادي على بوابه وأمره ان يرافقني ويسلمني جواز سفري **دخل مرسول رئيس قسم الشئون العامة بالعمالة الى مصلحة الجوازات ناولني ورقة وقعت عليها ثم سلمني جواز السفر بينما الموظف الكهل يرمقني بابتسامة صفراء ووجه ممسوخ مثل قردأما الموظف صاحب التكشيرة الخبيثة فقد شرح ينفث سم ذخان سيجارته مثل عاهرة فى ورطة. **بعد عامين تقريبا تم عزل العامل محمد النحاس عن منصبه وجيئ بالسيد العلوي الراشيدي عاملا جديدا بعد ترقيته من منصب رئيس احدى دوائر مدينة فاس وكنت ذات صباح فى زيارة لعيادة طبية بمراكش و اذا بي اصادفالسيد محمد النحاس ليس بصفته عاملا على اقليم ازيلال ولكن كمواطن عادي مثلي نازلا على درج العمارة التي تعج بالعيادات الطبية ووكالات الاسفار وقررت من باب الانسانية الممزوجة بالسخرية ان اسلم عليه وأذكره بالفلاش الذي دار بيني وبين موظفى الرشوة بمصلحة الجوازات بعمالة ازيلال فرد علي التحية باحسن منها قائلا لي : ياك الامور مزيانة... ** من هنا اقول لا يجب الصمت عن أي تجاوز مهما كان صغيرا ولا يجب الرضوخ لابتزاز الموظفين الأقزام وكل من سولت له نفسه احتقارك او التلاعب بحقوقك افضحه للرأي العام اما العامل فليس سوى مجرد رجل ادارة يجب ان يضعه المجتمع المدني على المحك وان يقوم حملة الاقلام بعرض جميع ما يحصل بالاقليم على وسائل الاعلام كي يتحمل كل مسئوليته.. لان النهوض بالاقليم مسئولية ملقاة على كاهل ابناءه أولا و أخيرا...