خريبكة / أشرف لكنيزي على الرغم مما حققه المغرب من تقدم على جميع المستويات السياسية، الإقتصادية، الثقافية، الإجتماعية...، في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و الذي أنهى زمن الاستبداد و الطغيان السياسي، ووضع فصيلة مع سنوات الرصاص المظلمة عبر هيئة الإنصاف و المصالحة، إلى أنه و للأسف الشديد لازالت بعض المناطق التابعة لمملكتنا المغربية، ترضخ لرؤساء يمثلون نموذج حي و متطور لزمن الاستبداد السياسي، فبعد أزيد من أربع سنوات لم أزر فيها مدينة بوجنيبة، المدينة المنجمية التي تنتمي لإقليمخريبكة، وتبعد فقط بمسافة لا تتجاوز العشرين كيلومتر عن عاصمة الفوسفاط خريبكة، لازالت على حال سبيلها و لم يتغير فيها شيء يذكر، كما تركت مدخل المدينة و مرافقها و شوارعها، وجدتها حالت لما هو أسوء في ظل الإستبداد الذي يمارسه رئيسها الحالي ( ع، خ )، حتى أفواه الشباب البوجنيبي تم تكميمها، بتعاون مع رجال السلطة الذين يطيعون أوامر السيد الرئيس، ويزجون بالشباب المستضعف خلف القضبان بتهم ملفقة، فبعد دستور 2011 قرر مجموعة من الشباب البوجنيبي الخروج للشارع من أجل إيصال صوتهم للجهات المسؤولة عن الشأن المحلي بالمدينة، ليقابلوا بالقمع و التعنيف، و تطالهم موجة من الاعتقالات التعسفية، فالسيد رئيس المجلس البلدي لمدينة بوجنيبة و الكاتب الإقليمي لحزب التقدم و الإشتراكية، أقفل كتاب مشاكل المدينة و همومها، و فتح كتاب المراجعة من أجل نيل شهادة الباكالوريا التي يفتقدها و يسعى جاهدا من أجل نيلها، وركز في تطوير مشاريعه الخاصة، و التي كان أخرها تدشين مدرسة للتعليم الخاص بمدينة خريبكة و بعيدا عن المدينة التي يسيرها ، خوفا من أن تطالها في يوم من الأيام أيادي الغاضبين و المحتجين على شطط سلطته، حيث سخر للافتتاح مجموعة من السيارات الخاصة بالموظفين و رؤساء المصالح ، فالمدينة أصبحت تسير منذ سنوات من طرف السيد رئيس و بعض المقربين منه حتى أعضاء المجلس الشرفاء أقدموا في خطوة سابقة على تقديم استقالتهم، و الانسحاب من المجلس بعد رفضهم لجميع الحسابات الإدارية و تقرير الميزانية المقدم من طرف الرئيس، و تم تحويل عدة مشاريع تخص تهيئة المدينة لمشاريع سكنية مربحة، تلتها مجموعة من الصفقات المشبوهة، و يحتمي رئيس بلدية بوجنيبة بمجموعة من البلطجية، يرافقونه أينما حل و ارتحل، و لا يفارقونه خوفا من أن تطاله أيادي مواطنات و مواطنين إنكواو من لهيب نيرانه الحارقة . الرئيس يوزع علب شاي منتهية الصلاحية على المستضعفين و الفقراء ... في إطار إحدى الحملات الانتخابية السابقة لأوانها،لحزب الكتاب بمدينة بوجنيبة، أقدم السيد رئيس المجلس البلدي والكاتب الإقليمي للحزب، برفقة أمير إماراتي استضافه الرئيس في فيلاته الفخمة، من أجل توزيع مساعدات و إعانات غذائية على مجموعة من الفقراء و المحتاجين، الحملة التي تبنتها جمعيتي السلام للتنمية والأعمال الإجتماعية و جمعية أجي نتعاونو لذوي الاحتياجات الخاصة، تضمنت قفتها الانتخابية شاي منتهي الصلاحية، وفور انتشار الخبر علق السيد الرئيس و المشرف على عملية التوزيع أن جهات خارجية و أيادي خفية تسعى جاهدا لنيل منه و تصفية حساباتها الشخصيىة عبر تشويه صمعة الرئيس، و أمام توالي نكسات الرئيس المزعوم كان لازما عليه أن يحفظ ماء وجهه، أمام ساكنة مدينة بوجنيبة و إقليمخريبكة فقام بتدشين صفحة رسمية له على الموقع الأزرق، تسعى لتلطيف الأجواء بنشر بعض أعماله الرسمية و تهانيه لصاحب الجلالة و منجزاته المستقبلية التي بقيت حبيسة الأحلام و الوعود الكاذبة، ليكرس أسلوب الطغاة الواحد و الذي يرتكز بالأساس على اعتقاد كل واحد منهم ان كل ما يفعله وما يصدره من قرارات وأوامر يمثل الحق وما يخالفه يمثل الباطل، و تكمن أوجه التشابه الكبير بين الطغاة في الصفات والأساليب والتصرفات ونوع الحاشية وفي الوسائل والغايات. فكل الطغاة كانوا مستبدين متفردين بالسلطة لا يقبلون الرأي الآخر. فيهم كثير من التكبر والغطرسة والاستهانة بكرامة الناس وحياتهم . صرخة سكان مدينة بوجنيبة هل تجد أذان صاغية ؟ " لقد وصل الظلم والجور إلى حد لم يطقه سكان مدينة بوجنيبة الشرفاء و المستضعفين، فهب إلى الشارع مجموعة من الشباب المناضلين مطالبين بإرادة الحياة ومع ذلك استخدم نظام البعث هناك كل ما في جعبته من وسائل التعذيب و الترهيب والتنكيل لترويض الساكنة التي أعلنت عن مطالبها المشروعة منذ سنوات دون هوادة أو مهادنة، متمسكين بإرادتهم القوية في الحياة "