تميز عبيدات الرما في الإيقاع واللباس والرقص وضرب المقص اجرى الحوار عين بريس/خريبكة تعتبر مجموعة عبيدات الرما (الحركة) من مدينة بوجنيبة ضواحي خريبكة، من بين المجموعات التراثية، التي بصمت تجربتها بالتميز، وذلك من خلال العديد من المشاركات داخل وخارج المغرب، وهو ما جعلها محط تقدير من قبل المتتبعين والمهتمين والجمهور. المجموعة التي يرأسها الفنان نور الدين موحوش، المولع بالصيد وركوب الخيل، في المواسم، تحافظ على مشاركتها في المهرجان الوطني لعبيدات الرما، الذي تستضيفه مدينة خريبكة كل عام، هذا المهرجان الذي يعتبره موحوش، محطة فنية مهمة، بين الشيوخ والرواد والشباب، من اجل التلاقي، والفرح، والاحتفال، بفن تراثي قديم، تكرمه الفرق الوطنية المشاركة غناء ولباسا وإيقاعا. المجموعة التي ولدت في مدينة تعد الأعرق في الإقليم، تأسست جمعيتها عام 2001، وهي ما تزال تشق طريقها بثبات ونجاح، وما تزال أيضا تشتغل على مشروعها الكبير من اجل النبش في الذاكرة التراثية لفن عبيدات الرما، الذي يجب أن يكون فنا تراثيا، لا يمكن لأي دخيل أن يفسده مهما كان. بالمناسبة يلوم رئيس المجموعة القناة الثانية، كونها لا تفتح ذراعيها للفرقة لا مرة واحدة، وبالتالي ضرورة فسح المجال لها ولكل الفرق، حتى تتواصل مع الجمهور، وتقدم جديدها خلال سهرات ومناسبات عدة للقنانة، وكل القنوات الوطنية الأخرى... نو رالدين موحوش فسح لنا المجال في هذا اللقاء... س كيف تقدم جمعية عبيدات الرما (الحركة) من مدينة بوجنيبة للجمهور؟ ج المجموعة في الحقيقة لا تحتاج إلى تقديم، لان الجمهور يعرفها جيدا، وذلك من خلال الكثير من المشاركات والإطلالات الفنية المتميزة بالعديد من المهرجانات والتظاهرات، داخل وخارج المغرب، فضلا عن حضورها وان كان قليلا في الشاشة المغربية، وبخاصة القناة الثانية، ونحن بالمناسبة نتساءل لماذا وما السبب؟؟. عموما ان الفرقة من بين الفرق المحافظة على تراث عبيدات الرما كتراث أصيل وعريق، والحاضرة باستمرار في الساحة الفنية منذ مدة طويلة، لما يميزها ويبررها من الحضور الدائم، والطلائعي، تأسست جمعيتها عام 2001، وهي ما تزال تشق طريقها بثبات ونجاح، وما تزال أيضا تشتغل على مشروعها الكبير من اجل النبش في الذاكرة التراثية لفن عبيدات الرما، الذي يجب أن يكون فنا تراثيا، لا يمكن لأي دخيل أن يفسده مهما كان. س قلت بان اطلالتكم على الجمهور في الشاشة المغربية قليلة، ترى ما السبب؟ ج هذا السؤال الذي يحير الفرقة، ترى ما الذي يجع بعض الفرق أو لنقل فرقة وحيدة، هي التي تظهر دون غيرها، هل التلفزيون المغربي والوطني حكر على فرقة معينة، ام ان في القضية (إن) كما يقولون، ومن هذا المنبر، نناشد المسؤولين على مختلف القنوات المغربية، أن تفتح كاميراتها على مجموعتنا، توجه عدساتها الينا، والى تجارب أخرى، وكل كل المجموعات، لان القناة عمومية، ومن حق اي فنان أن توفر له الفرصة للقاء الجمهور، من غير إقصاء وتهميش وتفضيل زيد عن عمر، ومن غير محاباة، أو مجاملة، أو ما شابه ذلك. س ما قيمة مشاركاتهم في مهرجانات عدة كما قلت؟. ج اعتقد ان اي فرقة لا يمكن قياس نجاحها، بعدد المشاركات، بل ما تقدمه للجمهور والمتلقي، من فن رفيع، وادء جيد، ونحن في هذا الصدد قدمنا فيضا من الإبداعات الخالصة التي ترسخ لقيم الفن التراثي عبيدات الرما، الذي نعمل من خلال اغانينا والكليبات التي صورناها ان يبقى فنا تراثيا شعبيا بدويا قحا، من غير ان ندخل عليه اي آلة، حتى لا يصيبه التشوه. كما ارى ان كل من يحاول تغيير نمط الأداء والغناء في هذا المجال، فهو يساهم في إفساد الذوق الفني والجمالي، لهذا الفن وهو يتحمل مسؤوليته امام التاريخ في اضمحلال تلك اللمسة الفنية الجميلة البدوية والشعبية التي تميز فن عبيدات الرما، ايقاعا ولباس ورقصا وضرب مقص. اذن قيمة مشاركتنا، كما قلت بقيمة ما نقدم، ونحن شاركنا بالمناسبة في مهرجانات عدة بمدينة اصيلا ومراكش والصويرة في مهرجان كناوة، و في مختلف دورات المهرجان الوطني لعبيدات الرما بخريبكة منذ انطلاقه، كما نلنا بالمناسبة الكثير من الشواهد التقديرية المهمة جزاء لعملنا الجميل والمتميز. هذا المهرجان الوطني الذي يشكل حلقة وصل للقاء مختلف الفنانين وتبادل الخبرات والتجارب والتداول في امور هذا الفن من اجل الحفاظ عليه نقيا طاهرا أصيلا. س من خلال مشاركتكم في الدورة ال 15 من المهرجان الوطني لعبيدات الرما، في نظركم كيف كانت الدورة ما الذي ميزها؟ ج لا أخفيك سرا ان قلت ان الدورة شكلت طفرة نوعية من ناحية التنظيم، واستمرار المهرجان في حلة وتصور جديد، كما أؤكد ان المندوب الإقليمي للثقافة الأستاذ محمد سريع، لعب دورا كبيرا في إنجاح هذه الدورة، من جميع النواحي، سواء من حيث التنظيم أو من حيث اختيار الفرق المحلية بالخصوص، حيث أشرفت لجنة متخصصة ومحايدة على اختيار الفرق بكل موضوعية، وهذا الأمر، قطع الطريق على بعض السلوكات السابقة لبعض الفرق، وخلق نوعا من الارتياح لدى كل المشاركين، ونحن بالمناسبة نوجه له كل الشكر والتقدير، على ما قدمه، ويقدمه للمهرجان، كتحفة تراثية وطنية رائعة. ان الدورة ال 15، كما قلت كانت نقطة مضيئة في تاريخ المهرجان الوطني، وذلك من خلال فقرات الدورة، والأنشطة الموازية، وبخاصة الندوة الفكرية، بالكلية المتعددة التخصصات، وكذا انفتاح المهرجان على المؤسسة السجنية، هذا الى جانب سهرات المهرجان، التي خلقت نوعا من التواصل الفني، وفيضا من الفرجة الراقية التي تابعها الجمهور في جو ربيع ممتاز. س هل ترى معي ان الجمهور وبخاصة الشباب، غير معنيين بهذا الفن، في مقابل فنون موسيقية أخرى أكثر حداثة ومعاصرة؟ ج من قال ذلك؟... من يقول ذلك لا يفهم جيدا ان الذاكرة الوطنية الحضارية والثقافية، تستند على تكريس روح الهوية، والوطنية والاهتمام بكل تراث لامادي، وفن عبيدات الرما، حظي بهذا التقدير، من قبل الكبار والصغار والشباب، هاته الفئة التي يروقها جدا هذا الفن، والدليل على ذلك أن مجمل الفرق تتشكل من شباب عاشق لفن عبيدات الرما، يطور نفسه بنفسه من اجل الحفاظ على هذا التراث الوطني المتميز، في غياب شبه تام من قبل بعض المؤسسات التي يجب عليها ان تهتم بهذا الموضوع وتوفر الإمكانات والدعم اللازمين، حتى يبقى فن عبيدات الرما فنا تراثيا أصيلا وزينة الموسيقى المغربية العريقة والتراثية. س ما ابرز انتاجاتكم وأغانيكم في هذا المجال؟ ج كثيرة ومتعددة، والتي لاقت استحسان الجمهور بالعديد من المناسبات، منها أغاني حول مدونة الأسرة وحوادث السير، فضلا عن أغنية مهمة ورائعة حول قضية وحدتنا الترابية والصحراء المغربية الحبيبة، هذا إلى جانب كليبات متنوعة من أبرزها(المعيفنة) و(الغابة) و(السليمانة) و(زواج اليوم) و(مدونة الأسرة) وغيرها، وهي أعمال فنية لقيت اهتماما كبيرا من قبل المتلقي، وهذا الأمر يشجع المجموعة ويجعلها تسير بخطى ثابتة، من اجل الحفاظ على هذا الفن في مدينة فوسفاطية، تهم هي الأخرى بكل قيم الموروث الثقافي والشعبي، وتلقى الدعم من قبل رئيس المجلس الذي لا يذخر جهدا في دعم كل مبادرة فنية تخدم مصلحة المدينة وتزيد من إشعاعها ثقافيا وتراثيا وتنمويا. كلمة أخيرة اعتقد أن الفرقة التي تضم فنانين محترفين وهم عبد المجيد مبستم وعبد العالي تربوح ومحمد كرامي، ومراد سجال، فضلا عن عبد اللطيف النخيلي، ومروان بلاغ وعزيز الحمداوي، قدمت في كثير من المناسبات النموذج الحقيقي لفن عبيدات الرما، لباسا وإيقاعا وكلمات، وغناء تقليديا وبدويا مائة بالمائة، مثل(الشجعان) و(جعيدان) وغيرهما، وهي بصمة المجموعة وطابعها الخاص بها، وهو ما يجعلها من الفرق المتميزة، التي تحضى باحترام وتقدير المتتبعين. كما ان المجموعة مقبلة على عدد من المشاركات، والمبادرات الفنية نتركها مفاجأة للجمهور في المستقبل. بالمناسبة لابد من ايلاء العناية القصوى لهذا الفن والتراث اللامادي حفاظا عليه من الضياع. كما أضيف ان فن عبيدات الرما ارتبط دائما بفن الفروسية التقليدية والصيد، وأنا بالمناسبة من هواة الصيد والتبوريدة، حيث فيهما أجد ضالتي، وإحساسي بالحرية والحياة، وفيهما أيضا استشعر معنى أن تكون فنانا ومبدعا راميا، وان تكون فارسا تركب صهوة الحلم باتجاه تحقيق المتعة والفرجة والانتشاء، وان تكون صياد حجل وطرائد، ومع تلك التجليات والحالات الوجدانية والتماهي الذاتي والروحي، تدرك كم هو جميل فن عبيدات الرما، الذي ينسجم من روعة الطبيعة وسحرها الباذخ والبسيط المفعم، باريج أصالة وذكريات ونقرات وفوح عمامات، لشيوخ ما زلنا نقتدي بهداهم، وتجاربهم.