!! بقلم ياسمين الحاج ... وتسقط متاريس المجتمع وقوانينه الرادعة لتعطي للإنسان فرصة الانفلات بروحه الى حيث تريد، رجال ونساء، شباب وشابات بعضهم جنب بعض في تفعيل أني لمعنى المساواة والمناصفة، كلهم في حضرة الضريح، أجساد ملقاة بكل انسياب الممكن في لحظات نشوة صوفية، تأوهات وأهات، وأصوات غريبة، أحاديث هامشية وجانبية في هذا الركن وذاك من الضريح، أطفال يتم تنشئتهم في أحضان هندسة لها طابع روحاني، ليُعتبرون استمرارية لنهج الطريقة الشاذلية الجزولية انه سيدي بوعبيد محمد القاسم الشرقي الجابري الذي قدم إلى أرض قفر موحشة، وأسس بها زاويته الشرقاوية اشتهرت باسم "زاوية أبي الجعد" تعد اليوم مركز إشعاع ثقافي وديني وعلمي لما لعبته من دور هام في نشر مختلف العلوم و تخرج منها فطاحل العلماء منهم ابو علي الرحالي و سيدي العربي بن السائح دفين الرباط، و الشيخ سيدي صالح دفين أبي الجعد والشيخ سيدي المعطي صاحب الدخيرة، ولحسن بن محمد الهداجي المعدني و محمد بن عبد الكريم العبدوني و اللذان يعتبران مفخرة الزاوية باعتبارهما من خيرة ما أنجبت حلقات الدراسة بها،موسم الوالي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي يفتح أبوابه في مهرجان جديد، فرصة لكل من يعشق عمق التاريخ ان يمشي في فيافيه والعطر مؤنسه *الجاوي وصلبان *في هذه الرحلة الروحانية الطويلة، وواقع معاش في حضرة الجن يسرد حكاوي وروايات وامراض عصبية وهستيرية ...تجد لها وأيادي مرتعشة وعيون متعبة تتفحص ذاك المدفون تحت القبة،وتفوءات المفزعة في المكان لا تجد ترجمة قواميسها، الكل يتأمل وينتظر ردا على الحاضر، تنفيسا عن كرب اليوم، ضريح بروح فانية لا ترى هذا القدر من الأتباع، يقبلونه بشغف العشاق واجهته الملونة وغطاؤه الرفيع ، فللأموات في ثقافتنا الحق في العيش الرغيد ، السكن اللائق، والملبس الأنيق، ترنيمة الرغبة في الموت تعاود موسيقاها في كل الأسماع، تراث بكل ثقله يحضر هذا الفضاء تصرخ من حق الوالي ان يحتفي بهويته حتى وهو في مكان تسوده كل معاني الرهبة والخشوع.. والسؤال أي مفهوم لتلك الحالات وتلك التصرفات.. ؟؟