وجد الشاعر المغربي عبد القادر الحاوفي مشنوقا في غرفة بأحد فنادق بمدينة سيدي بنور، بعد أن ترك رسالة مطولة عبر فيها عن قراره بوضع حد لحياته منتحرا، وضمنها عبارات تشير إلى هذا الأمر، مما جاء فيها'' وأمام كل الاخفاقات التي واجهتني في الحياة ساقف اليوم قويا في وجه الموت.. وداعا‘‘ وبينما وجه كلمات مؤثرة إلى معارفه وأصدقائه وأسرته، توجه باعتذار إلى رجال الشرطة الذين سينكبون على البحث في أسباب وفاته محاولا أن يختصر عليهم مسالك البحث وفرضيات التحقيق للتأكيد أن الأمر يتعلق بانتحار بناء على قراره. ووجد الشاعر عبد القادر الحاوفي، شقيق الشاعر عبد الله الحاوفي معلقلا بحبل في فندق المسارفين بمدينة سيدي بنور بعد أن لاحظ مسير الفندق غيابه لمدة يومين قبل أن يتم اكتشاف جثته، ومعها رسالة من 8 صفحات تحدث فيها عن إحساسه بالإخفاق حيث كتب ''أخفقتُ في الشعر و الكتابة و الرسم ولم اوفق حتى في حماقاتي الجميلة في حضن الحياة ‘‘. الشاعر عبد القادر الحاوفي أنهي حياته عن عمر يناهز 49 عاما، بدأ مشواره العشري والفني قبل منتصف ثمانينيات القرن الماضي، نشرت قصائده على صفحات الجرائد والمجلات الوطنية وبشكل أكبر على صفحات المجلات العربية المتخصصة في الأدب خارج المغرب، لكنه رغم ذلك لم يحظ بالاهتمام في بلاده، حيث لم ينشر ديوانه الشعري الأول بعد؛ رغم غزارة إنتاجه الشعري. وخلف انتحار الشاعر الحاوفي صدمة في الأوساط الشعرية والأدبية المغربية في الداخل والخارج، حيث تداول الشعراء المغاربة والعرب نبأ انتحاره بتأثر بالغ نظرا لما كان يتميز به الفقيد من طيبة وإحساس مرهف، كما استنكروا التهميش والإهمال الذي يواجه المبدعين المغاربة من طرف المؤسسات الرسمية والثقافية. ولنا عودة إلى موضوع تلقي الأدباء المغاربة لهذا الخبر المفجع.