والحكومة الدعوية تبارك بقلم ابراهيم الصافي هذا العنوان ليس للإثارة ولا إلى التخويف من إجرام الحركات الاسلامية المتطرفة التي تجتاح بعض دول شبه الجزيرة العربية، وإنما سنرصد رياحا لا تقل خطورة عن أمن وسلامة الشعب المغربي، رياح شرقية تحمل رائحة نتنة لمستنقعات الدماء إن لم يتم مواجهتها والتصدي لها قد تتحول إلى عواصف أو تسونامي "داعشي". المد "الداعشي" الارهابي المتطرف بدأت تصل رسائله عبر توجيه الاتهامات بالتكفير والتهديد بالتصفية الجسدية لشخصيات مغربية، ووصلت ايضا الثقافة الداعشية عبر الفضاءات المفتوحة لوسائل الاتصال الحديثة، وما قام به شخص يسمى " شيخ سار" مغني "فن الراب"ومحسوب على حزب العدالة والتنمية بدعوته في المقاهي الجالسون على فنجان قهوة إلى التوجه للصلاة من خلال شريط فيديو بثه بنفسه، إلا تعبير عن مسايرة هذه الثقافة الرجعية. يعبر هذا السلوك الصادر عن شاب يمتهن التجارة "بالدعوة الاسلامية" عبر قناة "يوتيوب"، عن توجه خطير عبر تصدير للممارسة الدعوية من داخل الاماكن المخصصة للتعبد " كالمساجد" والزوايا" إلى المقاهي وحافلات النقل والاماكن العمومية، هذا السلوك تم بطريقة لا تختلف عن ما يقوم به الدواعش، وكما شاهدناه عبر اشرطة الفيديو التي يتم بثها عبر "يوتيوب" يدعون الناس بالتوجه الى المساجد ومن لم يكن في المسجد وقت الصلاة يتم جلده ومن رفض أقيم عليه الحد. هذا السلوك حتى ولو كان تلقائيا من شاب (فنان) متهور، فإنه سيغدي ثقافة نائمة قد تتحول إلى فعل مادي عبر استعمال القوة والعنف لإقتياد الناس إلى المساجد، وكأننا سنعود الى "زمن صراع الطوائف الاندلسية". أبواب الجنة لا يفتحها "الشيخ سار" ولا غيره، أبواب الجنة تفتحها مفاتيح الاعمال الصالحة في خدمة المجتمع، وانتشاله من الفقر ومن مستنقعات التخلف، والاكثر من ذلك تبقى مسألة ممارسة الشعائر الدينية ممارسة حرة وفردية في اطار ناموس عمودي بين الخالق ومخلوقه، فالله سيحاسبنا فرادى وليس جماعات. ويبقى الخطير في الامر ليس بعض تصرفات أفراد من المجتمع أو جماعات متطرفة، لكن أن تكون هناك "حكومة دعوية" بقيادة حزب دعوي تغدي و تبارك هذه الممارسات عبر خطاب تخليقي من قلب المؤسسات الوطنية، وشن حملة على ما تسميه "الانحلال الاخلاقي" في المجتمع، يهدد بشكل جدي استقرار الدولة، وكل المكتسبات التي حققتها القوى الديمقراطية في هذا البلد عبر مسار تاريخي مؤلم.