بقلم اسامة مغفور قوى التطرف الأمازيغي إن المسؤولية الكبرى في ما وصلنا إليه اليوم تقع على عاتق الدولة التي جعلت من متطرفي الأمازيغية المحاور الأوحد والممثل الوحيد للأمازيغ. ففتحت لهم المواقع والقنوات وتم تسليمهم مفاتيح مؤسسات تعنى بالشأن الثقافي الأمازيغي فحولوها إلى دكان للارتزاق السياسي وجعلوا من الأمازيغية هوية منغلقة ومنعزلة كليا عن عمقها الحضاري العربي الذي تنتمي إليه. والمتتبع لكل النقاشات ولمسار الأمازيغية في السنوات الأخيرة يلاحظ التهميش الذي طال كل الأصوات الأمازيغية الحكيمة التي رفضت دائما رسوم تيفناغ وخلق لغة أمازيغية جديدة وإقحامها في الدستور. وهي ظلت تدافع عن وضع متقدم لكل الأمازيغيات يرقى بها إلى مصاف لغات وطنية لكل المغاربة تأتي بعد العربية كلغة دستورية جامعة واحدة، وتكتب بالخط العربي الذي اعتاد عليه كل المغاربة لحمولته الحضارية والعلمية والدينية. إلا أن النظام قرر أن يتعامل مع قوى التطرف حفاظا على عرشه من الاهتزاز. وبذلك يكون قد آثر كرسي السلطة على حساب وحدة المغاربة. ولا غرابة اليوم أن يخرج علينا عصيد وبودهان للطعن في مشروعية الرابطة المغربية للأمازيغية، وكأن الأمازيغية مِلكهم الخاص يمنع الخوض فيه لكل من يناهض فكرهم ويدعو إلى مقاربة مختلفة للأمازيغية يجعل منها جزء من العروبة ومن العمق الحضاري العربي الذي لا يلغي خصوصيات أحد. سنظل من الداعين إلى هذه المقاربة والمدافعين عنها. فالعروبة الجامعة هي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وقدرنا وباللغة العربية الفصيحة وحدها يمكن أن نطمح إلى تنمية بشرية حقيقية وإلى نهضة شاملة التطرف الأمازيغي تتصرف الحركة الأمازيغية المتطرفة، في حقدها على العرب، على أساس قاعدة ًعدو عدوي صديقيً. وهم يترحمون كل يوم على غولدامير وشارون وشامير وبيغن وعلى زعيمهم بن غوريون. الأمازيغ الشرفاء أهلنا وأحبتنا أحبوا اللغة العربية وتفانوا في الدفاع عن الإسلام واقتنعوا بالعمق الحضاري لمفهوم العروبة التي لا تقصي ولا تلغي خصوصيات أحد. إنها عروبة جامعة آمن بها ابن باديس والمختار السوسي والخطابي والجابري. الأمازيغ الشرفاء يناهضون التطبيع مع الصهيونية بدافع قومي حضاري وديني، وقبل كل ذلك إنساني. ففلسطين قضية إنسانية قبل كل شيء استشهدت من أجلها راشيل خوري القادمة من بلاد الغرب عندما مزقت جسدها الصغير جرافات صهيونية لئيمة وآثمة. فلسطين دافع عنها يهود شرفاء من أمثال أسيدون والسرفاتي ناضلوا طوال حياتهم ضد الصهيونية كفكر فاشي مجرم يتلذذ في الدماء. فتحية لكل من أحب فلسطين وأهلها ورفض التطبيع مع عدو مجرم. والخزي والعار لكل من يطبع مع الصهاينة، عربيا كان أو أمازيغيا.