القائد البكاي متشبع بمبادئ المفهوم الجديد للسلطة ويكرس جل وقته لحل مشاكل السكان سيدي الطيبي/ محمد الرميلي بروكسي في ظرف لايتعدى عقدا من الزمن تحولت قرية سيدي الطيبي الواقعة تحت النفوذ الجهوي للإدارة التراتبية بالقنيطرة، إلى مدينة عشوائية قائمة الذات. عشوائية البناء ومخالفة قانون التعمير تعود أسبابها إلى تواطؤ أعوان السلطة من شيوخ ومقدمين مع المتصرفين في أراضي الجماعات السلالية الواقعة تحت وصاية وزارة الداخلية مقابل إتاوات وعلاوات ورشاوى. ووراء جشع فاحش، لعب أعوان السلطة أدوارا كبرى في تأسيس هذه المدينة العشوائية وفق معايير هندسية فوضوية مما يغري ذوي السلوكات الانحرافية واتخاذها معقلا من معاقل الجريمة بكل أصنافها وأشكالها الشئ الذي قد يخلق متاعب أمنية ، على رأسها مسؤول الإدارة الترابية المحلية (القائد)، ذلك أن الشيخ أو المقدم يأخذ(...) ويبتز بغيرعلم القائد. لكن في الفترة الأخيرة وقبل أربعة أشهر تقريبا خلال حركة تنقيل وترقية رجال السلطة، كان لسكان مدينة سيدي الطيبي العشوائية حظ كبير أن عين على رأس إدارتها الترابية المحلية، قائد شاب، ينحدر من الجهة الشرقية للمملكة. وبتكريسه للأساليب الديبلوماسية والتعامل المرن مع السكان،يبدو أنه يسعى إلى إحياء المفهوم الجديد للسلطة الذي دعا إليه الملك محمد السادس غداة اعتلائه العرش. في جولة استطلاعية قادتنا إلى مدينة سيدي الطيبي العشوائية والتي يسعى القائد البكاي للحد من المزيد في انتشار خيام وأكواخ ما فتئت تنبت كالفطر. عند زيارتنا لمقر القيادة،بدا لنا الأمر عاديا والقائد يتواصل مع السكان مباشرة بدون بروتوكول وبدون أية عجرفة أو تعال على المواطنين، خلافا لما كان معروفا لدى من سبقوه. من أساليب القائد الحالي، خفضه الجناح للمواطنين والإنصات إليهم وحل مشاكلهم وفق التعليمات التي يتلقاها من رؤسائه الشئ الذي يصب في استتباب الأمن والطأنينة وضمان الاستقرار، خلافا لما نجده في شيخ المدينة الذي تعود على التحرش بالسكان،هذا لفائدة ذاك، بالابتزاز والتهديد وانتهاكه حرمة المساكن وترويع أهلها دون مراعاة للقانون المجرم لهذه الأفعال. أعوان السلطة يقومون بهذه الأفعال وفق سياسة الكيل بمكيالين، مستغلين حداثة المسؤول الإداري، حيث يخفون عليه الحقائق أو يقلبونها. ونظن أنه بناء على هذا المقال لامحالة أن القائد سوف لن يترك الحبل على الغارب ويبقى أعوان السلطة التابعين له يتلاعبون بأمن وقضايا المواطنين. هذا وإذا كان جلالة الملك أعطى الأولوية لآمن المواطنين، وحمايتهم من تهديدات أو سياف وعصابات "التشرميل"، على الخصوص ،فإن أمن المواطنين يشمل حتى حماية جيوبهم وممتلكاتهم من جشع أعوان السلطة وبعض رجالها. نكتفي بهذا القدر في انتظار مراجعة شيخ سيدي الطيبي لأوراقه قبل أن تنزل عليه مطرقة القانون.