في ندوة وطنية نظمها مركز الأبحاث والدراسات في التنمية البشرية أكاديميون بوادي زم يناقشون دور المجتمع المدني في تكريس البعد الحقوقي التنموي أجمع أكاديميون ومفكرون بمدينة واي زم، أمس السبت، على الدور الكبير الذي تعلبه فعاليات المجتمع المدني، في المساهمة الحقيقية في بناء المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة والمجالات. وأوضح هؤلاء الباحثون في ندوة عقدها مركز الأبحاث والدراسات في التنمية البشرية، حول موضوع" (أي دور للمجتمع المدني في تكريس البعدين الحقوقي و التنموي ببلادنا؟)، ان المجتمع المدني، تنوعت انشغالاته ونشاطه المكثف في العديد من المناسبات، وهو ما أثمر برامج ومشاريع ومبادرات راقية في عدد من المجالات، وبخاصة منها الثقافية والحقوقية والاجتماعية وغيرها. كما شددوا في اللقاء الذي أقيم بالتعاون مع المجلس البلدي، على ضرورة انفتاح المجتمع المدني على الثقافة الضريبية، والمسؤولية والتطلع إلى مكانة حقيقية تعيد لهذه الفئة دورها الريادي في تحقيق التوازن داخل المجتمع. وأشاروا إلى استيعاب الخصوصيات المؤسسة لمجتمع مدني نابع من تربة الوطن، مؤكدين أن ديمقراطية المجتمع المدني غير مرهونة بالية الولادة ان كانت مكتملة بل أساسا بروابط البقاء والمحافظة على الآليات الديمقراطية. وشملت الندوة بعد حفل الافتتاح، الذي حضره العديد من المسؤولين والمثقفين وفعاليات المجتمع المدني، جلستين الأولى، همت محوري(المجتمع المدني في ضوء المقتضيات الدستورية الجديدة ودوره في تعزيز حقوق الإنسان والنهوض به)، وترأسها الدكتور عبد الرحيم العطري. وخلال هذه الجلسة، تم تقديم عدد من التصورات حول تعريف المجتمع المدني، التي تعود إلى القرن ال 17، كما تم الإلحاح على دور المجتمع المدني في الثورات العربية، إضافة إلى خلق نقاش حول المجتمع المدني ومنظومة القيم، وإبراز انجازاته فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية، وتمويل الدولة للجمعيات. اما الجلسة الثاني، التي ترأسها الدكتور محمد بنطلحة، فتمحورت حول موضوع(المجتمع المدني كشريك في التنمية : الرهانات والتحديات والآفاق، وقد طرحت العديد من الأسئلة التي همت بالخصوص علاقة المجتمع بالثقافة الضريبية من خلال دورة المشرع المغربي في زيادة الضريبة، كما تم معالجة قضايا أخرى تهم التنمية الثقافية، وبناء مجتمع حالم تواق الى مستقبل يكون فيه المجتمع المدني قادر على الخلق والإبداع وتغيير الواقع، حتى يبقى ذلك الحليف الاستراتيجي للتنمية والنموذج الذي يحتدى به، دون أن يكون مجرد مجتمع عنكبوتي، وديكور لملء البياضات. وفي كلمة للجنة التنظيمية أكد الحبيب الستاتي رئيس المركز بالمناسبة أن المجتمع المدني يجب أن يشكل معادلة قوية داخل النسيج التنموي، وليس مجرد موضة تستعمل في المناسبات. كما لامس في كلمته الحاجة إلى طرح توازن المجتمع الدولة كشريك فعال ومنافس وأساسي، متسائلا عن ما المقصود بالمجتمع المدني؟، ومبرزا ان الندوة الفكرية تبقى حلقة من حلقات التواصل بين النخبة وفعاليات المجتمع، وذلك بهدف استشراف المستقبل وتحقيق مرامي التنمية في مختلف إبعادها الجمالية والفكرية والعلمية والحقوقية وغيرها. وقد شارك في الندوة كل من الدكتور محمد الشيكر بمداخلة حول موضوع(فلسفة المجتمع المدني)، ثم الدكتور سعيد العلام حول وموضوع (المجتمع المدني ومنطومة القيم). والدكتور حسن قرنفل بموضوع (المجتمع المدني والديمقراطية، فضلا عن، (المجتمع المدني و الثقافة الضريبية : أية علاقة وأي دور للمساهمة في الإصلاح الجبائي؟) للدكتور مولاي الحسن تمازي. كما شارك في الندوة التي تكلم في افتتاحها رئيس المجلس البلدي ونائب وزارة التربية، ونائب عميد الكلية المتعدد التخصصات بخريبكة الدكتور احمد شراك بمداخلة حول (الدور التنموي للجمعيات الثقافية بالمغرب) ، فضلا عن مداخلة (المجتمع المدني وروح المسؤولية) للدكتور منصور بلخيري، و(المجتمع المدني : أي نموذج؟ لأية تنمية؟) للدكتور عبد الرحيم العطري.