متابعة: ع.القادر زباخ أسدل الستار كما هو معلوم يوم السبت الفارط على فعاليات النسخة 16 لمهرجان السينما الإفريقية التي احتضنتها مدينة خريبكة من 22 إلى 29 يونيه، وذلك على إيقاع فوز المخرج التونسي شوقي ميجري بالجائزة الكبرى البالغة قيمتها النقدية 70 ألف درهم حيث شارك بفيلمه "مملكة النمل " الذي شكل نقطة ضوء وحيدة بهذه الدورة و يحكي ملخصه عن "فلسطين 2002، أرض التناقضات، يتقابل فيها عالمان متناقضان، من جهة قصف يومي، ومروحيات الأباتشي والمدافع تزرع الموت والخراب.. والبيلدوزر تهدم المنازل والأحياء بكاملها. ومن جهة أخرى هناك في باطن الأرض المغارات والأنفاق تخترق فلسطين كلها وتضمن ربط مدنها بدون عناء، وبقايا الحضارات المختلفة... إنه سفر بين السطح والعمق بين الجحيم والصفاء بين واقع عنيف وحلم معوض..". ومن جهة أخرى وللتاريخ لابد من الإشارة إلى أن النسخة الحالية من المهرجان مقارنة مع سابقاتها كانت أكثر وقاحة وإيباحية على مستوى العديد من الأفلام المتبارية التي اشتركت في قاسم وحيد تمثل في تمرير مشاهد يندى لها الجبين كان من الصواب والأليق- تحصينا للقيم النبيلة المتداولة- عدم قبولها بالمطلق حيث طغت عليها لغة العري السافر والمشاهد الجنسية الفاضحة وكأننا أمام فكر لم يعد له من هم إلا الرغبة الملحة في إشاعة ثقافة الإفساد الأخلاقي والتطبيع مع الفاحشة وغيرذلك ضدا على إسلامية الدولة التي ينص عليها الدستور المغربي كما هو معروف. ترى من المسؤول عن تمرير هذه المهازل والإختلالات الفظيعة الخارجة عن القيم المتأصلة للمواطن المغربي التي تشتد ضراوتها بكل تأكيد ويرتفع سقفها مع توالي دورات المهرجان والتي يقابلها طبعا الجمهور الخريبكي في كل مرة بالاستنكار والتنديد والشجب ..؟ كما وجب بالمناسبة التذكير أن رئيس المجلس البلدي للمدينة رفض على غير العادة تقديم أي منحة مادية لهذه "التظاهرة الفنية" والتي كانت محددة جريا على العادة في مبلغ 80 مليون سنتيم معللا ذلك في تصريح صحفي أخير أن المهرجان لم يعد له ذلك الإشعاع اللافت على المستوى المحلي وطغت عليه لغة الزبونية والمحسوبية في توزيع الدعوات موضحا بخصوص الدعم أن هذه العملية يجب أن تخضع لشروط أهمها توقيع شراكة مع المجلس البلدي التي تؤطرها أهداف معلنة ومحددة مؤكدا أن دعم المجلس لايجب أن يقدم عن طريق "طلب إعانة". كما استنكر في ذات التصريح عدم منحه فرصة الإطلاع على الحسابات المالية للمهرجان وعدم استدعائه لتجديد مكتب مؤسسة المهرجان التي يرأسها نور الدين صايل وذلك بالرغم من أن الجماعة الحضرية لخريبكة من بين هيئات مجلسها الإداري.. كما كشف من خلال تقييمه للنسخة الحالية للمهرجان على حصول حوالي 13 شخصا من المدعوين على امتيازات دون تقديمهم لأية إضافة تذكر لهذه الدورة.. وفي ختام تصريحه أكد امحمد الزكراني أن جماعة خريبكة ستسعى إلى تصحيح مسار المهرجان لإعادة الإعتبار للمدينة ولساكنتها وفق استراتيجية بناءة تروم محاربة الفساد والإختلالات.. كما نفى خضوع مؤسسة المهرجان لأي افتحاص مالي عكس ما صرح به مدير المهرجان خلال الندوة الصحفية التي سبقت انطلاق الدورة..