أحد المشاكل الأساسية في امتحانات البكالوريا تكمن في المترشحين الأحرار، هم من يسرب الامتحان وهم الذين يسممون الأجواء، صبيحة هذ اليوم كان من نصيبي مراقبة أحد أقسامهم، بعد أن وزعنا أوراق امتحان الفيزياء وبعد مضي ربع ساعة وضع جل المترشحين القلم وظلوا ينظرون إلى بعضهم البعض، بمعنى أنه "ما عندنا ما نكتبو"، بعد مرور نصف ساعة قام أحدهم يريد المغادرة، قلنا ليه: اجلس حتى تدوز نصف الحصة تبعا للقوانين... أووو بزاااااف أ أستاذ انا باغي نخرج ضرني الجوع، واحد آخر نادى علي وقال لي: أستاذ راني خاصي نخرج باغي نكمي، لم تمر تلك الساعة والنصف إلا بمشقة الأنفس، ما إن وصلت التاسعة والنصف حتى خرج 17 تلميذ وبقي اثنان فقط، أحدهم كتب في ورقة التحرير: "وا ديرو المزياااان"، وعلى الرغم من ذلك فبعد انتهاء الحصة الصباحية أدركت بعد لقائي بزملائي بأن قسمي كان أكثر أقسام الأحرار انضباطا بالمقارنة مع الأقسام الأخرى. لا يعني أنني ضد المترشحين الأحراربشكل عام لأن هذا مكسب مهم يجب الحفاظ عليه، وكم أعرف من شخص اجتاز البكالوريا كمترشح حر وكان مساره الدراسي جيدا لكن يجب أن يُقنن الموضوع، لا يجب أن يظل مفتوحا للجميع وبهذا الشكل. يجب أن يفكروا في شيء يمنع بعض المتطفلين ويسمح للجادين فقط. في المساء قمت بحراسة التلاميذ النظاميين (غير الأحرار) في قسم كان فيه تلاميذ التعليم العمومي والخصوصي، لكن هاد الخصوصي بين قوسين لأنهم ينتمون إلى مدرسة خاصة يدرس فيها المطرودون من التعليم العمومي، لذلك يمكن أن تجد منهم من هو قريب منك في السن، بعد مرور نصف الحصة رأيت تلميذا من هذا النوع يحرك يديه بالقرب من رجليه حينما اقتربت وجدته يعد لسطر ليس كأي سطر، إنه سطر من "النفحة": قلت له: اش تدير آآآآسي محمد؟ أجاب: ضرني راسي وعصباتني الانجليزية، قلت له: آرا داكشي، لا أ أستاذ هادشي شأن خاص يهمني أنا فقط، أضحكني الفتى بهاد القضية ديال شأن خاص، قلت له: شأن خاص ملي تكون فالزنقة ولا فداركم هنا لا، وحينما "حمرت" فيه عيناي قال لي: هاك أ أستاذ ما يكون عا خاطرك. شفتو أشمن تلاميذ تنحرسو؟ مع احترامنا طبعا لجميع التلاميذ المجدين الذين يبذلون مجهودا سواء كانوا نجباء أم متوسطين أم متعثرين. هادشي لي داير الوفا كلو ما صالح لوالو، القوانين والإجراءات في واد، والواقع في واد آخر لا يعلم الوزير عنه شيئا، ما الحل إذن؟ الحل يكمن في إعادة النظر في المنظومة التعليمية برمتها، والقطع مع سياسة النجاح بأي معدل كان، لأن الذين يرغبون في الغش الآن هم أولئك الذي نجحوا في الابتدائي والإعدادي بدون معدل وبدون مستوى، هل يستطيع تلميذ نجح في السادس ابتدائي مثلا بمعدل 3 أو 2 أو أقل أن يواكب مستوى السابع أساسي مثلا؟ إذا كان لا يجيد عملية (3-2) في السادس فهل سيجييد في السابعة (- 3+2)، ماذا سيفعل إذن؟ لن يواكب طبعا وفي نهابة السنة سيكون النجاح في انتظاره، هاد التلاميذ هما لي فالباك الآن، لا أُحمل من خلال كلامي المسؤولية للتلاميذ فحسب فهم ضحية نظام تعليمي فاسد لكنهم من جهة يتماهون مع ذلك. الكلام كثييير وسكات حسن .أعتذر عن الأخطاء التي يمكن أن تكون في هذا النص نتيجة السرعة وعدم مراجعة ما كتبت.