دورة استثنائية بكل المقاييس، بعد دوراتها السبع الماضية، انطلق العد العكسي للدورة الثامنة من المهرجان الدولي للشعر والزجل الذي تواظب على تنظيمه الجمعية المناضلة، جمعية بادرة للتواصل والتنمية الاجتماعية. الدورة الجديدة تشهدها كالعادة مدينة الدارالبيضاء وبالضبط، المركب الثقافي مولاي رشيد أيام 23 و24 25و 26 ماي 2013 ابتداءا من الساعة الخامسة مساءا. وقد ارتأت اللجنة المنظمة تكريم الفنان الشعبي الساخر الحسين بنياز "باز" نظرا لتوظيفه الزجل في أغانيه الساخرة التي ترافق عروضه ولوحاته الفنية اللاذعة. هذا وستتميز الدورة الثامنة بتوقيع ديوان "ملاذات" للمبدع خليل الهاشمي الادريسي مدير عام وكالة المغرب العربي للأنباء، وسيلتقي معه ضيوف وزوار المهرجان في اليوم الاختتامي الذي يوافق الأحد 26 ماي 2013 حوالي الساعة الرابعة زوالا. ومن بين مستجدات الدورة التي ستشعل شمعتها جمعية بادرة يوم الخميس 23 ماي كون معرض الدواوين سيعرف تخفيضات جد هامة تتجاوز الخمسين في المئة من الثمن الأصلي للمعروضات الثقافية. و لعل أبرز الانتاجات الابداعية الأدبية بعد ديوان "ملاذات" نجد الديوان الجماعي للمشاركين في الدورة السابقة من المهرجان والذي اختارت الجمعية تتسميته ب : (البردة "الأخرى"). والعنوان الأخير جاء كاستعارة من إحدى أروع قصائد الشاعر العملاق تميم البرغوثي، والذي شبه مدير المهرجان الجمعية به - ي تقديمه للديوان - كمناضل فلسطيني يحارب بقلمه من أجل تحرير بلده، في الوقت الذي تناضل جمعية بادرة من أجل تحرير الثقافة المجني عليها والمستعمرة في عالمنا العربي. وقد جاء الديوان الرابع للمهرجان الدولي الثامن في حلة جديدة وورق صقيل وإخراج فني أكثر احترافية استجابة لتطلعات المثقف الذي صار يحرص على هذا الموعد السنوي. والمثير في الدورة التي ستفتتح الخميس القادم أنها تعرف مشاركة أزواج رفقة زوجاتهن، وآباء رفقة أطفالهم، وتعتبر الطفلة الصويرية الأصل سلمى الروداني أصغر مشاركة لحد الآن حيث أنها لا تتجاوز السنة السابعة من عمرها. ستحكم على نصوص المشاركين في هذه الدورة لحنة تحكيم من خيرة المثقفين المتخصصين ، و من بينهم على سبيل المثال لا الحصر الفنان الملتزم سعيد هبال ، فنان الملحون وكاتب الكلمات جمال الدين بنحدو ، الشاعر والصحافي محمد الباتولي، الصحافي والشاعر أحمد هناوي، الأستاذ المتخصص في تحليل القصيدة مصطفى محجوبي... وقد انضافت للائحة المشاركين دول جديدة لم يسبق لها أن شاركت في الدورات السابقة ككولومبيا ممثلة في الشاعرة ماريا أونطونيا رودريكيس. فضلا عن لبنان والكويت والأردن وفلسطين والعراق وتونس وليبيا والجزائر ومصر وموريطانيا... بالإضافة إلى مشاركات مترجمة لشعراء عالميين. ولا تخلو الدورة الجديدة من مشاركات متنوعة تمزج بين الشعر باللغة الفرنسية والإنجليزية والهندية فضلا عن اللهجات كالحسانية والأمازيغية، ومعروف عن المهرجان أنه الوحيد عالميا الذي يحتفي بالشعر الفصيح بشقيه المنظوم والحر زيادة على العامي "الزجل". ومن أهم ما حققته هذه التظاهرة العالمية في دورتها الأخيرة أنها أشركت بعض قدماء المشاركين في التنظيم ليكتسبوا خبرة في تقنيات التنظيم بالإضافة لفن الشعر الذي واظبوا على نظمه. الدورة الجديدة تتميز بحضور ضيوف شرف من بينهم رئيس" القطب العمومي " الشركة الوطية للإذاعة والتلفزة المغربية الذي طلبت منه الجمعية الحضور كتشريف لتظاهرتها و خصيصا لتسليم الأوسكار لضيف شرف الدورة الصحافي خليل الهاشمي الإدريسي. ومن بين ضيوف الشرف كذلك رئيس المحطة الجهوية للإداعة والتلفزة المغربية بالدارالبيضاء الحاج اكليكيم، والفنان الكوميدي عبد الخالق فهيد والفنان أحمد الصعري فضلا عن شخصيات وازنة أخرى وعدت بالحضور كملك الإشهار وقيدوم الإعلاميين كمال لحلو. أما فيما يخص برنامج هذه التظاهرة الدولية في هذه السنة فيمزج بين فن الشعبي والشرقي والراي دون إغفال الراب والطرب الأمازيغي فضلا عن الكوميديا ، ومن أهم الفقرات المبرمجة هذه الدورة ، المجموعة الملتزمة الشهيرة : مجموعة السهام، الفنانة العربية عزيزة ملاك، فنان الملحون جمال الدين بنحدو، الفرقة الرائدة كازا أكروباط، الفنان الشاب عمرو، الكوميدي سعيد عبدو وعبدو مول الدجاجة والفنان شعيب حليم... أما التقديم فقد أسند للمنشط المبهر الذي أعجب كل من حضر الدورة السابقة، ويتعلق الأمر بالأستاذ الموسوعي الثقافة عبد الله أشملي. كما أسندت الإدارة الفنية هذا العام لرائد الملحون الفنان جمال الدين بنحدو، واختارت اللجنة المنظمة الفنانة عزيزة ملاك مستشارة لمدير المهرجان الأستاذ حسن الخباز ، في حين تكلف فريد قدري بالإشراف العام للدورة، والحبيب دامي منسقا عاما ، والمراقبة العامة أسندت للفنان الشاعر مصطفى بيضاوي . بكل اختصار، الدورة الجديدة من المهرجان الدولي للشعر والزجل اختار منطموها أن تكون استثنائية بكل المقاييس رغم عدم استفادتها من أي دعم على غرار سابقاتها من الدورات الفارطة. ومثل باقي التظاهرات التي دأبت على تنظيمها جمعية بادرة للتواصل والتنمية الاجتماعية كالمهرجان الدولي للاختراع الذي تنظمه الجمعية خريف كل عام، لذلك أصبحت الجمعية تعتمد على مواردها الخاصة وأساسا مساهمات أعضائها كل حسب مستطاعه .